

إسرائيل تتأهب وتترقب انتقاماً كبيراً… و"حماس" تتوّعد بالثأر
مخاوف من اتساع رقعة الصراع إثر اغتيال العاروري… و"يونيفيل" تحذر من عواقب التصعيد
عواصم، وكالات: توالت ردود الفعل الدولية الداعية للتهدئة وتفادي التصعيد بعد استشهاد صالح العاروري القيادي في حركة "حماس"واربعة من كواد الحركة، اثنان منهم من قادة جناحها العسكري "كتائب القسام " في ضربة بطائرة مسيرة في العاصمة اللبنانية بيروت الليلة قبل الماضية، وذلك أمام مخاوف من اتساع رقعة الصراع في المنطقة.
اغتيال العاروري
أفشل مباحثات تبادل الأسرى
وفيما تتواصل تداعيات استشهاد العاروري، كشفت مصادر مطلعة أن حركة "حماس" أبلغت الوسطاء بتجميد الحديث عن أي هدنة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بعد اغتيال العاروري، متوعدة بالثأر. وأكدت المصادر أن "حماس" أبلغت الوسطاء بأن المفاوضات مرهونة بالموافقة على وقف الاغتيالات وإطلاق النار.
في المقابل، أبلغت إسرائيل الوسطاء بأنها لن توقف عمليات الاغتيال ضد قادة "حماس" من أجل الوصول لهدنة، موضحة ايضا أنها لا تستهدف لبنان ولا "حزب الله"، بل كل من تورط في هجوم السابع من أكتوبر. وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلا عن مصدر أميركي، أن استهداف العاروري هو الأول من عدة عمليات ستنفذها إسرائيل ضد قادة حماس. وأضافت الصحيفة أن إسرائيل تخطط لتنفيذ سلسلة استهدافات لقادة حماس. في الاثناء، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، أن اغتيال صالح العاروري يعد انتهاكا لسيادة لبنان وعملا إرهابيا مكتمل الأركان. كما دان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية عملية الاغتيال ووصفها بالجريمة التي تحمل هوية مرتكبيها، محذرا من المخاطر والتداعيات التي قد تترتب على تلك الجريمة. وفيما أعلن الجيش الإسرائيلي، رفع حالة التأهب على حدود لبنان، حذرت قوات الأمم المتحدة في لبنان "يونيفيل" من عواقب مدمرة لأي تصعيد على جانبي الحدود. ويأتي التحذير بينما توقعت إسرائيل ردا انتقاميا من حزب الله اللبناني الذي تعهد بالرد على عملية الاغتيال، التي أكد مسؤولون إسرائيليون وأميركيون أن تل أبيب تقف وراءها.
المجلس الوزاري يجتمع غداً
قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن المجلس الوزاري السياسي الأمني سيجتمع اليوم لبحث التطورات في لبنان وغزة بعد اغتيال العاروري. وأضافت أيضا أن الاجتماع سيبحث مسألة جلسات محكمة العدل الدولية بشأن اتهامات جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، كما سيناقش ما يسمى "اليوم التالي" بعد حرب غزة.
"معاريف": تقديرات إسرائيلية بعدم تزايد القتال بالجبهة الشمالية
قالت صحيفة معاريف الإسرائيلية إن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى عدم تزايد القتال في الجبهة الشمالية بعد اغتيال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) صالح العاروري في لبنان.ونقلت الصحيفة التحذيرات الإسرائيلية من نية حركة حماس الرد على اغتيال العاروري باستهداف أهداف داخل وخارج إسرائيل، لم توضح نوعيتها.
رئيسي: اغتيال العاروري جريمة
ندد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي باغتيال إسرائيل صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بطائرة مسيرة في الضاحية الجنوبية لبيروت، ووصف ما جرى بالجريمة. وقال رئيسي إن العاروري كان مقاتلا بارزا دافع عن حقوق شعبه. في حين قال وزير الدفاع الإيراني محمد رضا أشتياني إن عواقب اغتيال العاروري سترتد على الولايات المتحدة. ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء عن أشتياني قوله إنه بعد اغتيال العاروري ستكون هناك وحدة ضد السياسات الأميركية، متهما واشنطن بأنها أخلّت بالتوازن الإقليمي.
