إضراب "الأجور" يشلُّ تونس ويعطّل المطارات والبنوك والمدارس

تونس، عواصم - وكالات: توقفت حركة الطيران والقطارات والحافلات ومختلف مناحي الحياة في تونس أمس، بعد أن بدأ اتحاد الشغل إضرابا عاما احتجاجا على رفض الحكومة رفع أجور نحو 670 ألف موظف، حيث شمل الإضراب أيضا المدارس والمستشفيات والمكاتب والبنوك الحكومية، وكل وسائل النقل التي تعطلت بشكل كامل في العاصمة وأغلب المدن التونسية.
وتوافد الآلاف من العمال منذ صباح أمس على ساحة محمد علي أمام المقر المركزي للاتحاد في العاصمة، رافعين شعارات مؤيدة للإضراب والاتحاد ومناهضة للسياسات الحكومية وصندوق النقد الدولي، كما تجمع العمال أمام المقرات الجهوية في باقي الولايات.
وأحدث الإضراب حالة شلل تامة بمطاري تونس وقرطاج الدوليين، حيث ألغيت امس أغلب الرحلات من وإلى المطارين، بينما دعت شركة الخطوط التونسية الناقلة الوطنية في بيان لها اول من أمس عملاءها إلى امكانية تغيير مواعيد سفرهم المتأثرة بهذا الإضراب، مجانا وعلى مدى أسبوع.
وشمل الاضراب قطاعات أخرى، بالخصوص الصحة والبريد والنقل العام والخدمات في المنشآت العمومية.
وقالت وزارتي النقل والصحة إنهما سيؤمنان الحد الأدنى من الخدمات لكن استجابة العمال كانت محدودة للغاية.
وفي العاصمة، توقفت حركة المترو وباقي وسائل النقل العمومي تماما، ما اضطر أغلب المواطنين العاملين في القطاع الخاص إلى استخدام وسائل النقل الخاصة للتنقل إلى مراكز عملهم.
وأظهرت صور وفيديوهات لمواطنين مع أطفالهم في الصباح الباكر، وقد تقطعت بهم السبل أمام أبواب مغلقة لأقسام الطوارئ في عدد من المستشفيات العمومية، في وقت ينفذ معلمون في مراحل التعليم الثانوي وفي المؤسسات الجامعية اضرابات واعتصامات منذ أسابيع لمطالب مالية ومهنية.
من جانبه، استبق رئيس الوزراء يوسف الشاهد الإضراب بالقول ليل أول من أمس، إن "الإضراب سيكون مكلفا للغاية ولكن الحكومة لا تستطيع رفع الأجور بشكل غير متناسب مع إمكانيات الدولة المالية"، لكن الأمين العام المساعد باتحاد الشغل سامي الطاهري قال، إن "الحكومة خضعت لإملاءات صندوق النقد واختارت الحل الصعب وهو مواجهة الشغالين".
وأعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية سفيان الزعق، أن الداخلية اتخذت بالتنسيق مع وزارة الدفاع الوطني جملة من الاحتياطات الأمنية لمواكبة التجمعات وتأمين المسيرات والمحلات التجارية والمنشآت العامة والمحافظة على الأمن والنظام العام على مستوى مركزي وجهوي إثر الإضراب العام.
وقال الزعق إنه تم منذ عشية أول من أمس إغلاق شارع الحبيب بورقيبة، حيث تقرّر منع وقوف وتحرك جميع أصناف العربات بالشارع المذكور في جزئه الممتد من ساحة النصر حتى مفترق شارعي الحبيب بورقيبة والجمهورية، بداية من الساعة العاشرة مساء أول من أمس وحتى أمس.