الدولية
إسرائيل تتحدى نصرالله وتقصف البقاع ... و"حزب الله" يعلن النفير
الاثنين 26 أغسطس 2019
5
السياسة
بيروت ـ"السياسة":لفَّت أجواء القلق والحذر، أمس، الجنوب، وصولاً إلى الضاحية الجنوبية لبيروت، امتداداً إلى مناطق البقاع، بعد إعلان "حزب الله" النفير العام في صفوف عناصره، في أعقاب تأكيد أمينه العام حسن نصرالله بأنه سيتم إسقاط أي طائرة إسرائيلية تخترق الأجواء اللبنانية، وهو ما ردت عليه إسرائيل، أمس، متحدية نصرالله، بشنها، فجر أمس، عدة غارات على مواقع للجبهة الشعبية الفلسطينية- القيادة العامة في منطقة قوسايا في البقاع على القرب من الحدود السورية.وقالت مصادر أمنية، إن ثلاث غارات جوية إسرائيلية استهدفت الحدود اللبنانية السورية شرقي زحلة، وأنه سُمع دوي انفجارات في عدة مناطق من سهل البقاع.وأكدت المصادر، أنّ الهجوم استهدف مواقع الجبهة الشعبية "القيادة العامة" في منطقة قوسايا من دون وقوع أي إصابات بشرية فيما اقتصرت الأضرار على الجانب المادي.توازياً، سجلت تحركات مدرعة للجيش الإسرائيلي في محيط موقع السماقة المواجه لبلدة كفرشوبا في حين غابت الدوريات الإسرائيلية عن الخط العسكري الموازي للخط الازرق على طول المحور الممتد من مرتفعات الوزاني وحتى مرتفعات شبعا وكفرشوبا. كما سُجِّل تحليق طائرة استطلاع اسرائيلية من دون طيار منذ الصباح الباكر فوق منطقة النبطية وضواحيها على علو منخفض، واخرى فوق مدينة بعلبك ومنطقة البقاع.وسيرت قوات "اليونيفيل" دوريات آلية على بعض النقاط الحدودية في منطقة رأس الناقورة والظهيرة. كما شاركت طائرة مروحية تابعة لليونيفيل باستطلاع الشريط الفاصل بين لبنان وإسرائيل، من رأس الناقورة غربا حتى مرتفعات كفرشوبا ومزارع شبعا شرقا، فيما مارس ابناء القرى الجنوبية حياتهم الاعتيادية. وبحث رئيس الجمهورية ميشال عون، أمس، في قصر بيت الدين مع المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش، التطورات الأخيرة ولاسيما منها الاعتداء الاسرائيلي على الضاحية الجنوبية من بيروت.وابلغ الرئيس عون، كوبيتش، ان لبنان الذي تقدم بشكوى الى مجلس الامن ردا على العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية من بيروت يحتفظ بحقه في الدفاع عن نفسه لان ما حصل هو "بمثابة اعلان حرب" يتيح لنا اللجوء الى حقنا بالدفاع عن سيادتنا واستقلالنا وسلامة أراضينا.واعرب الرئيس عون عن خشيته من ان تؤدي اعتداءات إسرائيل الى تدهور في الأوضاع خصوصا اذا ما تكررت.وبينما توقعت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية اندلاع حرب، قريبة جدا، بين إسرائيل و"حزب الله"، عقب الاستهداف الإسرائيلي لمقر تابع للحزب في الضاحية الجنوبية في بيروت، حذرت مصادر سياسية لبنانية، كما أبلغت "السياسة"، من "خطورة خروج الأمور عن السيطرة، في حال نفذ حزب الله تهديداته بالرد على مقتل عنصريه في دمشق، باستهداف الإسرائيليين، فعندها لا يمكن التكهن بمسار التطورات التي قد تتجاوز كل الحدود"، مؤكدة أن "وضع لبنان لا يسر، لا عدو ولا صديق، إذ يفتقد للأصدقاء الذين يمكن أن يقفوا إلى جانبه، في مواجهة أي عدوان إسرائيلي، سيما وأن الأميركيين أبلغوا بيروت أنهم لن يتدخلوا، في حال ردت إسرائيل على أي استهداف من جانب حزب الله . وبالتالي لا بد من التعامل مع التطورات المستجدة بأقصى درجات الحذر، خشية الوقوع في المحظور".