طهران: عمليات الاغتيال الإسرائيلية تهديد للسلام والأمن
قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن اغتيال صالح العاروري "عملية إرهابية جبانة تثبت أن النظام الصهيوني لم يحقق أيا من أهدافه بعد أسابيع من جرائم الحرب في غزة ورغم الدعم الأميركي". وأضاف عبد اللهيان -في سلسلة منشورات على منصة "إكس"- أن "أنشطة الآلة الإرهابية للنظام الصهيوني في بلدان أخرى تشكل تهديدا حقيقيا للسلام والأمن وإنذارا خطيرا لأمن بلدان المنطقة"، حسب وصفه.
"يونيفيل" تحذر من عواقب مدمرة
قالت قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "يونيفيل" إنها تشعر بقلق عميق إزاء أي احتمال للتصعيد قد تكون له "عواقب مدمرة" على جانبي الخط الأزرق. وناشدت يونيفيل -في بيان- أمس، جميع الأطراف لوقف إطلاق النار وضبط النفس.
تقديرات إسرائيلية
بشأن رد "حماس"
قالت هيئة البث الإسرائيلية إن التقديرات في إسرائيل تشير إلى أن حركة "حماس" سترد على اغتيال صالح العاروري، نائب رئيس مكتبها السياسي وأضافت أن الرد المحتمل من لبنان قد يستغرق بعض الوقت. وتابعت أن تعليمات صدرت للشرطة الإسرائيلية بزيادة اليقظة تحسبا لوقوع هجمات داخل إسرائيل، مشيرة إلى استعدادات خاصة في نجمة داود الحمراء.
الجيش الإسرائيلي يرفع التأهب
على حدود لبنان
أعلن الجيش الإسرائيلي،أمس، رفع حالة التأهب على طول الحدود مع لبنان، كما أعلن تعزيز منظومة القبة الحديدية على طول الحدود مع لبنان ومنطقة الجليل.وقالت وسائل إعلام عبرية، إن قرارات الجيش الإسرائيلي بشأن الوضع على الحدود مع لبنان جاءت بعد اجتماع ضم كلا من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت وعضو مجلس الحرب بيني غانتس.
الإضراب الشامل يعمُّ الضفة الغربية
في الاثناء شهدت الأراضي الفلسطينية،أمس، إضرابا شاملا حدادا على صالح العاروري ورفاقه،في حين شهدت المدن الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، مسيرات ومظاهرات غاضبة رفعت راية حركة حماس والعلم الفلسطيني وهتفت للمقاومة وغزة وطالبت كتائب القسام والمقاومة بالانتقام من قتلة العاروري. في حين دعت الفصائل الفلسطينية الدول العربية وشعوبها إلى موقف حاسم وفوري ردا على الجريمة.
وأكدت الفصائل الفلسطينية، أن "المقاومة مستمرة"، وشددت على أن هذا الاستهداف الجبان والغادر على الأرض العربية في عاصمة عربية هو عدوان على الأمة العربية والإسلامية وليس فقط على لبنان وفلسطين.

أبرز قادة "حماس" على لائحة الاغتيال الإسرائيلية
عواصم، وكالات: يحمل اغتيال صالح العاروري، إشارة واضحة إلى أن إسرائيل قد بدأت حملة تصفيات ضد قادة حماس المؤثرين في الخارج بالتوازي مع سعيها لاستهداف قادة الداخل وعلى رأسهم يحيى السنوار.
وفيما ذكرت صحيفة "إسرائيل هيوم"، أن تصفية العاروري تبعث برسالة مهمة إلى الأشخاص الذين يديرون المفاوضات، أعدت الصحيفة قائمة بالأسماء التي تعتبر الأهداف الرئيسية بالنسبة لإسرائيل.
إسماعيل هنية
انتُخب هنية رئيسا للمكتب السياسي لحركة حماس في عام 2017 خلفا، لخالد مشعل، غير أن اسمه وكنيته (أبو العبد) كانا معروفين للعالم منذ عام 2006 عندما أصبح رئيسا لحكومة السلطة الفلسطينية بعد الفوز المفاجئ لحركته في الانتخابات البرلمانية. ويعيش هنية في منفى اختياري بين قطر وتركيا، واعتقلته إسرائيل مرات عدة أبرزها عام 1989 وأبعدته مع عدد من قادة حماس إلى جنوب لبنان عام 1992.
خالد مشعل
يعدُّ مشعل أحد مؤسسي حركة حماس، وهو عضو مكتبها السياسي منذ تأسيسه، وتولى رئاسة المكتب السياسي للحركة في ما بين عامي 1996 و2017، وتمَّ تعيينه قائدا لها بعد وفاة الشيخ أحمد ياسين عام 2004. و في عام 1997، أمر نتانياهو، الذي كان يقضي فترة ولايته الأولى كرئيس للوزراء، جواسيس إسرائيليين بقتل مشعل، الذي كان يعيش آنذاك في الأردن.
