الثلاثاء 24 سبتمبر 2024
41°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

إضراب العمال؟

Time
السبت 20 مايو 2023
View
8
السياسة
طلال السعيد

تسمع، أو تقرأ العنوان "إضراب عمال الخطوط الجوية الكويتية"، فتستغرب، وأول ما يتبادر الى ذهنك تعطل والغاء الرحلات، ثم توقف مطار "الكويتية" عن العمل، وامتلاء قاعة الـ"ترانزيت"، ورجوع المسافرين الى بيوتهم!
ثم تكتشف ان الامر لا يتعدى عمالة آسيوية، يقولون انهم لم يتسلموا رواتبهم منذ مدة، ويتصورون ان الحل بالاضراب، بعد ان يأتي من يحرضهم على الاضراب، على اساس ان هذا اقصر الطرق للحصول على حقوقهم.
وهنا الدور دور القرار الحكومي الذي يجب ان يكون قويا، ولا يسمح بمثل هذا الشغب المضر بسمعة الدولة، خارجيا، والمخل بالامن العام داخليا، فيحاسب المقاول، او المتعهد، او الشركة المسؤولة عن هؤلاء العمال، وتحال الى القضاء العادل بعد اتخاذ الاجراءات القانونية ضدها، اذا صدق الادعاء.
كذلك مهم جدا البحث عن المحرض على الاضراب، ومحاسبته، وفي الاخير ترحيل العمالة على وجه السرعة، فليس من الصعب استبدالها بغيرها في اسرع وقت، لكن الصعب هو السكوت على الشغب، فالقرار القوي، حتى وان اوجع، يجعل غيرهم يتأدب!
ونحن هنا لا نسمح للمشجع بأكل حقوق الغير، ولهذا
لابد من محاسبة المقاول، او المتعهد على رؤوس الاشهاد، والقضاء على تجاوزات تتحول مع الايام الى ظاهرة، وقد قضت القوة على ظاهرة انتشرت في السابق وهي "هوشات" الوافدين، بينهم فتم علاج تلك الظاهرة بترحيل طرفي الشجار، فتوقفت المشاجرات بعد ان شعروا بهيبة الدولة.
من حق الدولة ان تتخذ القرار الذي تراه للصالح العام، لكن من المهم جدا ان تطبق القانون، وفرض هيبة الدولة في بلد وافدوه ضعفا عدد مواطنيه، فلا مجال للتراجع او الاستثناءات التي لازلنا نعاني منها معاناة شديدة.
فبالأمس صدر قرار يمنع خروج الذهب من الكويت مع المغادرين للصالح العام، وتم تطبيق القرار، وامتثل كل الوافدين للقرار، ولم تحتج عليه سوى جالية واحدة فقط، ارتفع صراخها وعويلها من داخل وخارج الكويت، مصورين للرأي العام أن هذا القرار موجه فقط ضد هذه الجالية، التي ما برحت تتحايل على كل قانون يصدر، وتتذمر، وتحاول ان تقنعنا بأن الدولة ليس من حقها اصدار مثل ذلك القانون، الذي ترى فيه مصلحتها وتمارس الضغوط لالغاء القرارات التي تصدر، وترى الدولة انها للصالح العام، او بمعنى اخر تحاول التأثير على متخذ القرار!
لابد ان يعرف كل وافد يعيش معنا مُرحبا به، ان سيادة الدولة امر لا يقبل النقاش، بل ليس من حق الوافد التدخل به، ولعلها مناسبة لنقول لمتخذ القرار بصوت عال ومسموع: سر ونحن وراءك، فكم نحن بحاجة ماسة الى فرض هيبة الدولة على كل شبر من تراب الكويت...زين.
آخر الأخبار