بيروت ـ "السياسة":وسط تصاعد الانتقادات الرافضة لحرب الطبقة السياسية الفاسدة على المحقق العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، في أعقاب كف يد الأخير عن هذا الملف، ولو موقتاً، بانتظار قرار محكمة الاستئناف، كشفت معلومات لـ"السياسة" أن أهالي الضحايا يتجهون للتصعيد في الأيام المقبلة، لتوجسهم أن هناك مخططاً واضحاً للإطاحة بالقاضي البيطار، على غرار سلفه القاضي فادي صوان، لأن هذه الطغمة الحاكمة لن تسمح بتبيان الحقيقة، ومعرفة الجهة أو الجهات المتورطة بهذا الملف.وسأل أهالي الضحايا عبر "السياسة"، أنه إذا كان "حزب الله" بريئاً من ملف النترات، فلماذا كل هذه الحملة على القاضي البيطار، وصولاً إلى تهديده؟ وهل بهذه الطريقة وهذه الممارسات، يقنع الحزب اللبنانيين والعالم أنه بريء من هذا الملف؟وفي السياق، التقى وزير العدل هنري الخوري، أمس، وفداً من لجان عائلات وضحايا وشهداء المرفأ في مكتبه في الوزارة، واستمع إلى هواجسهم في ظل التطورات الأخيرة، فأكد "تضامنه الكامل معهم في قضيتهم المحقة"، مشددا على أن "القضاء يقوم بعمله القانوني على أكمل وجه، بالرغم من الضجة الكبيرة"، وداعيا إلى "ضرورة وقف التهشيم والتشهير بالقضاء لان الأمر يضعف وضع الجهتين، أي الأهالي والقضاء".وإذ اعرب خوري عن ثقته بقضاة لبنان، دعا إلى "ترك القضية لمسارها القانوني"، مؤكدا عدم أحقيته كوزير عدل في "التدخل بعمل القاضي أو الإطلاع على تفاصيل الملف".وكان رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، شدد على "ضرورة أن يستكمل القضاء العدلي التحقيق في انفجار المرفأ لتبيان الحقيقة بعيدا عن اي تسييس او استهداف".وأكد "أهمية إجراء الانتخابات في موعدها من دون المس بحق غير المقيمين بالتصويت في الخارج، جنبا الى جنب مع حقهم بالترشح وبالتمثيل بعدد النواب المعطى لهم".وفي موقف لافت، نشر صالح المشنوق، نجل الوزير السابق نهاد المشنوق، صورة على"انستغرام" للقاضي البيطار، وأرفقها بتعليق: "معك لآخر الطريق ضد كل وزراء التآمر على التحقيق"، مع هاشتاغ "كلّن يعني كلن".
وفي السياق، وفي موقف دولي بارز، كتبت منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في لبنان نجاة رشدي، عبر "تويتر": "أكرر مرة أخرى الحاجة الماسة إلى إجراء تحقيق مستقل وحيادي وشفاف في تفجيرات مرفأ بيروت ".وأضافت، "لا بد من تحقيق العدالة، ولعائلات الضحايا الحق في معرفة الحقيقة وفي إحقاق العدالة". وأشار عضو تكتل الجمهورية القوية النائب ماجد ايدي ابي اللمع الى أن "ضرب التحقيق للمرة الثانية برفع يد القاضي البيطار ولو موقتاً عن الملف يثبت نوايا المنظومة بنسف التحقيق والتهرب من المسؤولية".من جهته، غرد رئيس حزب "الكتائب" سامي الجميّل، عبر "تويتر": "كل مرة بيظهر اسم حزب الله بتحقيق بجريمة، بحاولوا يقتلوا القضية لتندفن مع الضحايا...". وقال: "المواجهة مستمرة".وبمبادرة فردية، ومن دون دعوة أي جهة منظمة، قام عدد من الفنانين، أهالي الضحايا، طلاب، إعلاميين ومواطنين من كافة اطياف المجتمع بتسجيل موقف من عملية تضييع التحقيق ومحاولة إقصاء القاضي طارق البيطار.ومن أهم المشاركين: مصمم الازياء العالمي زهير مراد، عارضة الازياء العالمية نور عريضة، الفنانة نوال الزغبي، وعدد كبير من الاعلاميين وأهالي الضحايا.إلى ذلك، أصدرت قيادة الجيش بياناً، أعلنت فيه عن ضبط شاحنة محملة بنيترات الأمونيوم عند مفرق بلدة إيعات، وتوقيف ستة أشخاص من بينهم اللبنانيان مارون الصقر وأحمد الزين.وأضاف البيان، "كما أوقفت المديرية تسعة أشخاص آخرين اشتُبِهَ بتورطهم، أبرزهم اللبناني سعدالله الصلح مالك الشاحنة وصاحب مؤسسة صلح للأعلاف والحبوب، والسوري خالد الحسن وهو سائق لدى الموقوف الصقر".