الدولية
إسرائيل توافق على مقترح مصري للتهدئة في غزة... و"الجهاد" ترفض
الأحد 07 أغسطس 2022
5
السياسة
رام الله، عواصم – وكالات: كشفت وسائل إعلام عن موافقة إسرائيلية لإعلان هدنة ترعاها مصر مع حركة "الجهاد الإسلامي" في غزة، كان من المقرر أن تبدأ ليل أمس، حيث قال مصدر أمني مصري إن إسرائيل وافقت على مقترح هدنة غزة، وإن القاهرة تسعى للحصول على رد الفلسطينيين، موضحا أن وسطاء مصريين اقترحوا هدنة تدخل حيز التنفيذ الساعة العاشرة مساء أمس، فيما قالت قناة "الجزيرة" القطرية إنه في حال وافقت حركة "الجهاد" فإن الهدنة ستدخل حيز التنفيذ الثامنة مساء.كما نقلت القناة عن مصادر قولها إن الإعلان يتضمن "التزاماً مصرياً بمتابعة ملف الأسرى، خاصةً الأسيرين بسام السعدي وخليل عواودة"، موضحة أن التفاهمات تتضمن سماح إسرائيل بتخفيف الحصار وإدخال شاحنات وقود لمحطة الكهرباء.وكانت مصادر أمنية مصرية ذكرت أن وفداً من المخابرات وصل إلى إسرائيل ليل أول من أمس، بهدف إجراء وساطات للوصول إلى تهدئة بقطاع غزة، وقال مصدران أمنيان مصريان إن الوفد سيتوجه إلى غزة بعد عقده لقاءات في إسرائيل من أجل استعادة التهدئة، وأوضحا أن وفد المخابرات يقوده اللواء أحمد عبد الخالق، وأنه يأمل التوصل إلى وقف لإطلاق النار لمدة يوم؛ من أجل إجراء المحادثات.من جانبه، أكد مسؤول في "الجهاد" أن جهوداً مكثفة بُذلت ليل أول من أمس للتوصل إلى تهدئة، وأن الحركة استمعت إلى الوسطاء لكن الجهود لم تتوصل إلى اتفاق بعد.بدورها، نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن القناة 13 بالتلفزيون الإسرائيلي، القول إن تل أبيب وافقت على مقترح مصري لوقف إطلاق النار، لكن حركة "الجهاد" رفضته، قائلة إن هناك موعدين مقترحين لبدء الهدنة، الأول في السادسة من صباح اليوم، والثاني في الثالثة صباح الثلاثاء، دون أن يتضح أي الموعدين سيتم اختياره.من جهته، أكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية أن السلطة الفلسطينية تواصل اتصالاتها لوقف الحرب على غزة، مضيفاً: "ندين هجمات إسرائيل على المدنيين والبنى التحتية"، معتبرا أن "الرد الحقيقي على إسرائيل يتمثل بإنهاء الانقسام الداخلي".وفي السياق، انطلقت صفارات الإنذار في منطقة القدس أمس، للمرة الاولى منذ بدء التصعيد المسلح المستمر بين إسرائيل وحركة "الجهاد" في قطاع غزة، حسبما أعلن الجيش الاسرائيلي.وأعلنت حركة "الجهاد" في وقت لاحق أنها قصفت القدس بصاروخين بعيدي المدى، وقال شهود في القدس إنهم سمعوا دوي انفجارات في بلدات إسرائيلية غرب المدينة، فيما قال الجيش الإسرائيلي في بيان مقتضب إن صفارات الإنذار أطلقت في محيط القدس.وتزامنت التطورات، مع إعلان وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة القتلى إلى 32 بينهم ستة أطفال، وكشفت الوزارة أن الغارات التي تشنّها إسرائيل أودت بحياة هؤلاء الأشخاص وأسفرت عن 215 جريحا.وأعلنت "سرايا القدس" أن أحد شهداء مجزرة رفح زياد المدلل، نجل القيادي في حركة "الجهاد" أحمد المدلل، بينما أكدت "الجهاد" مقتل أحد كبار قادة جناحها العسكري، قائلة في بيان "تزف" سرايا القدس القائد الكبير خالد سعيد منصور عضو المجلس العسكري وقائد المنطقة الجنوبية، الذي لقي حتفه جراء غارة إسرائيلية بمدينة رفح"، وذكرت مصادر أن عملية استهداف منصور، أسفرت كذلك عن إصابة نحو 40 شخصا.