فتحي حماد
يعتقد أن، فتحي حماد، موجود في تركيا، وفقا لـ"إسرائيل هيوم". وكان حماد في السابق مسؤولا عن إنشاء وسائل دعائية لحماس، وعمل كحلقة وصل بين الجناح العسكري والمكتب السياسي في قطاع غزة، ثم غادر غزة إلى تركيا. وترى الصحيفة أنه ليس من قبيل الصدفة أن تعلن المخابرات التركية، اول من أمس، عن اعتقال نحو 30 مشتبها بهم بالتعاون مع الموساد.
يحيى السنوار
السنوار يعتبر الشخصية الأبرز التي حملتها إسرائيل مسؤولية هجوم السابع من أكتوبر، وامضى السنوار البالغ من العمر 61 عاما والذي انتخب، في فبراير 2017، رئيسا للمكتب السياسي لحماس في غزة خلفا لهنية، 23 سنة خلف القضبان في إسرائيل قبل إطلاق سراحه في 2011 كجزء من عملية تبادل أسرى، مقابل الجندي جلعاد شاليط. وصنفه متحدث باسم الجيش الإسرائيلي ضمن قادة الحركة الذين سيتم استهدافهم في إطار الرد على هجوم السابع من أكتوبر.
موسى أبو مرزوق
عضو المكتب السياسي لحركة حماس هو أحد الأعضاء المؤسسين لحركة "حماس" والذي شغل سابقا منصب نائب رئيسها في عهد زعيم حماس السابق، خالد مشعل. وكان مرزوق مدافعا صريحا عن حماس وحقها في الاحتفاظ بأسلحتها ورفضها الاعتراف بإسرائيل.
محمد الضيف
محمد دياب إبراهيم المصري (أبو خالد)، ويعرف باسم محمد الضيف، هو القائد العام لكتائب القسام، ومن المطلوبين الأكثر أهمية لإسرائيل، وقد تم اعتقاله عدة مرات وجرت محاولات لاغتياله.كان آخرها في عام 2014 عندما استهدفته غارة جوية إسرائيلية في قطاع غزة المحاصر، ما أسفر عن مقتل زوجته وأحد أطفالهما.
وعُين الضيف عام 2002 قائدا للجناح المسلح لحركة حماس، بعد اغتيال سلفه، صلاح شحاد، وله تاريخ عسكري وسري طويل بدأ في الثمانينيات.
مروان عيسى
مروان عيسى (58 عاما)، هو اليد اليمنى للضيف. ووفقا لوسائل إعلام إسرائيلية، فهو يعتبر هدفا رئيسيا، لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي، وجهاز المخابرات الموساد . وعيسى هو نائب القائد العام للقسام. ومثل الضيف، نجا عيسى من عدة محاولات اغتيال، بما في ذلك واحدة في عام 2006، وفقا لصحيفة "يديعوت أحرونوت".
عز الدين الحداد
الحداد هو قائد لواء شمال مدينة غزة في حماس، والذي تم بالفعل القضاء على معظم كتائبه، وفقا لـ"إسرائيل هيوم". وقال أدرعي في منشور على أكس، بتاريخ 21 ديسمبر الماضي، إن الجيش الإسرائيلي "يواصل تفكيك لواء غزة في حماس. ومن أصل سبعة قادة كبار للواء، تم حتى الآن تصفية أربعة ولم يتبقَ سوى ثلاثة قادة كبار ضمن سلسلة القيادة هم قائد اللواء، عز الدين الحداد، وقائدي كتيبتين، عماد اسليم، وجبر حسن عزيز".
رافع سلامة
أعلن الجيش الإسرائيلي، في 15 ديسمبر، عن مكافأة مالية كبيرة لأي شخص يقدم معلومات عن عدد من كبار قادة حركة حماس، أو يساهم في تسليمهم للقوات الإسرائيلية، ومنهم، رافع سلامة، قائد كتيبة خان يونس التابعة لحماس، والذي عرضت إسرائيل مكافأة مالية قيمتها 200 ألف دولار مقابل الإبلاغ عنه، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل". سلامة كان أيضا في مرمى أنظار إسرائيل منذ سنوات. وفي عام 2021، دمر الجيش الإسرائيلي منزله في غزة، والذي قال إنه "جزء من البنية التحتية الإرهابية" التي استهدفتها العملية.