إسرائيل تُشيِّع قتلى حادث جبل الجرمق وتبدأ الحداد اليوم

حريق واسع داخل مصفاة للنفط في حيفا والسلطات الأمنية ترجح وجود خلل بخط أنابيب

تل أبيب، عواصم - وكالات: عاشت إسرائيل منذ فجر أول من أمس، ساعات ثقيلة ممتلئة بأخبار القتلى وانتشار الجثث، وأصوات سيارات الإسعاف، فالكارثة الكبيرة كما وصفها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، خلّفت نحو 45 قتيلاً و150 من أصحاب الجروح الخطيرة، ومن بين القتلى 4 مواطنين أميركيين وكنديين اثنين وأرجنتيني.
ووقعت الكارثة، أثناء مشاركة عشرات آلاف اليهود في رحلة دينية سنوية إلى قبر الحاخام شمعون بار يوحاي على جبل ميرون (جبل الجرمق) الواقع على مقربة من مدينة صفد، حيث تقاطر ليل الخميس - الجمعة آلاف المتشددين إلى هذا المقام، في أضخم تجمع تشهده إسرائيل منذ بداية جائحة كوفيد - 19.
وعلى الرغم من أن السلطات الإسرائيلية سمحت بتجمّع عشرة آلاف شخص على الأكثر في محيط القبر، فإنّ منظّمي الحفل أفادوا بأن أكثر من 650 حافلة استؤجرت في جميع أنحاء الدولة لنقل المشاركين إلى المكان، أي ما لا يقل عن 30 ألف شخص، في حين أكّدت الصحافة المحليّة أن عدد الذين تقاطروا إلى المقام بلغ مئة ألف.
وشهدت الجنازات التي انطلقت في إسرائيل لتشييع ضحايا حادث التدافع الضخم، مشاركة شعبية حاشدة.
وأظهرت لقطات من الجنازات وجود أعداد كبيرة حرصت على توديع الضحايا، وسط مشاعر عارمة من الصدمة والألم.
ووفق تقرير لصحيفة "جيروزاليم بوست"، فإن معظم القتلى والمصابين في حادثة التدافع هم من طائفة "تولدوت أهارون" الحريدية، والتي تعد وفقا للصحيفة الإسرائيلية من أكثر الجماعات انعزالية وتنظيما وتماسكا بين الطوائف التي تشكل المجتمع الحريدي في إسرائيل.
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الحداد، اليوم الأحد، بعد مقتل 45 إسرائيليا، وإصابة نحو 150.
وتعهد بالقيام بفحص جذري وجدي ومعمق، حتى لا يتكرر مثل ذلك الحادث، مشيرا إلى أنه يجب أن يقول إن الشرطة قامت هنا بعملية إجلاء سريعة، ونحن ممتنون لقوات الإجلاء والأمن التي حالت دون وقوع مأساة أكبر بكثير.
واستقبل ذوو القتلى نتانياهو بموجة من الهتافات الاحتجاجية والشتائم، كما ألقوا زجاجات فارغة صوبه.
وكان المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية والنائب العام أمرا بفتح تحقيق للوقوف على تقصير الشرطة والأجهزة الأخرى في ضبط حركة الوافدين إلى موقع المهرجان.
بدوره، قال زعيم المعارضة يائير لبيد إن "إسرائيل بأسرها تصلّي من أجل شفاء الناجين"، مشيرا إلى أنه يتابع التطورات "بقلق".
ووصف متحدث باسم منظمة "نجمة داود الحمراء" للإنقاذ الحادث بأنه "كارثة لا يمكن تصورها".
وانتقد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، من وصفهم بـ "الشامتين" من العرب في مقتل 45 شخصا، "خاصة أنه حصل في رمضان"، ورد عليهم ببيت شعر عربي قديم.
وقدم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى إسرائيل تعازيه.
​وقال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، أول من أمس، إنه علم بوفاة اثنين من المواطنين الكنديين في الحادثة.
وتحدث الرئيس الأميركي جو بايدن إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لتقديم العزاء.
وأعربت وزارة الخارجية التركية عن تعازيها لإسرائيل بضحايا الحادث.
وبعد الحادث بساعات، اندلع ليل أول من أمس، حريق واسع داخل مصفاة للنفط في مدينة حيفا شمال إسرائيل وسط استنفار أعداد كبيرة من طواقم الإطفاء الى المكان.
واندلع الحريق في منشأة مصنع "BZN" في خليج حيفا، وأوضحت وزارة حماية البيئة أن الحادث وقع بسبب خلل في خط أنابيب، مشيرة إلى أنه تم وقف إمداد الوقود إلى الموقع.
وتمكنت الوحدات التابعة للمصنع من السيطرة على الحريق لكن فرقا متعددة من خدمات الإطفاء والطوارئ انتشرت في الموقع تحسبا لاستئناف انتشار النيران.