"إصلاح" الرشيد أطاح بكفاءات في "التأمينات"

إقحام المؤسسة بمعركة الإصلاح وأيديولوجيات الوزير ينسجم مع رغبة في نفس يعقوب على حساب الوطن

كتب ـ سعود الفرحان:

لم تنطلِ التغييرات التي أجراها وزير المالية عبدالوهاب الرشيد في المؤسسة العامة للتأمينات على الكثير من المراقبين والمهتمين بالشأن العام، رغم ما لاقته من ترحيب واسع ودعم وتفاعل كبيرين من البعض، فقد أكدت مصادر مطلعة لـ"السياسة" أن هذه الاجراءات ظاهرها الاصلاح والتغيير وباطنها مصالح شخصية، مشيرة الى "أن جرافة التغيير تلك أطاحت بكفاءات مشهود لها بالنزاهة ونظافة اليد".
واعتبرت المصادر أن الاطاحة بقيادات المؤسسة تثير علامات استفهام كبرى، متسائلة: هل أراد الوزير بهذه الخطوة تقويض البنية التحتية لمؤسسة "التأمينات" العريقة، أم أنها سيكولوجية الرشيد فيما يمكن تسميته بـ"الاصلاح الوهمي" أم أن ثمة حاجة في نفس يعقوب قضاها قبل أن ينتهي عمر الوزارة بتقديم استقالتها حتى يعود إليها من بوابة الوزير المصلح؟
وأضافت أن الاصلاحات السطحية التي أقدم عليها الوزير إنما "باطنها عبث بمصلحة عامة لأجل مصلحة خاصة"، وتستهدف بالدرجة الأولى تلميع شخص الوزير أمام القيادة والمواطن ليضمن البقاء في حضن الوزارة في التشكيلة المقبلة عقب انعقاد مجلس الأمة.
واستنكرت المصادر اقحام اسماء بعض القيادات النظيفة في "التأمينات" بمعركة الاصلاح وأيديولوجيات الوزير على حساب الوطن والمواطن، مؤكدة أن الكويت تمر بمرحلة حساسة ودقيقة وعلى أصحاب القرار قراءة الأوضاع ونتائج الانتخابات قراءة فاحصة لجهة إصلاح حقيقي يأخذ في الحسبان الامور العامة والخاصة في ظل التحديات على المستويين الإقليمي والدولي.
وتابعت: إن القيادة ترفع شعار اصلاح المسار، لذلك ينبغي إعادة النظر في تبعية بعض المؤسسات الحساسة والمهمة، لافتة الى أن بقاء مؤسسة التأمينات الاجتماعية تحت مظلة وزير المالية والشؤون الاقتصادية والاستثمار وهو الذي يرأس اكثر من عشر جهات ما يعني مزيدا من التخبط والتأخر في اصلاح هذه المؤسسة التي تبلغ أصولها نحو 50 مليار دينار.
وطالبت المصادر بأن تكون مؤسسة التأمينات تحت الاشراف المباشر لرئيس الوزراء حفاظا على مكانتها ومنعا للعبث والتخبط بها أسوة بمؤسسة البترول، محذرة من تدخل النواب وغرفة التجارة في قرارات المؤسسة لتحقيق مصالح خاصة في ظل انصياع كامل من الوزير لرغباتهم حفاظا على مقعده الوزاري.
في السياق، علمت "السياسة" أن منصب المدير العام عرض على أحد أبناء الاسرة إلا أنه اعتذر، مؤكدا فداحة المسؤولية.