الثلاثاء 24 سبتمبر 2024
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
"إذا غنِيتَ فلا تكُنْ بَطِراً"
play icon
كل الآراء

"إذا غنِيتَ فلا تكُنْ بَطِراً"

Time
الاثنين 11 سبتمبر 2023
View
219
د. خالد عايد الجنفاوي

حوارات

يقول شاعر العصر العباسي أبُو الفَتْح البُسْتي عن "البَطَر": وإذا غنِيتَ فلا تكُنْ بَطِراً، فوراءَ أيَّامِ الغِنى فَقْرُ، وإذا افتقرْتَ فلا تَكُنْ جَزِعاً، فوراءَ كُلِّ دُجُنَّةٍ فَجْرُ".
أعترف أنني دائم البحث والقراءة، والتفكير في أسباب السلوكيات البشرية السلبية، لا سيما ما ترتبط بَبَطَر النِّعْمَة، وبخاصة ما يوقع البعض في البَطَر.
بالذات عندما يغتنون فجأة بعد فقر مُدقع، ومن بعض ما استنتجته من ملاحظتي الشديدة والمستمرة لما يجري ويحدث حولي في البيئة المحيطة، ووفقًا لما استنبطه من قراءاتي المكثفة في حقول علم النفس، وعلم الأخلاق والمنطق، وفي كثير مما كتب، الى نهاية هذه اللحظة، عن السلوك البشري، توجد إشارات تحذيرية مبكرة تكشف احتمالية ميل هذا أو ذلك الشخص الى البَطَر.
وثمة أيضًا أسباب، نفسيّة وفكرية وسلوكيّة، محددة تدفع البعض الى بَطَرِ النِّعْمَة، وتوجد كذلك وسائل فعّالة للتعامل مع الزمرة البَطِرة، ونذكر منها ما يلي:

  • الإشارات التحذيرية المبكرة عن أهل البَطَر: يكشف المخلوق البَطِر عن شغف مبكّر لامتلاك المظاهر المادية للغنى، بأي طريقة كانت، وتجده مغرمًا بشكل لافت بكسب المال مهما كان مصدره، وتلاحظ أغلب كلامه، أيام فقره، يدور حول الدنانير والدراهم والجنيهات والفلوس.
    إظهاره لغيرته المرضية تجاه الأغنياء، أو من هم أفضل منه حالاً، وسينجرف بشكل سريع في حديثه المادي الى ما يمكن أن يجعله، بين ليلة وضحاها، أغنى من فلان من الناس.
    وربما ستجده مبغضًا بشدّة لمن هم قدماء في النِّعْمَة والمال، وذلك لأنّ هدفه الأساسي وراء لهثه وراء المال هو للتكبّر والزهو والتعجرف على من يشعر تجاههم بعقد نقص تاريخية.
  • الأسباب النفسية للبَطَر: تتحوّل أحيانًا حالة الفقر عند بعض الناس المضطربين في الأساس، فكريًّا وأخلاقيًّا، الى حالة نفسية مرضية مزمنة الى أن تطغى على وعيهم وتشوّش تعاملهم مع الناس.
    وربما بسبب ترسّخ الكفر بالنِّعم في قلوبهم الضيّقة، طبعًا أو تطبّعًا، فتلاحظ قلّة بركة ما يمكن أن يكتسبونه من مال، وربما لنحاسة طبعهم الشخصي الأساسي.
  • التعامل المناسب والفعّال مع الكائن البَطِر: الفَتُّ له فتًّا بطيئًا.

كاتب كويتي

د. خالد عايد الجنفاوي

@DrAljenfawi

آخر الأخبار