دمشق، عواصم - وكالات: قُتل 15 شخصاً بينهم نحو سيدتين جراء قصف إسرائيلي طال حياً سكنياً في دمشق في الساعات الأولى من صباح أمس، في حصيلة هي الأعلى في العاصمة السورية نتيجة اعتداء مماثل، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بينما تحدث جيشُ النظام السوري عن سقوط خمسة قتلى بينهم جندي في الهجوم. وأمضى سكان دمشق ليلة رعب جديدة على وقع انفجارات ضخمة هزّت منازل المدينة، ودوّي قصف وصل صداه إلى جميع أحيائها، وطال القصف، وفق المرصد والإعلام الرسمي، بشكل رئيسي حي كفر سوسة في جنوب غرب دمشق، الذي يعد من الأحياء الراقية في العاصمة السورية وتوجد فيه مقرات عسكرية واستخباراتية وأفرع أمنية، فيما قال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن الغارة أسفرت عن مقتل 15 شخصاً بينهم مدنيون ضمنهم سيدتان، موضحاً أن المنطقة المستهدفة تضم معهداً ثقافياً إيرانياً، من دون أن يتمكن من تحديد الجهة التي استهدفها القصف، موضحا أن حصيلة القتلى "الأعلى جراء قصف إسرائيلي على دمشق".وأعلنت وسائل إعلام سورية أن ضربات إسرائيلية طالت فجرا، مواقع في العاصمة دمشق، مؤكدة أن الدفاعات الجوية السورية تصدّت لها، موضحة أن طائرات إسرائيلية أطلقت عددا من الصواريخ باتجاه بعض المواقع جنوب غرب العاصمة دمشق، مشيرة إلى أن الفرق الفنية والهندسية بدأت العمل على إحصاء الأضرار.من جانبه، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الاستهداف الإسرائيلي طال مدرسة إيرانية، ما أسفر عن تدمير مبنى، ومنطقة أخرى واقعة بين السيدة زينب والديابية بريف العاصمة، ما نجم عن حرائق وانفجارات، بينما تناقل سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي خبر الاستهداف الإسرائيلي، مؤكدين أن أصوات الانفجارات علت إلى حد كبير في سماء العاصمة.ولفت المرصد إلى أنه قد يكون هناك اجتماع للإيرانيين استُهدف أو شخصية إيرانية من الصف الأول تم استهدافها، في حين لم يصدر عن تل أبيب أي بيان يوضح طبيعة الهدف من الغارة.بدورها، ودون ذكر أي تفاصيل جديدة، نشرت وكالة الأنباء السورية "سانا" صورة، قالت إنها تظهر حجم الضرر الذي خلّفه الاستهداف الإسرائيلي لمناطق في وسط دمشق، وأرفقت الصورة بتعليق يؤكد وقوع قتلى وجرحى إثر الضربة الإسرائيلية، موضحة أن الصواريخ طالت أحياء سكنية في العاصمة، كما أظهرت الصورة أضراراً مادية كبيرة طالت الأبنية، حيث بدت بواجهات مدمّرة إلى حد كبير.وذكر مراسل التلفزيون السوري إن الاستهداف كان بواسطة صاروخ إسرائيلي موجّه وذي قدرة تدميرية كبيرة، وخلف انهيارا جزئيا أربعة طوابق من البناء المستهدف، وكأنها في حالة دمار شبه تام، فضلا عن حالة هلع وخوف عند القاطنين في البناء والأبنية المجاورة.