الدولية
إدلب غداة رئاسية طهران "الفاشلة"... 60 غارة في 3 ساعات
السبت 08 سبتمبر 2018
5
السياسة
18 قتيلاً من ردفاء النظام و"آساييش" في القامشلي... وواشنطن تلوح مجدداً بـ"خيارات عسكرية" ضد دمشقموسكو: استعدادات "مسرحية الكيماوي" اكتملت وإرهابيو إدلب ينتظرون لتنفيذها "إشارة" من أصدقاء "الثورة"إدلب (سورية)، عواصم- وكالات: بعد أقل من 24 ساعة على إخفاق قمّة رؤساء روسيا وإيران وتركيا في الاتفاق على وقف للنار في محافظة إدلب؛ المعقل الأخير لفصائل المعارضة السورية المسلحة المنضوي معظمها تحت لواء تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي؛ قصفت طائرات روسية وسورية، أمس، بلدات في المحافظة، بالتزامن تحذير جديد أطلقته موسكو من مخطط، يُعدّه إرهابيون، لاستخدام السلاح الكيماوي واتهام دمشق بذلك، فيما كرر الجيش الأميركي تهديده بـ"خيارات عسكرية" ضد الحكومة السورية، إذا تجاهلت دمشق تحذيرات واشنطن واستخدمت هذا السلاح. وغداة فشل قمة طهران، بين رؤساء روسيا فلاديمير بوتين وإيران حسن روحاني (الداعمين للرئيس السوري بشار الأسد) وتركيا رجب أردوغان (الداعم لفصائل المعارضة المسلحة)، في التوصل إلى حل لمعضلة المحافظة، بدا أمس أن عدّاً عكسياً استُهلَّ لإطلاق هجوم استعدت له قوات النظام السوري لاستعادة إدلب، إذ قال شهود وعمّال إغاثة إن 12 ضربة جويّة على الأقل أصابت سلسلة من القرى والبلدات جنوب محافظة إدلب، إضافة إلى بلدة اللطامنة (شمال حماة) التي لاتزال تحت سيطرة فصائل معارضة متشددة. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن شهود، أن المحافظة تعرّضت أمس لـ"أعنف" غارات روسية منذ بدء تهديد دمشق مع حليفتها موسكو بشن هجوم على المنطقة. وأضافت الوكالة، نقلاً عن "المرصد السوري" المعارض الذي ينشط من لندن، أن "طائرات روسية شنت نحو ستين ضربة في أقل من ثلاث ساعات على بلدات وقرى في ريفي إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، تزامناً مع قصف مدفعي وجوي شنته قوات النظام على المنطقة، ما تسبب بمقتل أربعة مدنيين على الأقل". واستهدف القصف الروسي- السوري المكثف مقارَّ لتنظيمَيّ "جبهة النصرة" و"حركة أحرار الشام الإسلامية" الإرهابيين في محافظة إدلب، مُوقعاً قتلى وجرحى، فيما يواصل مئات المدنيين، منذ الخميس الماضي، الفرار من مناطق وجود المسلحين خوفاً من هجوم وشيك. وتتركز عمليات النزوح خصوصاً من الريف الجنوبي الشرقي لإدلب، الذي يُستهدف منذ أيام بقصف جوي عنيف، ويُتوقع أن يشهد المعارك الأولى في حال بدء الهجوم. وبالتزامن مع تحذير روسيا من مخطط لاستخدام السلاح الكيماوي في سورية واتهام دمشق بتنفيذه، هدّد الجيش الأميركي مجدداً بـ"خيارات عسكرية"، إذا تجاهلت دمشق تحذيرات واشنطن واستخدمت هذا السلاح. وقال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد، أمس، إنه يجرى "حواراً روتينياً" مع الرئيس دونالد ترامب بشأن "الخيارات العسكرية"، في حال استخدام أسلحة كيماوية في هجوم متوقع على إدلب. وأضاف دانفورد، خلال زيارة يقوم بها للهند، أن الولايات المتحدة "لم تتخذ بعدُ قراراً" باستخدام القوة العسكرية، رداً على أي هجوم كيماوي في سورية، "لكننا نجري حواراً روتينياً، مع الرئيس للتأكد من أنه يعرف موقفنا فيما يتعلق بالخطط في حال استخدام أسلحة كيماوية". وتوقع الجنرال الأميركي أن "تكون لدينا خيارات عسكرية بشأن آخر تطورات الأوضاع العسكرية". وظهر أمس، كشفت وزارة الدفاع الروسية، في بيان للناطق باسمها اللواء إيغور كوناشينكوف، أن لديها "معلومات موثوقاً بها، أن اجتماعاً عُقد في مركز قيادة الإرهابيين، الواقع في مدرسة الوحدة بمدينة إدلب في 7 سبتمبر الجاري (أول من أمس الجمعة)، ضمَّ زعماء جماعتي (جبهة النصرة) و(حزب تركمانستان الإسلامي)، بمشاركة المنسقين المحليين لـ(الدفاع المدني السوري- الخوذ البيضاء). وأضافت الدفاع الروسية، في بيانها، أنه تم في الاجتماع "التنسيق النهائي لسيناريوهات إجراء وتصوير مسرحيات حوادث الاستخدام المزعوم للمواد السامة من قبل القوات الحكومية السورية ضد السكان المدنيين في التجمعات السكنية بمناطق جسر الشغور وسراقب وتفتناز وسرمين". وأشارت إلى أن "الاستعداد الكامل لكل المشاركين في إجراء هذه الاستفزازات المسرحية، يجب أن يُستكمل بحلول مساء اليوم (أمس السبت)". وأوضح بيان الوزارة أن "أمراً خاصاً من أصدقاءَ أجانب لـ(الثورة السورية) سيكون الإشارةً لبدء الإرهابيين في تنفيذ المرحلة العملية من الاستفزاز بمحافظة إدلب". وشدد اللواء كوناشينكوف على أن" وزارة الدفاع الروسية تواصل متابعة الوضع في سورية، وأعمال الوحدات المسلحة للدول المختلفة في الشرق الأوسط باهتمام بالغ". وفي شمال شرقي سورية، عاشت مدينة القامشلي، أمس، حال استنفار أمنيٍّ إثر سقوط قتلى وجرحى جرّاء اشتباكات بين قوات الأمن التابعة لـ"الإدارة الذاتية الكردية" والقوات الرديفة للجيش السوري. وفيما أعلن "المرصد" المعارض عن "مقتل 18 عنصراً من قوات النظام وعناصر الأمن الكردية (آساييش)"، بثت قناة "RT" الروسية أمس صوراً لجثث القتلى وعناصر من "آساييش" في مكان الحادث، الذي وقع على طريق الحسكة قرب مرأب "الهلال الأحمر الكردي" في القامشلي الخاضعة بمعظمها لسيطرة الأكراد، بينما يسيطر الجيش السوري على مربع أمني فيها. ونسب "المرصد" إلى مصدرين لم يسمهما، أن "11 عنصراً من قوات النظام قتلوا لدى مرور دوريتهم على حاجز لقوات آساييش في المدينة، مقابل سبعة قتلى من الأكراد، وجرحى من الطرفين". وقالت قيادة آساييش، في بيان أمس، إن "عناصر الدورية استهدفت قوّاتنا بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، فردّت قواتنا على هذا الاعتداء".