إعادة التوازن

طلال السعيد

النشاط الثقافي في الكويت حكم عليه بالاعدام بعد ان كانت الكويت منارة ثقافية، فالمسرحيات الجادة التي تتبع المسارح الرسمية لم نعد نراها، بل ليست موجودة، وان وجدت فالعرض لا يتعدى ثلاثة ايام، ولا يسمع عنه احد.
والامسيات الشعرية والصالونات الادبية غير موجودة، وان وجدت فحضورها محدود جدا، والمهرجانات الثقافية كذلك، حتى وان أقيمت فلا جمهور لها، بعد ان عزفت الناس عن متابعة كل الأنشطة الثقافية، لسبب او آخر.
والكتاب ليس له سوق عندنا، بل قلما تجد شخصا يقرأ او يهتم باقتناء كتاب مهم، حتى فرقة التلفزيون التي كانت تمثل الكويت كلها، وتعيد ترتيب التراث الكويتي تم التعتيم عليها، ومسرح المعاهد الخاصة الذي شهد انجح المهرجانات تحول الى مكان موحش.
كذلك لم تهتم، او تتعب، اوتعمل الجهات المسؤولة على اعادة الجمهور لانشطتها، او تربية جمهور ثقافي جديد من الناشئة يهتم بالثقافة!
على الجانب الاخر فان الأنشطة الرياضية تعاني من فقدان الجمهور، حتى المنتخب الوطني الذي كان جمهوره الكويت كلها لم يعد احد يهتم به، بعد الهزائم المتوالية والاداء السيئ منذ سنوات.
كذلك نجد أن الاندية الرياضية قد هجرها اهلها، ومراكز الشباب التي كانت رافدا مهما للاندية والمنتخبات شبه مغلقة، ان لم تكن مغلقة او مهجورة!
هذا الخلل الاجتماعي، او الفراغ الكبير حولنا الى مجتمع يهتم بتوافه الامور، ويضرب بعضنا بعضا باسم السياسة، واخترقتنا الاحزاب بفكرها الضال، مثل "حزب الله" و"الاخوان" و"داعش"، والمسميات الاخرى، حتى كاد بلدنا يضيع، فهل سيكون كل ما ذكرناه من اوليات الحكومة الجديدة لتعيد التوازن الى مجتمعنا بعد ان اصبحنا كلنا سياسيين نصفق ولا ندري لماذا نصفق، حتى وقعنا تحت طائلة القانون وفقدنا هويتنا الوطنية مع شديد الأسف فهل من مجيب...زين؟

[email protected]