الأولى
إعادة استخدام قناني المياه البلاستيكية ...تُهدِّد خصوبتك
الأحد 25 أغسطس 2019
5
السياسة
بات البلاستيك الذي كان حلاً لكثير من مشكلات التخزين والتعبئة مشكلة جراء تزايد التحذيرات من اضرار استخدامه، بعد الابحاث والدراسات التي سلطت الضوء عليها، وآخرها أن الانسان يتنفس جزءا من البلاستيك، اذ رغم ان معظم أنواع قناني المياه البلاستيكية آمنة لإعادة استخدامها مرات عدة على الأقل، إذا تم غسلها بشكل صحيح بالماء الساخن والصابون، لكن ما تم الكشف عنه اخيرا، قد يجعل المرء يعيد التفكير في عدم اللجوء إليها بالمقام الأول.اذ وفقا لتقرير نشر على موقع "ثوت دوت كو"، فقد كشفت دراسات حديثة أن قناني "ليكسان" "البلاستيك الذي يحمل رمز إعادة التدوير 7"، تحديدا من الممكن أن تحتوي على كميات ضئيلة من" ثنائي الفينول"، وهي مادة كيماوية تركيبية قد تتداخل مع نظام المراسلة الهورموني في الجسم، خصوصا عند إعادة غسلها، ما يزيد من فرص تسرب المواد الكيماوية من الشقوق الصغيرة، التي تتطور في الحاويات مع مرور الوقت.ووفقا لمركز أبحاث وسياسات البيئة في كاليفورنيا، الذي استعرض 130 دراسة بشأن هذا الموضوع، فقد ربط "ثنائي الفينول" بالإصابة بسرطان الثدي والرحم، وزيادة مخاطر الإجهاض، وانخفاض مستويات هورمون الذكورة "تستوستيرون".ليس هذا فقط، بل إن التعرض للمواد الكيماوية "ثنائي الفينول" سيغير موعد البلوغ، كما أن من الممكن أن يقلل من الخصوبة، ويزيد الدهون في الجسم ويؤثر على الجهاز العصبي، كذلك يمكن أن يكون "ثنائي الفينول" ضارا للغاية على الأطفال في مرحلة النمو، لذا تحذر الدراسات الأهالي من أن بعض قناني الأطفال مصنوعة من بلاستيك يحتوي على تلك المادة الكيماوية.يبقى السؤال: هل هناك قناني قابلة لإعادة الاستخدام آمنة؟الجواب: نعم، وتشمل الخيارات الأكثر أمانا للقناني المصنوعة من" HDPE"(رمز إعادة التدوير 2)، والـ"بولي إثيلين" منخفض الكثافة المصنوعة من" LDPE"(رمز إعادة التدوير 4)، أو الـ"بولي بروبيلين" (رمز إعادة التدوير 5).كما تعتبرقناني المياه المصنوعة من الالومنيوم والفولاذ المقاوم للصدأ، كتلك المتوافرة في متاجر التجزئة عبر الإنترنت، وفي العديد من أسواق المواد الغذائية الطبيعية من التراب والخزف، خيارات أكثر أمانا يمكن إعادة استخدامها مرارا وتكرارا وإعادة تدويرها.في هذا الشأن حسمت منظمة الصحة العالمية، خطورة البلاستيك في مياه الشرب، فقد اعلنت إن جزيئات البلاستيك الموجودة في مياه الشرب تمثل خطرا محدودا على صحة الإنسان، لكن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لطمأنة المستهلكين.وعلى مدى سنوات، أثارت دراسات على جزيئات رصدت في مياه الصنابير والمياه المعبأة مخاوف الجمهور، لكن البيانات المحدودة المتاحة تبدو مطمئنة وفقا لأول تقرير تصدره المنظمة الدولية عن المخاطر الصحية المرتبطة بتناول الطعام والشراب.وتدخل جزيئات البلاستيك في مصادر مياه الشرب من خلال ما يتسرب من مياه الصرف، وفقا للمنظمة التابعة للأمم المتحدة، وتشير إلى أن عملية التعبئة والتغليف من أسباب وجود جزيئات البلاستيك في بعض قوارير المياه المعبأة.لكن منظمة الصحة أوضحت أيضا أن الدراسات المتاحة حاليا عن مدى سُمية جزيئات البلاستيك محدودة، لكن اعلنت أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لحسم بعض القضايا.وتمثل جزيئات البلاستيك ثلاثة أنواع من المخاطر، وهي الخطر المادي والكيمائي إلى جانب خطر تكون مستعمرات بكتيرية.الخبراء الذين وضعوا هذا التقرير أكدوا أوجه القصور فيه الا انهم عملوا على أساس أسوأ الفرضيات، ويثقون أن خطر دخول البلاستيك إلى مياه الشرب سيظل محدودا إذا تغيرت بعض البيانات.والتلوث بالبلاستيك منتشر على نطاق واسع في البيئة بحيث قد يتناول المرء ما يصل إلى خمسة غرامات من هذه المادة في الأسبوع، أي ما يعادل التهام بطاقة ائتمانية وفقا لما ذكرته دراسة صدرت في يونيو الماضي.