إسرائيل على شفا الانهيار... احتجاجات مليونية

تل أبيب، عواصم، وكالات: بعد أن أوصلا دولة الاحتلال إلى شفا الانهيار، وعلى وقع احتجاجات دامية تهدد الأخضر واليابس، نجا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وحكومته من تصويت بحجب الثقة، أمس، فيما قالت مصادر إنه "قرر تعليق خطة التعديلات القضائية" التي فاقمت الأزمة المستمرة منذ أسابيع، في أعقاب إقالة نتانياهو وزير دفاعه يواف غالانت الذي عارض الخطة.
وأضافت: إن "نتانياهو قرر تعليق التعديلات القضائية، بعد اجتماع جمعه مع قادة الأحزاب المشاركة في الائتلاف الحاكم".
وفيما تدفق آلاف الإسرائيليين المحتجين مجددا إلى الشوارع وسط تل أبيب، أفاد رئيس الكنيست بأن أغلبية الائتلاف الحاكم رفضت مقترحا قدمته المعارضة، لحجب الثقة عن الحكومة، معلنا أن المقترح رُفض بأغلبية 59 صوتا مقابل موافقة 53.
وشهدت شوارع تل أبيب اشتباكات دامية بين المُحتجين وقوات الأمن، فيما بدأ العمال في الموانئ والمطارات الإضراب العام عن العمل، وقال المتحدث باسم الموانئ زوهار أرنون: إن العمال في ميناء حيفا، أكبر موانئ إسرائيل، مضربون، بينما أعلن مطار بن غوريون في تل أبيب، الرئيسي في إسرائيل، الوقف الفوري لجميع عمليات إقلاع الطائرات.
ودعا رئيس اتحاد نقابات العمال "الهستدروت" أرنون بار ديفيد في خطاب متلفز إلى إضراب عام "تاريخي"، أمس، "لوقف الثورة القضائية، والجنون"، وأعلنت الجامعات إضرابًا شاملًا وتامًا، كما أعلنت الهيئات النقابية المهنية ونقابة الأطباء، فضلا عن قطاع الكهرباء، الدخول في إضراب عام، وتوقف العمل في ميناءي أسدود وحيفا.
في المقابل، أفادت مصادر بحزب "الليكود" أن نتانياهو يتجه إلى تأجيل البت في المشروع، على الرغم من أن لجنة الدستور في الكنيست كانت صادقت عليه بانتظار التصويت العام من قبل البرلمان، في الوقت الذي كرر فيه الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ دعوة الحكومة إلى وقف الإجراءات المتعلقة بالتعديلات القضائية المثيرة للخلاف، قائلا على "تويتر": "من أجل وحدة شعب إسرائيل ومن أجل المسؤولية، أدعوكم إلى وقف الإجراءات التشريعية على الفور".
من جانبه، حذر وزير الدفاع المقال يوآف غالانت في جلسة مغلقة للجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالكنيست، من أن أمن إسرائيل في خطر، قائلاً إنه "وفقاً لتقارير الاستخبارات، هناك تحديد واضح للوضع باعتباره فرصة (لأعدائنا) لمهاجمة إسرائيل"، مضيفاً "يمكن للشقاق في المجتمع الإسرائيلي أن يجلب لأعدائنا فرصة ممتازة. يحاول الإيرانيون تقويض العلاقات بين إسرائيل والدول العربية".
في الأثناء، أعربت الولايات المتحدة الأميركية عن مخاوفها، داعية لحل وسط بشأن الإصلاح القضائي، وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أدريان واتسون: "نشعر بقلق عميق إزاء التطورات الحاصلة في إسرائيل، والتي تؤكد بشكل أكبر على الحاجة الملحة للتوصل إلى حل وسط، كما ناقش الرئيس بايدن مؤخرًا مع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، كانت القيم الديمقراطية دائمًا ويجب أن تظل سمة مميزة للعلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل".