الأربعاء 02 أكتوبر 2024
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

إساءة تقدير الأشخاص والأوضاع

Time
الخميس 06 يوليو 2023
View
9
السياسة
د. خالد عايد الجنفاوي

يشير مصطلح إساءة التقدير في سياق هذه المقالة الى ارتكاب الانسان أخطاء متكررة في حياته، لا سيما في خطئه المستمر بتحليلاته لشخصيات الآخرين، وما يرتبط بتكرار الأخطاء نفسها في توهّمه تجاه طبيعة الأوضاع المحيطة به.
وينبع سوء تقدير الأوضاع، وإصدار الحكم الشخصي على ما يوجد خارج النفس، من نقاط ضعف معينة في الشخصية، وبسبب وجود ثغرات نفسية وفكرية محددة.
وعندما ينجح الفرد في معالجتها فهو سيتمكّن من امتلاك مهارة حسن التقدير، ونذكر منها ما يلي:
-التسرّع في إطلاق الأحكام الشخصية: اذ حري بالعاقل الأريب أن يكون ذا دهاء وفطنة، وبعد نظر، لا سيما عندما يرتبط الأمر بإصداره أحكامًا شخصية مصيرية على الآخرين.
ومن الفطنة والذكاء التأنّي وضبط النفس، وألاّ يتسرع المرء في أمر ليس مطلوبًا منه أن يكون حاسمًا تجاهه في آنه.
-ضعف المهارات الاجتماعية، وتشمل كيفية التحدّث مع الآخرين، وطريقة خلق المواقف النفسية تجاه ما يتعرّض له الانسان في العالم الخارجي، وما يرتبط بمستوى وعيه حول الحقائق الثابتة للحياة البشرية، وكيفية تمييزه بين علامات كذب الآخر وبين علامات صدقه.
- الاسْتِهَانَة بتأثير الأَثَرَة في العلاقات الفردية والاجتماعية: الأنانية جزء لا يتجزأ من الشخصية، وتفضيل الفرد لمصالحه الشخصية يتغلّب أحيانًا كثيرة على إيثاره، لا سيما إذا تضمّن الأمر مالاً كثيرًا مغريًّا، أو التنافس مع الأقران في السن والمكانة، وتحديهم بهدف إثبات الذات.
- دَمَاثَة الخُلُق المفرطة: يُغشي الافراط في ممارسة دماثة الخلق مع كل الناس بصر وبصيرة الانسان المفرط في دماثته، فثمة أشخاص يستحقون التعامل معهم بحسن خلق، ويوجد آخرون لا يستحقون ذلك إطلاقًا، وممن لا يستحق دماثة الخلق معه هو من يستعمل كلامًا ملغومًا غامضًا معك وعنك.
-الأوضاع الحياتية ليست ثابتة: بالنسبة الى العقلاء، والأوضاع والشؤون والأمور، والأحداث الحياتية المختلفة متغيّرة على الدوام، فكل شيء في الحياة تقريبًا قابل للتحوّل بين ليلة وضحاها، وبخاصة ما يرتبط بالعلاقات الاجتماعية.
لهذا السبب، يؤدي أي اعتقاد شخصي مشوش عن أن الأوضاع الحياتية ثابتة الى الخطأ في تقديرها.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi
آخر الأخبار