منوعات
إفطار الصائم... محبة ومودة وعتق من النار
السبت 11 مايو 2019
50
السياسة
إعداد - رحاب أبو القاسم: شهر رمضان، تفتح فيه أبواب الجنات، وتضاعف فيه الحسنات، جعل الله صيامه أحد أركان الإسلام، فيه ليلة خير من ألف شهر، لذلك يغتنم المسلمون هذا الشهر للتقرب من الله وتطهير النفس وتهذيبها، فيتسابقون إلى الطاعات والعبادات والخيرات، إنه بحق شهر الفضائل. إفطار صائم يعد من الطاعات التي فيها خير كثير وأجر عظيم، فمن فطر صائمًا له نفس الأجر، للحديث الشريف عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من فطر صائمًا كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء"، فجزاء إفطار الصائم يتساوى مع منزلة الصوم ومكانة الصائمين.ومن خلال عبادة إفطار الصائم، تزداد روابط المحبة والود بين المسلمين، والرسول الكريم خير مثال على ذلك حيث كان من أخير البشر، وقد كانت معاملته طيبة مع الجميع، خصوصا مع مطعميه في الشهر الكريم، معاملة يغلب عليها الحب والتواضع والكرم والجود، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وأجود ما يكون في شهر رمضان؛ لأن جبريل كان يلقاه في كل ليلة في شهر رمضان حتى ينسلخ، يعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، فإذا لقيه جبريل كان أجود بالخير من الريح المرسلة.كما أن السلف الصالح كانوا يحرصون على إطعام الطعام، فكان منهم من لا يفطر في رمضان إلا مع المساكين، ومنهم من كان يقوم بإطعام أهله وجيرانه، وقد قال بعض السلف: "لأن أدعو عشرة من أصحابي فأطعمهم طعاماً يشتهونه أحب إلي من أن أعتق عشرة من ولد إسماعيل".واختلف الفقهاء في المقصود بإفطار الصائم فقيل: إن المراد بإفطاره على أدنى ما يفطر به الصائم ولو بتمرة. وقال البعض المقصود بالإفطار حتى الشبع، لأن هذا هو الذي ينفع الصائم طول ليله وربما يستغني به عن السحور، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يعطي الله الثواب من فطر صائماً على تمرة أو شربة ماء أو مذقة لبن".والإفطار لا يكون للفقير فقط، بل يصح للغني أيضًا، فقد حثنا عليه سبحانه وتعالى ونبينا الكريم ليس من باب الصدقة، وإنما هو من باب طلب الخير والهدية، التي تصح للغني والفقير، فتبادل الزيارات والهدايا بين المسلمين وبعضهم البعض من أقوى أسباب الألفة بين القلوب لقوله عليه الصلاة والسلام: "تهادوا تحابوا".ومن فضل إطعام صائم، أن معاملة المطعمين بمودة ورحمة وحب، تمثلًا بنبينا الكريم، سبب في دخول الجنة، حيث قال عليه الصلاة والسلام: "لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا". كما أنها شكر ملموس على نعم الله وعطاياه على عباده سواء من الطعام أو الشراب، قال ابن رجب: "الصائم يدع طعامه وشرابه لله، فإذا أعان الصائمين على التقوِّى على طعامهم وشرابهم، كان بمنزلة من ترك شهوة لله، وآثر بها أو واسى منها".وفي إفطار الصايم أيضًا عتق من نار جهنم، فعن سلمان الفارسي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من فطر صائماً كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء"، قلنا: يا رسول الله، ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يعطى الله هذا الثواب من فطر صائماً على تمرة أو مذقة لبن أو شربة ماء، ومن سقى صائماً سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ بعدها حتى يدخل الجنة " رواه ابن خزيمة والبيهقي وغيرهما.ومن السنة الدعاء لمن فطر صائمًا، حيث تصلى عليهم الملائكة وتدعو لهم، فيقال له ما ورد عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم "كان إذا أفطر عند أهل بيت قال: أفطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكة".