الدولية
إسرائيل: على أوروبا وقف تقديم التنازلات ورفض مماطلة إيران
الخميس 18 أغسطس 2022
5
السياسة
طهران، عواصم - وكالات: كرر رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد أمس، موقف بلاده من الملف النووي الإيراني والمعارض للعودة لأي اتفاق مع طهران.ورأى لابيد في بيان أصدره مكتبه عقب اتصال هاتفي مع المستشار الألماني أولاف شولتس، أن هناك ضرورة لنقل رسالة حادة وواضحة من قبل أوروبا مفادها عدم تقديم المزيد من التنازلات للإيرانيين، معتبرا أنه يتعين على أوروبا معارضة أسلوب المماطلة الذي تتبعه إيران في المفاوضات، ورافضا تماماً خطط أميركا الرامية للعودة للاتفاق النووي.جاء ذلك بعدما دخلت المفاوضات النووية مع إيران مرحلة حاسمة، قد تفضي قريباً إما إلى اتفاق يبصر النور أو جولة أخرى من المماطلة، بحسب ما رأى العديد من المراقبين، لاسيما أن طهران وواشنطن لا تفضلان الإعلان عن موت الاتفاق النووي، في حين تعكف الأطراف المعنية بالاتفاق خصوصا بروكسل وواشنطن، على دراسة الردّ الذي تقدمت به طهران على مقترح للاتحاد الأوروبي، يهدف لإنجاز تفاهم في محادثات إحياء الاتفاق.ويبدو أن الأمر معلق على الضمانات التي طالب بها الوفد الإيراني، والتي قد تعيق جهود إحياء الاتفاق، بحسب ما نقلت "صحيفة وول ستريت جورنال" الأميركية، موضحة أن من الضمانات التي أخرت مرة أخرى الجهود المبذولة، سعي طهران للحصول على تأكيدات أن الشركات الغربية التي تستثمر في إيران وحتى المصارف الأجنبية ستتم حمايتها إذا انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاقية مرة أخرى، كما حصل في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.كما اقترحت إيران في ردها، وضع آليات في النص من شأنها أن تسمح لها بزيادة أنشطتها النووية بسرعة إذا انسحبت واشنطن من أي اتفاق مستقبلي، بحسب ما ألمح مستشار فريق التفاوض الإيراني محمد مراندي.ففي مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية أكد مرندي أن "المهم بالنسبة لبلاده وجود تأكيدات وضمانات بأنه إذا انسحبت الولايات المتحدة فجأة من الصفقة مرة أخرى، فلن يكون الأمر مجانياً"، فيما أوضح مسؤول أوروبي رفيع أن طهران وواشنطن بحاجة إلى الإفصاح صراحة عن موقفيهما سواء بالموافقة أو رفض مسودة النص الأوروبي المطروح، رافضًا فكرة استئناف المحادثات بين الطرفين، واعتبر مسؤولان غربيان أنهما "لا يتوقعان أي إعلان وشيك عن صفقة محتملة"، رغم كل الإيجابيات الحاصلة.على صعيد آخر، أعربت إيران عن استعدادها لإجراء تبادل سجناء محتمل مع الولايات المتحدة، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني "نحن مستعدون وأعلنا عن ذلك مرات عدة، بصورة مستقلة حتى عن الاتفاق النووي"، موضحا أن الولايات المتحدة لم تبذل إلا جهدا قليلا للتعاون في هذه المسألة حتى الآن.واعتبر المراقبون تصريحه مرتبطا باتفاق محتمل بشأن إحياء الاتفاق النووي، وأعقب إبرام الاتفاق الأساسي ورفع العقوبات آنذاك تبادل للسجناء.في غضون ذلك، دعا مشاركون في حلقة نقاش نظمها المكتب التمثيلي للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في الولايات المتحدة، إلى سياسة حازمة في مواجهة تعنت النظام الإيراني، محذرين في الحلقة التي أقيمت بمناسبة الذكرى الـ 20 لكشف منظمة "مجاهدي خلق" عن مفاعل "نطنز" النووي في إيران، من تصعيد نظام الملالي لأنشطته النووية والإرهابية.وأكدت رئيس المكتب التمثيلي للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في الولايات المتحدة سونا صمصامي أن الكشف عن موقع تخصيب اليورانيوم في "نطنز" ومنشأة المياه الثقيلة في "آراك"، لم يكن الوحيد من نوعه للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، مشيرة إلى نحو 100 كشف عن جوانب مختلفة من برنامج الأسلحة النووية للنظام الإيراني، ظهر معظمها في تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، منتقدة اختيار الغرب التهدئة مع الملالي بدلاً من الحزم، وتقديم التنازلات تلو التنازلات على أمل إقناعهم بالتراجع عن مشروعهم، مؤكدة أنه لو تبنى الغرب سياسة حاسمة في العام 2002، بعد كشوفات المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، ما حقق النظام التقدم في برنامج أسلحته النووية.من جانبه، انتقد مستشار الأمن القومي الاميركي السابق جون بولتون استمرار سياسة الحوار والتفاوض مع النظام الايراني، قائلا إنه منذ نحو 20 عامًا كذب النظام بشأن برنامجه النووي، مستبعدا التزامه باية صفقة قد يتم التوصل لها، مشددا على ضرورة عدم مهادنة ومساومة النظام الايراني.وتساءل عضو مجلس الشيوخ الأميركي السابق من ولاية كونيتيكت السناتور جو ليبرمان، كيف نثق في حكومة تحاول اغتيال مستشار الأمن القومي الاميركي، مؤكدا استحالة تغيير النظام الايراني لسلوكه، مشددا على ضرورة دعم تغيير النظام والوقوف إلى جانب الشعب الإيراني، بما في ذلك المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.وأكد وكيل وزارة الخارجية السابق للحد من التسلح والأمن الدولي روبرت جوزيف، ضرورة وجود سياسة حازمة تجاه نظام الملالي، معتبرا رفع العقوبات يعني استمرار دعم النظام الإيراني للإرهاب وصناعة المزيد من الصواريخ ودعم أنظمة مثل سورية وقمع الشعب الإيراني، محذرا من الوقوف في طريق الإيرانيين الذين يسعون إلى الديمقراطية والحرية.