الجمعة 27 سبتمبر 2024
38°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
إعدام فاشينيستا
play icon
كل الآراء

إعدام فاشينيستا

Time
السبت 02 سبتمبر 2023
View
2350
محمد خلف الشمري

"كان يا مكان في قديم الزمان، رجل فقير عاش! لا… لا ما هي هذي القصة، السموحة من حضراتكم على تشابك أسلاك أفكاري! يقولون خرج الصدر الاعظم (الوالي) لاحدى الايالات (الولايات) ومعاه البودي غارد حقه، لتفقد شؤون الرعية، رعروع… رعروع، وكان اخر الرحلة استراحة، بلا فلاشات، ببيت أحد المواطنين يدعى شامان، اللي عزمهم على فنجال قهوة مزعفر، وهو ما يدري منهم!
وعند خروج الصدر الأعظم شاف كلب مشنوق جدام البيت، سأل صاحب السعادة شامان: سالفة شنقه؟
قال: تسال عن إعدام فاشنيستا (اسم الكلب) هذا قصته قصة، وللأسف ما اقولها لأي كان، ثاني يوم أرسل صاحب السعادة حاجبه عشان يعرف قصة شنق فاشينيستا لكن ما به جديد!
باليوم الثالث طلب صاحب السعادة من العسعوس الكبير إحضاره وأعاد عليه السؤال نفسه؟
فقال شامان: إذا تبيني اقولك القصة خلني بمكانك كم من يوم تأقول لك! هاج وماج وكثر اللجاجه، قبل لا ياكل الدجاجه، وأخرج له الكرت الأحمر من مجلسه!
وليلتها عجزت عين صاحب السعادة عن لذيذ النوم بالليل، لاواهني المهتني في منامه!
وبعد أسبوع سهر قال: ها تولي صاحب فاشنيستا، وقال له: انه موافق على طلبه بس لا تلعب بالحلال!
ما أطولها عليكم، قول طول، استلم شامان أمر الايالة، وباول يوم دوام عزل كل المسؤولين من وزراء ووكلاء ورؤساء هيئات أمامية، وسفراء ومسطشارين، وقادة الجيش والشرطة، وكرفسهم بالسجون، وسلم عليهم بطرف عينه وحاجبه، واعطى المسؤولية للصف الثاني والثالث!
وأرسل سلامه برسايل مع نسيم الصباح لكل الدول المجاورة والبعيدة، الشقيقة منها والصديقة، بان زمان فكر انا فيه خوف ولى، وراح مراح جدي، وختمها بهاتوا الفلوس اللي عليكم، انا لا مسطول ولا بتطوح انا جاي أصلح ومروح!
فقام أمراء ورؤساء تلك الدول بمحاولة التواصل مع عملائهم بالايالة لتسوية الأمور، لكن ما بالحمض أحد، لأنهم مساجين يا قلب العنا!
وما هي إلا اكم من يوم ورجعت كل فلوس القروض والودائع لبيت المال، وعم الخير البلد والعباد، وأصلح الشوارع وسكر ملفات القروض، واللي ما له مواطنة، والسكن، والنقل التلفزيوني للمباريات،وركب رؤية اصلاح سكة التنفيذ!
وعند عودة صاحب السعادة لمنصبه شاف الأموال تارسه تجوري الولاية، وانصلاح الحال بعد سنوات المحل والقحط، وطار من الفرحة!
عندها قص عليه شامان سالفة شنق فاشينيستا الالعوبان، باختصار وقال يا سيدي وما سيدك الا انا: كان عندي غزال قصدي غنم، وكنت كل يوم أفقد خروف ولا أدري وش السبب، وبيوم من الايام اظنه يوم سبت انخشيت وشفت فاشنيستا بقتل أحد البهم، ويهديه لصديقه الضبع أفندي الداعم الأكبر له بمنصبه الحساس، ومن شان هيك عمله سودا، تجاوز فيها الإشارة الحمراء، تم إعدامه ليكون عبرة لكل من يعتبر، ومن يومها عاشت الأغنام والخراف بتبات ونبات، وخلفوا طليان وحملان، وقبل لا اقول سلامتكم، راح اسأل أسئلة بريئة: كم يوجد عندنا فاشينيستا خاين مدعوم؟ وكم ابو عامر يتمشى بيننا؟ وكم كبش استبيح؟ فكم كم… وكم… كم قطعنا الفيافي"؟
المتمولس: "اخيس حاجة بالمطبخ إذا وقع الصحن على الارض ثم قام يدور ويلف، وانت تناظره تقول يا الله اخلص على انكسر قبل الوالده تسمع"!
وفي هذه الاثناء رفع على مسامعنا الشيخ زغلول اذان الظهر.

كاتب كويتي

محمد خلف الشمري

[email protected]

آخر الأخبار