الثلاثاء 01 أكتوبر 2024
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

"إسلاموفوبيا" والحرب على الإسلام

Time
الأحد 23 يوليو 2023
View
14
السياسة
د. خالد عايد الجنفاوي

يشير مصطلح الـ"إسلاموفوبيا" الى تعمّد تبشيع صورة المسلمين في عالم اليوم، لا سيما في الدول الغربية، وبالنسبة لبعض العرب والمسلمين العقلاء، خصوصا من قرأ التاريخ جيداً، تمثل الـ"إسلاموفوبيا" تلطيفًا لغويًا مصطنعًا، ومصطلحًا مقبولاً سياسيًّا لعبارة "الحرب المُمَنهجة على الإسلام.
وتشابه هذه الحرب المقصودة ضد الإسلام والمسلمين ما حدث قبل الحرب العالمية الثانية كخطاب معاداة السامية، والحرب القديمة الجديدة على الاسلام، هي حفيد معاصر لخطاب الحروب الصليبية التي بدأتها ودعمتها الكنيسة الكاثوليكية في العصور الوسطى.
يتصف الخطاب الـ"اسلاموفوبي" في عالم اليوم بصفات أساسية، نذكر منها ما يلي:
-تجريد المسلمين من السمات الإنسانية، اذ يتصف الخطاب الذي يحض على كراهية المسلمين بسعي من يروّج له الى تجريد الانسان المسلم من سماته الانسانية عبر بث معلومات مشوهة عن دينه، وعن حياته الإسلامية الاعتيادية.
كذلك عن طريق شيطنة السلوكيات الإسلامية التقليدية، وبالطبع، من يسعى الى تجريد الآخر من سماته الإنسانية يهدف، بشكل أو آخر، الى شن الحرب عليه بهدف إلغائه من الوجود.
-المسيحية الصهيونية: تعتبر الأيديولوجية المسيحية الصهيونية وليدة حركة الإصلاح الديني في القرون الوسطى، وهي حاليًا تجسّد أشد خطر يهدد العالم الإسلامي، وذلك بسبب عدائيتها المقيتة للإسلام وارتباطها خصوصا بما يطلق عليها "هَرمَجَدّون" أو المعركة الحاسمة بين المسيحية والإسلام.
-دور بعض أبناء الجلدة الإسلامية في التمهيد والتسويق للاسلاموفوبيا: يؤدي بعض أبناء الجلدة الإسلامية، لا سيما المهووسين بالفكر العلماني الغربي المتطرّف (النسوية المتطرفة والليبرالية المتهتكة والملحدين) دورًا مساعدًا في نشر الـ"اسلاموفوبيا" في مجتمعاتهم، فيما يزعمون أنها ضرورة مواكبة مجتمعاتهم الإسلامية للتقدم الحضاري العالمي، وستجد بعض هذا النفر المضطرب روحيًّا الأشد عداءً للهوية الإسلامية.
والمفارقة العجيبة في سياق نشر كراهية الإسلام، على ألسن وأيادي بعض المسلمين المضطربين، هو عدم رغبة هذه الفصيلة الغريبة من العرب والمسلمين في الهجرة والعيش في المجتمع الغربي لإدراكهم أنهم غير مرغوب فيهم كونهم مسلمين!
- الـ"إسلاموفوبيا" والانسان الغربي العادي "وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى"(الأنعام 164)، رفعت الأقلام وجفّت الصحف.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi
آخر الأخبار