بيروت ـ "السياسة":بينما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، أن لبنان أصبح حاليا على حافة الانهيار نتيجة لاستيلاء إيران عليه، قال مسؤول أمني إسرائيلي بارز، "إن الحرب الإسرائيلية الثالثة على لبنان مجرد مسألة وقت فحسب".وقال بينيت، أمس، في مستهل جلسة الحكومة الأسبوعية: "إن الدولة اللبنانية تقف على حافة الانهيار، مثلها مثل جميع الدول التي تستولي عليها إيران، وهذه المرة المواطنون اللبنانيون يدفعون الثمن، ويجب الفهم أن اللبنانيين يدفعون ثمنا باهظا بسبب استيلاء إيران على دولتهم".وشدد بينيت، أنه ووزيري الخارجية يائير لابيد والدفاع بيني غانتس يتابعون الوضع في لبنان عن كثب، مضيفا أن إسرائيل "ستبقى على أهبة الاستعداد".وفي السياق، أفاد الموقع العبري "واللا"، أمس، بأن مسؤول أمني إسرائيلي رفيع المستوى، لم يذكر اسمه، قد هدد بأن "الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها لبنان، ربما تكون سببا في اندلاع حرب لبنان الثالثة، خصوصا وأن هناك حالة من الفراغ السلطوي في البلاد، ما يدفع بكل من "حزب الله" وإيران إلى توسيع نفوذهما وسيطرتهما في الأراضي اللبنانية".ورأى المسؤول الإسرائيلي، أن "حزب الله" يعمد إلى فتح شبكات صرافة آلية ودعم منتجات غذائية ودعم للوقود في بلاده، رغم انهيار النظام الاقتصادي وشح الوقود في لبنان، وهي تحولات خطيرة لصالح الحزب اللبناني، مشيرا إلى أن "الحزب يقوم بعملية تطوير وتقدم بشأن الصواريخ المتقدمة لديه، وهو ما يهدد حرية الحركة الجوية للمقاتلات الإسرائيلية في الأجواء اللبنانية، فضلا عن تهديده للجبهة الداخلية في إسرائيل نفسها".وفي السياق الداخلي، كشفت معلومات موثوقة لـ "السياسة" من مصادر بارزة في "تيار المستقبل"، أن "هذا الأسبوع سيكون حاسماً على صعيد تشكيل حكومة، باعتبار أن الرئيس المكلف سعد الحريري سيتخذ خلاله قراره بشأن الاستمرار في التكليف أو الاعتذار، مع ترجيح الاعتذار عن تشكيل الحكومة". ووسط ترقب لنتائج المحادثات الثلاثية الأميركية، الفرنسية والسعودية بشأن لبنان، التقت نائب رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع وزيرة الخارجية والمغتربين بالوكالة في حكومة تصريف الأعمال زينة عدرا، منسق المساعدات الدولية من أجل لبنان السفير بيار دوكان والقائم بالأعمال في السفارة الفرنسية جان فرانسوا غيوم، لبحث التحضيرات الجارية في باريس لعقد المؤتمر الدولي الثالث لدعم لبنان في 20 يوليو الجاري.
وفي موقف لافت، ومنتقد بشكل غير مباشر للرئيس المكلف، أكد البطريرك بشارة الراعي أنّ "التكليف لا يعني تكليفاً أبدياً".وقال: "لن نسمح بسقوط البلاد".واعتبر في عظة، أمس، أنّ "نزاهة القضاء المشجع الأوّل للوصول إلى الحقيقية"، سائلاً: "مما تخافون أيها الأبرياء؟".ومن جهته، أمل المطران إلياس عودة، أن "يتوصل التحقيق في كارثة مرفأ بيروت قريبا إلى جلاء الحقيقة".إلى ذلك، أشار نائب رئيس تيار "المستقبل" مصطفى علوش، إلى أن "طرح اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري سببه ان كل يوم هو أسوأ من الذي قبله"، مضيفاً: "التعطيل يحصل من قبل فريق رئيس الجمهورية". وقال: "لدينا 4 الى 5 أيام من أجل إيجاد المخرج الأخير قبل البتّ بالاعتذار".في المقابل، وفي موقف تحذيري لـ "الثنائي الشيعي"، "أمل" و"حزب الله"، على ما أكدته أوساط عليمة لـ "السياسة"، بعد استياء هذا الفريق من التحرك الأميركي الفرنسي السعودي، وما يمكن أن يتركه من انعكاسات على لبنان، كما يظن، رأى المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان، أن "لبنان بخطر تاريخي وداهم، والتوظيف الدولي الإقليمي بلغ ذروته والعين على سيناريوهات قذرة وخطيرة، والمطلوب حماية لبنان من أي سيناريو فوضى أو تقسيم أو فدرلة أو حرب أهلية".وأشار القيادي السابق في حركة "أمل" محمد عبيد إلى أن "العائقين الأساسين أمام حل الأزمة في لبنان هما الرئيسين عون وبري". وقال، إن "تجربة رئيس مجلس النواب نبيه بري في المجلس لم تمكنه من إكمال مسيرة الإمام الصدر والرئيس عون فشل في إتمام مهمته في الرئاسة وحلم التدقيق الجنائي ولّى"، مشيراً إلى أن: "أبواب دمشق مقفلة بوجه الرئيس بري بشكل قاطع".