إدمان الخوف... حصاد الطفولة المضطربة

ثمة من يعانون من الخوف من حين لآخر، وهناك أيضًا من يعانون منه بانتظام. ونتيجة لذلك من المرجح أن تكون تجربتهم في هذه الحياة مختلفة جذريًا.
وقد تعطيك القدرة على السيطرة الإحساس بأنك تتحكم في نفسك، ولديك القدرة على الاستجابة للحياة بدلاً من الانفعال السلبي تجاهها ومن ثم إذا شعرت بالخوف، فسيكون ذلك عادة علامة على أن حياتك تتعرض للتهديد.
على سبيل المثال، يمكن للمرء أثناء قيادة سيارته أن يجد أمامه سيارة أخرى فجأة، أو قد يسير في حارة مظلمة ويسمع شخصًا يركض. في هذه الحالات سيكون من الطبيعي أن يشعر بالخوف. إذا لم يشعر المرء بأي شيء عند حدوث مثل تلك المواقف، فقد يكون هناك خطأ ما، وفي الحالات الطبيعية وبعد فترة وجيزة من حدوث شيء مخيف من هذا القبيل، فإن الأمور تستقر مرة أخرى ويعود وضعه إلى سابق عهده في وقت قريب.
الإنسان الكامل: الخوف يسيطر على جزء من الدماغ، ويوقف أجزاء أخرى فلا تكون لها القدرة على العمل بشكل صحيح. ولكن بعد مرور بضع لحظات ستتمكن باقي أجزاء الدماغ من العودة إلى طبيعتها. ويستعيد المرء أفكاره ومشاعره وأحاسيسه ويتنفس الصعداء بعمق من بطنه وليس من صدره. لذا، عندما يتعلق الأمر بالشخص الآخر الذي يخاف ويخشى على أساس منتظم ومتواصل، يمكن القول إنه لن يتصرف بالطريقة الصحيحة. ولن يختبر الخوف فقط أثناء اللحظات التي يمكن أن تتعرض فيها حياته للخطر، بل سيختبره حتى عندما لا يكون عرضة للخطر. من خلال تجربة الحياة بهذه الطريقة، من النادر أن يشعر المرء وكأنه مسيطر على حياته. ويمكن أن تكون حياته مدمرة تماماً.
من المحتمل أن يقضي الخوف على التفكير ويكون التنفس من الصدر هو القاعدة.
ويحدث كل ذلك داخليا، وقد يكون المرء في بيئة آمنة للغاية وبعيدا عن الأذى، إلا أنه يتصرف كما لو كانت حياته مهددة.
إلى جانب هذا، يمكن لهذا الشخص في نهاية المطاف البحث عن أشياء تعزز ما يدور بداخله. على سبيل المثال قد ينجذب إلى نشرات الأخبار العنيفة أو أفلام الرعب أو لأشخاص خطرين.
قد يكون هذا الخوف أو قل الإدمان على الخوف سببه أن المرء قد عاش طفولته في بيئة لم تكن آمنة وبالتالي لم يشعر بالأمان. ستكون هناك حاجة إلى حل هذه المشكلة أو الاستفاقة من الصدمات الموجودة داخل لاوعي هذا الشخص، ويحدث هذا بمساعدة طبيب أو معالج نفسي ليتخلص المرء من إدمان الخوف ويعيش حياته بشكل متوازن.