بيروت ـ من عمر البردان:في أول ردّ إسرائيلي على ملاحظات لبنان حول مقترحات اتفاق الترسيم البحري، نقل مسؤول إسرائيلي عن رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد "رفضه التعديلات اللبنانية" على الاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة، عبر المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين.وقال مسؤول إسرائيلي كبير لـ"فرانس برس": إن "لبنان يسعى إلى إجراء تغييرات جوهرية، ولابيد أصدر تعليماته إلى فريق التفاوض برفضها".في السياق، أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس تعليمات لجيشه بالاستعداد لتصعيد أمني على الحدود مع لبنان، وفق ما نقلت هيئة البث الإسرائيلية.من جهته، بحث رئيس الجمهورية ميشال عون مع وزير الدفاع موريس سليم آخر المعطيات المتصلة بالمفاوضات الجارية لترسيم الحدود البحرية والجنوبية، في ضوء الملاحظات التي وضعها الجانب اللبناني على العرض الذي قدّمه الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، مؤكداً أنّ "هذه الملاحظات تضمن حقوق لبنان في التنقيب عن النفظ والغاز في الحقول المحددة في المنطقة الاقتصادية الخالصة، كما تمنع أيّ تفسيرات لا تنطبق على الإطار الذي حدّده لبنان لعملية الترسيم وخلال المفاوضات التي استمرت أشهراً".كما أكد مسؤول لبناني، في حديث لوكالة "رويترز"، أنّ "لبنان لم يتلقَّ ردّاً إسرائيليّاً رسميّاً بشأن طلبات تعديل مسوّدة اتفاق الترسيم"، مضيفا "نريد معرفة ما إذا كان الرفض نهائيّاً أو يمكن التفاوض بشأنه".
في السياق، أكد نائب رئيس مجلس النواب اللبناني الياس بوصعب أنّه "لايزال على اتصال مع الوسيط الأميركي آموس هوكتشاين "كل ساعة" لحلّ المشكلات العالقة في اتفاق الحدود البحرية مع إسرائيل".ولفت بوصعب، بعد تقارير إعلامية عن رفض إسرائيلي لـ"تعديلات لبنان على مسوّدة اتفاق الترسيم"، إلى أنّه "تمّ إنجاز 90 في المئة من الاتفاق، لكن نسبة 10 في المئة المتبقية هي الحاسمة".وقال: "سأردّ فقط على التصريحات الرسمية وليس التقارير الإعلامية بشأن وضع الاتفاق".وسلّم لبنان، الاثنين، تعديلاته على الاتفاق إلى الجانب الأميركي، بعد اجتماعات تقنية ورئاسية متتالية في قصر بعبدا، بحثت العرض الأميركي الأخير على اتفاق الترسيم مع إسرائيل.وأكد المسؤول الإسرائيلي أنّ "إسرائيل لن تستمر في المفاوضات إذا هدَّد "حزب الله" أو أي طرف آخر منصة التنقيب عن الغاز في حقل كاريش".كما نقل المسؤول عن لابيد قوله إنّ "إسرائيل لن تتنازل عن مصالحها الأمنية والاقتصادية حتى لو كان ذلك يعني عدم وجود اتفاق قريباً".من جهته، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس أنّ "اتفاق الترسيم البحري مع لبنان سيضرّ بمصالح إيران"، مؤكداً أنّه إذا استهدف "حزب الله" بنيتنا التحتية فـ"سيدفع لبنان ثمناً باهظاً".لكنه أشار إلى أنّ إسرائيل لا تعتبر الاتفاق نهائيّاً، وأوضح أنّه "لاتزال هناك تحفّظات، الاتفاق سيعرض على مجلس الوزراء الأمني، ثم على مجلس الوزراء (بتشكيلته الكاملة)، ثم يُحال للكنيست".