الاثنين 14 أكتوبر 2024
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الدولية

إسرائيل تقصف 150 هدفاً في غزة والفصائل تردّ بـ 400 صاروخ

Time
الثلاثاء 13 نوفمبر 2018
View
5
السياسة
غزة، القدس، عواصم- وكالات: شنت إسرائيل مزيداً من الغارات الجوية على قطاع غزة أمس، موقعة سبعة شهداء وعشرات الجرحى، فيما واصلت فصائل المقاومة الفلسطينية إطلاق الصواريخ على الدولة العبرية، في أعنف تصعيد بين الجانبين منذ حرب غزة العام 2014؛ أشعل فتيله توغل إسرائيلي فاشل في القطاع أول من أمس، أسفر عن مقتل أحد قادة "حماس" وستة مقاتلين فلسطينيين، إضافة إلى قتل ضابط إسرائيلي برتبة كولونيل وجرح آخر.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن "حماس" وفصائل مسلحة أخرى، أطلقت "أكثر من 400 صاروخ أو قذيفة مورتر عبر الحدود"، بعد تنفيذها هجوم مفاجئ بصاروخ موجه على حافلة أسفر عن إصابة جندي إسرائيلي. ودوّت صفارات الإنذار في بلدات جنوب إسرائيل وميناء عسقلان، ما دفع السكان إلى المخابئ، فيما اعترضت منظومة "القبة الحديدية" أكثر من مئة صاروخ وقذيفة مورتر، بحسب جيش الاحتلال الذي شن عشرات الضربات الجوية على مبان في غزة، منها مجمع للاستخبارات تابع لـ"حماس" واستوديوهات تلفزيون "الأقصى" الذي تلقى موظفوه تحذيرات مسبقة بإخلائه.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه أصاب بهجمات جويّة أمس، "فرقة إطلاق صواريخ"، وأطلق النار على "عدد من المتسللين الفلسطينيين عبر السياج الحدودي" مع اسرائيل، فيما أغلقت في غزة المدارس والمكاتب الحكومية والبنوك، كما ألغيت الفصول الدراسية في بلدات إسرائيلية قرب الحدود.
وعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعاً لمجلس الوزراء المصغر أمس، قال بعده إن "الجيش أرسل تعزيزات من المشاة والمدرعات إلى الحدود مع غزة، في وقت كشف مسؤول فلسطيني أن "مصر والأمم المتحدة كثفتا اتصالاتهما، ليل الإثنين وصباح الثلاثاء، مع كل من إسرائيل والفصائل الفلسطينية، من أجل استعادة الهدوء ومنع مزيد من التصعيد". وأضاف: "الفصائل قالت إن على إسرائيل أن توقف القصف أولاً".
وأكدت فصائل المقاومة، في بيان أصدرته في غزة أمس، أن "أسدود (ميناء إسرائيلي رئيسي) وبئر السبع (أكبر مدن الجنوب الإسرائيلي) ستكونان الهدف التالي للصواريخ، إذا لم توقف إسرائيل إطلاق النار". من جانبه، قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس إن تقديرات الجيش تفيد بأن حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" لديهما "أكثر من 20 ألف صاروخ وقذيفة مورتر من أنواع مختلفة، وهي قادرة على الوصول إلى المدن الرئيسية في إسرائيل، مثل تل أبيب والقدس".
أما في غزة فقد سوَّت قنابل الغارات الإسرائيلية أربعة مبان متعددة الطوابق بالأرض، منها محطة تلفزيون وثلاثة منازل، ما أدى إلى استشهاد سبعة فلسطينيين وجرح 25 آخرين. وأفاد شهود إن صواريخ تحذيرية تحمل رؤوساً حربية صغيرة أطلقت أولاً فأصابت سبعة مبان من دون أن تدمّر جدرانها الخارجية. وقال عبدالله أبوحبوش (22 عاماً) إن "صاروخاً أطلقته طائرة إف 16 دمّر مبنى سكنياً بالكامل". لكن كونريكوس زعم أن جميع المباني التي قصفها جيش الاحتلال "مملوكة لحركة حماس، أو تديرها، أو تستخدمها".
وفي عسقلان سقط صاروخ على مبنى سكني فقتل أحد سكانه وجرح 27 آخرين، ثلاثة منهم في حال الخطر، أحدهم جندي، بحسب سكان المبنى. ولاحقاً أعلنت الشرطة الإسرائيلية أن القتيل هو عامل فلسطيني يشتغل في عسقلان.
وفيما أكد الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أن طيران الاحتلال أغار "على حوالي 150 موقعاً لحركتي حماس والجهاد ومؤسسات حكومية وأهلية"، وأن الجيش "حشد تعزيزات ونشر عدداً إضافياً من البطاريات المضادة للصواريخ" على حدود القطاع، أعلنت "كتائب القسام"، في بيان ليل أول من أمس، "بدء قصف مواقع ومغتصبات (مستوطنات) العدو بعشرات الصواريخ (...) ردّاً على جريمة الأمس"، في إشارة إلى عملية توغل قوة خاصة إسرائيلية في القطاع ليل الأحد الإثنين. وقال أبوعبيدة، الناطق باسم كتائب القسام: "إن منطقة المجدل المحتلة (مناطق إسرائيلية بالقرب من عسقلان) دخلت دائرة النار، ردّاً على قصف المباني المدنية في غزة... أسدود وبئر السبع هما الهدف التالي إذا تمادى العدو في قصف المباني المدنية الآمنة".
وليل أول من أمس، أعلنت إسرائيل إن هدف عملية التوغل التي نفذتها وحدة خاصة في غزة ليل الأحد، كان "جمع معلومات استخباراتية وليس عملية اغتيال أو خطف". وقال الناطق العسكري رونين مانليس، في بيان، إن "المهمة لم تجر كما كان مخططاً لها، وأدت إلى اشتباك". في المقابل، أكدت كتائب القسام أنها عملية سرية لجنود على متن سيارة مدنية فلسطينية تم رصدها. وأضافت أن "الطيران الصهيوني بكافة أنواعه تدخل في محاولة لتشكيل غطاء ناري للقوة الهاربة"، مشيرة إلى أن مروحية إسرائيلية قامت بإجلاء الجنود بالقرب من الحدود.
من جانبها، أكدت "حركة الجهاد الإسلامي" أن عودة الهدوء على حدود القطاع "لن تتحقق إلا بعد ردع ولجم العدو الإسرائيلي". ونقلت وكالة أنباء "معا" الفلسطينية عن الناطق باسم الحركة مصعب البريم قوله أمس، إن "الهدوء لن يعود على قاعدة أن يدفع الشعب الفلسطيني الثمن، وإن قُدِّر للهدوء أن يعود، فلن يكون هدوء حذراً ولا تقليدياً، وإنما هدوء عبر ردع وإلجام العدو الإسرائيلي".
وعن الوساطة المصرية والأممية للتوصل إلى تهدئة، قال البريم: "الاتصالات مستمرة، لكن هناك محددات مهمة؛ فأي اتصالات أو أيّ دور على المستوى المحلي والإقليمي يجب أن ينطلق من عناوين المقاومة، وهي حق الشعب الفلسطيني في الردّ وصد العدوان، وألا يدفع ثمن الهدوء، وألا يكون هذا الهدوء في وصفه الهدوء الحذر، أو الهدوء مقابل الهدوء... المطلوب هو هدوء تلتزم إسرائيل باستحقاقاته ومتطلباته، بالامتناع عن كل أنواع الاعتداء، سواء التسلل أو الاختراق أو الهجمات".
آخر الأخبار