إذا كُنْتَ ضعيفًا كُنْ عَلَى الأقلّ داهيةً!

د. خالد عايد الجنفاوي

الدَّهاء هو التبصّر بالأمور، وحنكة الرأي، وبعد النظر، وإتقان صناعة الرأي، والقرار الشخصي السديد.
وحري بالإنسان الذي يدرك أنه ضعيف جسديا، أو أكثر عرضة لأن يقع ضحية لعدوه المتربص به، أن يسعى الى أن يكون داهية حاد الذهن، ثاقب الفكر لتعويض ما يفتقده.
ومن مهارات الشخصية الداهية وكيفية اكتسابها، وطرق تفعيلها على أرض الواقع، نذكر ما يلي:
-التفكير طويل الأمد: يتوجب على العاقل تشكيل رؤاه الشخصية بشكل طويل الأمد، خصوصا في ما يرتبط بأولوياته وأهدافه الشخصية، فالإنسان الممارس للتفكير طويل الأمد يهتم بتوقّع ما يمكن أن يحدث له في حياته على مدى سنوات وعقود، ولا ينظر فقط الى ما يوجد أمام أصابع قدميه حاليًّا.
-الدَّهاء الاجتماعي: اكتساب مهارات التواصل اللفظي والسلوكي الفعّال مع الآخرين وكيفية حل المشكلات، واتخاذ القرارات الشخصية السديدة، والوعي بالذات، وضبط النفس، وتنظيم الوقت والقدرة على التكيّف مع الظروف المحيطة والاتزان الانفعالي والذكاء العاطفي.
والقدرة على كسب الرزق في أي بيئة اجتماعية يجد الانسان نفسه فيها، وقدرته على تمييز ما هو مقبول أو مرفوض اجتماعيًّا، وإظهار الاحترام للتفكير الجمعي باللسان فقط، وعمل ما يضمن تحقيق المصالح الشخصية.
-الاستقلالية: يجدر بمن يدرك ضعفه البدني، أو المالي، أو الاجتماعي أن يسعى الى اكتساب مهارات فعّالة تجعله إنسانًا مستقلاً فكريًّا ونفسيًّا، وحري به أن يكون مستقلاًّ ماليًّا قدر استطاعته، لا سيما أن الاستقلالية هي المرتكز الأساسي للاعتماد على النفس.
- الارْتِبَاطِ بمن يشابهك: الفرد الداهية هو من يحرص على الاتصال المستمر، والارتباط، والتلازم الاجتماعي والنفسي، وربما الجغرافي مع من يشابهه، فالغريب الضعيف سيكون دائمًا عرضة للظلم وللتنمّر وللاستضعاف.
-الفراسة: مهارة التفرّس ليست علمًا زائفًا، والتنميط النفسي بهدف تحليل الشخصية ليس بالضرورة أن يكون خاطئًا طوال الوقت، فصاحب الفراسة والساعي الى تطوير مهارته فيها أفضل كثيرًا ممن هو عفوي، أو غشيم، أو من لا يتعلّم من أخطائه السابقة.
- اِنتهَزَ فرصة ضعف عدوك: أَبِدْ عدوك إبادة تامة لا تبقي ولا تذر ولا تترك له أي أثر!

كاتب كويتي

@DrAljenfawi