من جهته، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي "تحييد" القيادة العسكرية العليا لحركة "الجهاد" في غزة، معلنا مقتل ثلاثة من قيادات حركة "الجهاد"، بينهم قائد منطقة جنوب غزة بالحركة خالد منصور وعدد من مساعديه، وقياديين بارزين آخرين بالحركة، وقال إن منظومة القبة الحديدية للدفاع الجوي أسقطت 97 في المئة من الصواريخ، التي حاولت التصدي لها خلال تفجر القتال في غزة منذ نهاية الأسبوع الماضي.ونقلت مصادر عن متحدث عسكري إسرائيلي قوله، إن المنظومة الدفاعية اعترضت 97 في المئة من الصواريخ خلال تصعيد القتال مع نشطاء حركة "الجهاد" في غزة منذ يوم الجمعة، واصفا ذلك بأنه "أفضل أداء للمنظومة حتى الآن".وكان وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس قد أكد مواصلة تل أبيب "العمل ضد حركة الجهاد حتى عودة الهدوء وإزالة التهديدات عن غلاف غزة" مشددا على أن "العملية العسكرية ضد حركة الجهاد ستستمر طالما كان ذلك ضروريا".من جانبه، أعلن جيش الاحتلال اعتقال نحو عشرين من ناشطي حركة "الجهاد" في الضفة الغربية، موضحا أنه "اعتقل خلال عمليات دهم نحو عشرين شخصا يشتبه في انتمائهم للجهاد في أنحاء الضفة الغربية.فيما أكد ممثل حركة "الجهاد" في سورية اسماعيل السنداوي، أن جميع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة موحدة في مقاومة إسرائيل.من جهتها، ذكرت وسائل إعلام عبرية، أن مئات من المستوطنين جددوا اقتحامهم للمسجد الأقصى بحماية الجيش الإسرائيلي. وأفادت وكالة "شهاب"، أن مئات من المستوطنين جددوا اقتحامهم للمسجد الأقصى، بعد ظهر أمس، بحراسة أو حماية من قوات الجيش والشرطة الإسرائيليين.على صعيد متصل، تواصلت ردود الفعل الدولية، حيث يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة مغلقة اليوم في نيويورك، لمناقشة الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة، بناء على طلبات تقدمت بها كل من الإمارات وإيرلندا وفرنسا والنرويج والصين. من جانبها، قالت الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة تدعم بالكامل حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، بينما قال المتحدث باسم وزير خارجية الاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل إن التكتل يتابع أعمال العنف في قطاع غزة "بقلق بالغ"، ويدعو جميع الأطراف إلى "أقصى درجات ضبط النفس" من أجل تجنب تصعيد جديد.وقالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية إن بلادها "تدين إطلاق الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية وتكرر تمسكها غير المشروط بأمن إسرائيل"، كما أعلنت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس أنها تدعم حقّ إسرائيل في "الدفاع عن نفسها"، وأعربت روسيا عن "قلقها البالغ" ودعت الجانبين إلى إبداء "أقصى درجات ضبط النفس".وأكد القائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي أن الفلسطينيين "ليسوا وحدهم" في مواجهة اسرائيل، فيما اعتبر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن "الجرائم التي ارتكبها كيان الاحتلال في قطاع غزة تكشف طبيعته العدوانية".وتوالت الإدانات الخليجية لاقتحام المسجد الأقصى والعدوان الإسرائيلي على غزة، حيث دانت السعودية وقطر والكويت وسلطنة عمان ودانَ الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية نايف الحجرف "العدوان العسكري الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة"، مشددا على "ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل" لمد يد العون للمدنيين، لا سيما النساء والأطفال.وقال مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط تور وينيسلاند، إنه يشعر "بقلق عميق"، محذراً من أن التصعيد "خطير جداً".