إعلامنا…وإعلامهم!

زين وشين

نعلم علم اليقين أننا على حق في قضية "ام قصر" التي اثارها الاشقاء في العراق، ورغم ان الحق معنا الا ان اعلامهم، الرسمي وغير الرسمي، صور للناس اننا استولينا، او سنستولي على ميناء ام قصر كله! مع العلم ان الحقيقة تقول ان الموضوع كله هو تطبيق لقرارات الامم المتحدة واتفاقية 1993 الموقعة بين البلدين باشراف مجلس الامن!
وقد تأجل نزوح الاهالي، وازالة منازلهم التي تم بناؤها على خط الحدود بين البلدين الى حين الانتهاء من بناء منازل جديدة لهم داخل العمق العراقي، وبعيدا عن حرم الحدود، والان انتهى البناء، واصبح تطبيق الاتفاقية الحدودية واجبا، وطلب من الاهالي المغادرة لازالة التعديات عن الحدود الكويتية.
ببساطة هذه كل القصة التي عجز اعلامنا المتخلف، مع الاسف، عن شرحها للشارع الكويتي، والرأي العام العربي الذي عام على عوم اعلام عراقي مضلل.
حين يكون الحق معك وتملك جميع الامكانات وتتخاذل عن تبني قضية وطنية مهمة، لماذا لا ترحل، فقد تركت المجال خاليا للاعلام المضلل، والقنوات المشبوهة الى درجة ان الشارع الكويتي نفسه توجه لهم بحثا عن الحقيقة في اعلام يفتقر الى الحقيقة واعلامنا يتفرج؟
هل يعلم من يهمهم الامر حقيقة القصور الاعلامي الشديد، وفقدان المهنية، ومواكبة مستجدات الامور، خصوصا في القضايا الوطنية التي يجب ان يكون المواطن على علم تام بها اولا باول، بل يسمع وجهة النظر الحكومية ويعرف توجهات حكومته بدلا من التشويش الذي تمارسه قنوات اقل ما يقال عنها انها معادية وتحاول تهييج الناس ضد الكويت، مصورة اننا "اشترينا" جزءا من العراق من مسؤولين عراقيين، وبدلا من محاسبة من يبيع ارضه هم يحاسبون المشتري، وهذا هو العجب العجاب؟
مطلوب من الاعلام الرسمي ان يقول للجميع: اننا لم ولن نطمع في شبر واحد من ارض العراق، ولسنا اصلا بحاجة اليها، وكل الوقت الذي مضى وحكومات العراق هي التي تتهرب من تحديد الحدود، وليس نحن، حتى وقعت كارثة الغزو التي دفع العراق ثمنها غاليا.
اعلامنا الرسمي سقط سقوطا مدويا في اول اختبار وطني، ولم يستطع مواكبة الحدث، وكأن الامر لا يهم احدا، بينما نجحت قنواتهم، وهي على غير حق، في تحشيد الناس وتحريضهم على التظاهر، واشعال مناطق التماس بين البلدين، حتى بدا للرأي العام، داخل وخارج العراق، ان الكويت سطت على اراض عراقية، وكل هذا لم يحصل.
لكن اعلامنا يلتزم الصمت، فهم ابرزوا الاباطيل وجعلوا منها قضية، ونحن عجزنا عن ابراز الحقائق، وقد يقول قائل: نحن نترفع عن الصغائر ولا ندخل في مهاترات، وهذا منطق العاجز، فنحن بحالة حرب اعلامية تشن ضدنا ولا نحرك ساكنا، فهل من صاحب قرار ينسف وزارة الاعلام…زين؟

طلال السعيد