من جهته، قال مصدر عسكري سوري "في تمام الساعة 22ر00 بتوقيت غرينتش، نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً برشقات من الصواريخ من اتجاه الجولان السوري المحتل، مستهدفاً بعض النقاط في مدينة دمشق ومحيطها من ضمنها أحياء سكنية مأهولة بالمدنيين"، مضيفا "أن العدوان أدى كحصيلة أولية إلى ارتقاء خمسة شهداء بينهم عسكري، وإصابة 15 مدنياً بجروح، بينهم حالات حرجة وتدمير عدد من منازل المدنيين، وأضرار مادية في عدد من الأحياء في دمشق ومحيطها". من ناحيتهم، قال سكان في دمشق إنهم سمعوا أصوات انفجارات عنيفة سمعت من جنوب العاصمة، وأنهم شاهدوا الدفاعات الجوية تتصدى لثلاثة صواريخ وتدمرها في الجو، مؤكدين أنهم شاهدوا ألسنة النيران اندلعت عقب صوت الانفجار الأول في مناطق جنوب شرق العاصمة، تلاها إطلاق الدفاعات الجوية عدة رشقات صاروخية للتصدي للصواريخ.ونشرت المديرية العامة للآثار والمتاحف صورا تظهر آثار القصف الإسرائيلي، وأوضح مصدر في المديرية أن الأضرار طالت المكاتب الإدارية لقلعة دمشق، وأدت لدمار كبير في معهد الفنون التطبيقية والمعهد المتوسط للآثار، وكلها مؤسسات تعليمية، مبينا أن الفرق الفنية التابعة للمديرية تقوم بمسح أولي لتقييم الأضرار.وبينما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورة الصيدلانية الشابة ليليان عودة التي قالوا إنها قتلت إثر القصف، أصدرت وزارة الخارجية السورية بيانا نددت فيه بالقصف الإسرائيلي، قائلة "في الوقت الذي كانت فيه سورية تلملم جراحها وتدفن شهداءها وتتلقى التعازي والتعاطف والدعم الإنساني الدولي في مواجهة الزلزال المدمر، شن كيان الاحتلال الإسرائيلي عدوانا جويا فجرا استهدف أحياء سكنية مأهولة بالمدنيين في دمشق وأدى في حصيلة أولية إلى ارتقاء خمسة شهداء وإصابة 15 مدنياً وتدمير عدد من المنازل".وأضافت أن العدوان يأتي في سياق الاستهداف الإسرائيلي الممنهج لأهداف مدنية سورية من منازل ومراكز خدمية ومطارات وموانئ، وترويع السوريين الذين لايزالون يعانون من الآثار الكارثية التي خلفها الزلزال ويعملون لدعم المتضررين منه، كما يتزامن مع الاعتداءات التي قام بها تنظيم "داعش" الإرهابي وأسفرت عن استشهاد عشرات المدنيين العزل في ريف محافظة حمص الشرقي.وتابعت أن مواصلة حكومة كيان الاحتلال الإرهابية اعتداءاتها الوحشية وجرائمها بحق أبناء الشعب الفلسطيني والسوري، تشكل تهديدا صريحا للسلم والأمن في المنطقة وتستدعي تحركا دوليا عاجلاً لوقف الأعمال العدوانية الإسرائيلية على الأراضي السورية.وفي طهران، وفيما اعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني الهجمات المتتالية من قبل الجيش الإسرائيلي وتنظيم "داعش" ضد السوريين، دليل على ارتباط وتنسيق الكيانين "الإرهابيين"، كشفت وكالة الأنباء الإيرانية أن الهجوم الإسرائيلي استهدف مواقع عسكرية عدة ونفذ على مرحلتين الأولى في دمشق والثانية في السويداء، موضحة في بيان لافت أن مواقع لطهران وصفتها بالثقافية لم تتضرر بالغارة الإسرائيلية التي استهدفت منطقة كفر سوسة في دمشق، ونفت مقتل أي من المسؤولين الإيرانيين، موضحة أن موقع سقوط الصاروخ هو نفسه المكان الذي قتل فيه عماد مغنية، أحد أبرز قادة ميليشيا حزب الله في 12 فبراير 2008، فيما قالت الإذاعة الإسرائيلية إن شخصية كبيرة ربما كانت مستهدفة بهجوم كفر سوسة.

الصيدلانية ليليان عودة إحدى الضحايا (وكالات)