إسرائيل "تخنق" غزة: إغلاق "أبوسالم" والصيد إلى 3 أميال فقط

غزة، عواصم- وكالات: أغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مساء أول من أمس، معبر كرم أبوسالم جنوب شرقي قطاع غزة "كليّاً حتى إشعار آخر"، كما قلّصت مساحة الصيد في بحر القطاع من 6 إلى 3 أميال، فيما توفي فلسطيني، أمس، متأثراً بإصابته برصاص الجيش الإسرائيلي، وأصيب اثنان بجروح جرّاء قصف استهدف شبّاناً شمال القطاع. وقال رئيس لجنة تنسيق إدخال البضائع إلى قطاع غزة المهندس رائد فتوح، في مؤتمر صحافي أمس، إن الاحتلال الإسرائيلي أبلغ الجانب الفلسطيني بـ"إغلاق معبر كرم أبوسالم كلياً حتى إشعار آخر، بذرائع أمنية"، مشيراً إلى أن القرار "يستثني إدخال الأدوية فقط عند الاحتياج" للقطاع.
وزعمت القناة السابعة الإسرائيلية، أمس، أن إغلاق المعبر وتقليص مساحة الصيد من 6 إلى 3 أميال بحرية، جاءا "ردّاً على استمرار إطلاق البالونات وطائرات الورق الحارقة من القطاع".
إلى ذلك، أكدت مصادر طبية فلسطينية، إصابة مواطنين اثنين بجروح، أمس، جرّاء قصف نفذته طائرة استطلاع إسرائيلية على مجموعة من مطلقي الطائرات الورقية عند المقبرة الشرقية في جباليا. وأعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان أمس، أنه "لن يتم تصدير أو تسويق البضائع من قطاع غزة حتى إشعار آخر"، رداً على الحرائق التي نشبت في المزارع الإسرائيلية بسبب الطائرات الورقية والبالونات التي تطلق من قطاع غزة وتحمل مواد حارقة.
ويعدُّ كرم أبوسالم المعبر التجاري الوحيد لغزة، ومن خلاله يتم إدخال مواد البناء والسلع والمحروقات والمواد الغذائية التي يحتاجها القطاع، ومن شأن إغلاقه التسبب في أزمة اقتصادية ومعيشية كبيرة في القطاع، خصوصاً أن قرار إغلاقه تزامن مع قرار آخر بتقليص مسافة الصيد من 6 إلى 3 أميال بحرية فقط.
ويحشر الحصار المشدد حركة "حماس" في الزاوية، إذ يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع، الذي يعتمد أكثر من ثلثي سكانه على الإعانات الدولية، لاسيما أن معبر رفح الحدودي الآخر والوحيد مع مصر، تم إغلاقه أمس، من دون أن يصدر من الجانب المصري بيان رسمي يوضح الأسباب.
وأعلن المكتب الإعلامي التابع لمعبر رفح البري، في بيان أول من أمس، أن السلطات المصرية أبلغتهم بـ"إغلاق المعبر ابتداء من يوم الثلاثاء (أمس) حتى إشعار آخر". وأوضح المكتب أن المعبر "سيغلق أمام حركة المسافرين في كلا الاتجاهين، وعلى جميع المواطنين انتظار كل جديد".
واستنكرت "حماس" إغلاق معبر كرم أبوسالم، ووصفته بأنه "جريمة جديدة ضد الإنسانية". وقال الناطق باسم الحركة سامي أبوزهري، في بيان أمس: "إسرائيل تجرأت على ذلك، بسبب الصمت الإقليمي والدولي على جرائمها وانتهاكاتها وغياب القرارات الرادعة بحقها". وأضاف: "إذا استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مطلقي الطائرات الورقية، فإن إسرائيل تلعب بالنار".
وفي رام الله، أكد نائب رئيس حركة فتح محمود العالول، أن "القيادة لن تسمح بأي مساس بأهالي قطاع غزة"، لافتاً إلى أن "إسرائيل تسعى من خلال تهديداتها بشن عدوان جديد على القطاع، لابتزاز الشعب الفلسطيني سياسياً وتعميق حالة الحصار الذي تفرضه على غزة منذ سنوات".
وصباح أمس أيضاً، توفي فلسطيني متأثراً بجروح أصيب بها برصاص الجيش الإسرائيلي في المنطقة الحدودية شرق مدينة غزة قبل شهرين، بحسب الناطق باسم وزارة الصحة في قطاع غزة أشرف القدرة، الذي أوضح في بيان مقتضب: "استشهد ساري داهود الشوبكي (20 عاماً) من غزة صباح اليوم (أمس) متأثراً بجروح أصيب بها برصاص الاحتلال قبل شهرين".