في وقت لم تستبعد المصادر أن تقوم واشنطن بفرض عقوبات على حلفاء "حزب الله"، قد يكون من بينهم وزراء، إضافة إلى شخصيات نيابية وسياسية. وقام رئيس الهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير بزيارة تفقدية للمباني المتضررة في الضاحية الجنوبية لبيروت جراء سقوط الطائرتين الاسرائيليتين، وقال: "ما حصل أخيراً نوع جديد من أنواع الارهاب وبتوجيه من الرئيس الحريري سنقف الى جانب أي مواطن لبناني متضرر".بدوره اعتبر المسؤول الاعلامي في حزب الله محمد عفيف ان "التنسيق متكامل بين أجهزتنا وبين أجهزة الدولة اللبنانية".واستنكرت النائب ستريدا جعجع ، "الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على السيادة اللبنانية، وآخرها الهجوم بطائرتين مسيرتين على الضاحية الجنوبية".وأكدت جعجع، أنّ "قوة لبنان تكمن بوحدة الموقف بين جميع مكوناته"، مشدّدة، على "ضرورة الالتزام بسياسة النأي بالنفس، من أجل إبعاد لبنان عن محاور الصراع الخارجية، سيما ان المنطقة على فوهة بركان، وحكمة اللبنانيين تكمن في كيفية توفير مستلزمات حماية لبنان وإنقاذه".وغرّد النائب السّابق فارس سعيد، معتبرًا، أنّه "أمّا وقد وقعت الواقعة، انقسم لبنان البارحة بين فريقين، الأوّل يتمسّك بتنفيذ القرار 1701 وفريق خلف حزب الله،".وتوقّف سعيد عند "غياب رئيس الجمهورية وغياب وزير الخارجيّة، فيما انتظر لبنان كلام السيد حسن نصرالله ولم ينتظر غيره وسقوط الدولة"، على حدّ قوله.ودعا سعيد، الى "ضرورة الالتفاف العلني لتنفيذ القرار 1701 من داخل مجلس الوزراء"، لافتاً، الى أنّ "مقولة "شعب وجيش ومقاومة، تحوّلت الى نقطة ضعف وطنيّة".وسأل منسق عام "التجمع من أجل السيادة" نوفل ضو: "عندما يقول الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بأنه سيردّ على مقتل اثنين من عناصر الحزب في الغارة الإسرائيلية على دمشق في لبنان وليس في مزارع شبعا، فهل هو التباس في التعبير؟ أم اعتراف بأن مزارع شبعا ليست في لبنان؟".وأكد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب وهبي قاطيشه أن قرار السلم والحرب في لبنان ليس بيد الدولة بل بيد حزب مرتبط بإيران، مشيراً الى أن الغموض هو أمر يتطلبه كل موقف لأي عسكري يعمل على الارض، ولا يمكن معرفة الحقيقة. وأوضح قاطيشه أن المؤسف أن الدولة شبه غائبة ومغيبة عن الحادثة التي حصلت وعن الساحة كلها، مشيراً الى ان اسرائيل مستفيدة لأنها تمتلك معطيات القوة التي تتحكم بالساحة، وايران تملك حزب الله بيدها وهي تعرف أن الحزب تحركه وقتما تريد. في سياق آخر، كشف الجيش الإسرائيلي تفاصيل جديدة عن عنصرين من "حزب الله" الذين قتلا في الضربة الأخيرة.وادعى الجيش في بيان، أمس، أن الاثنين اللذين قتلا في الضربة الإسرائيلية كانا يعملان في فيلق القدس خلال محاولة تنفيذ عملية تخريبية قادها قائد الفيلق قاسم سليماني انطلاقا من الأراضي السورية، وهما:حسن يوسف زبيب، من النبطية مواليد 1996، وياسر أحمد ظاهر من قرية بليدة ومن مواليد 1997.وتابع البيان، "لقد مكث الناشطان في إيران مرات عديدة في السنوات الأخيرة. وخلال مكوثهم هناك أجريا تدريبات خاصة في فيلق القدس لتشغيل الطائرات المسيرة العادية والمتفجرة".