الخميس 31 يوليو 2025
44°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

إقامة حرة

Time
الأحد 27 مارس 2022
السياسة
طلال السعيد

ليس في قانون الإقامة شيء اسمه "إقامة حرة"، فهناك كفيل نفسه وفق القانون، وهذا يخضع لشروط معينة، لكن ان يأتيك وافد ويقنعك انه يحمل "إقامة حرة" يشتغل فيها في اي مكان فهذا تمرد على هيبة الدولة، ويجب ايضا الإبلاغ عنه! الأمر الآخر ليس هناك رخصة لمكاتب تقوم بتشغيل العمالة بالساعة، وتتقاضى أجورا مرتفعة فكلهم عمال منازل هاربون، اومخالفون لقانون الإقامة، ممن انتهت إقاماتهم، وتمردوا على القانون، ولا تزال هناك مكاتب وهمية تشغلهم بمقابل مادي كبير، وكلهم مخالفون لقانون الإقامة، ولا أحد يبلغ عنهم، إلا إذا اختلف معهم، أو مع المكتب، أو حصلت سرقة، أو جريمة مثل حادثة العارضية التي أدمت قلوب الكويتيين وراحت ضحيتها عائلة كاملة انقطع نسلها بسبب عمالة سائبة!
ما يجعل المواطن المخلص يبكي قهرا حين يرى أسواق الحرامية شغال فيها البيع والمشترى على عين الحكومة، وكلهم مخالفون لقانون الإقامة ولا أحد يعترض سبيلهم، والحجة أن سجون الإبعاد ممتلئة، والحل سهل جدا بإلزام الجمعيات التعاونية بتأجير طائرات الإبعاد، ومن ثم تقتطع ما دفعته من أرباح المساهمين، أو أن كل مبعد يعمل لصالح الدولة حتى يوفر قيمة التذكرة، كزراعة المحميات، أو الأحراش، أو أعمال النظافة، أو تنظيف البر، كما يعمل أصحاب المطاعم مع من يأكل ولا يدفع فيلزمونه بغسل الأطباق، فالمهم أن الحلول كثيرة إذا خلصت النية، وأصبح الهم فرض هيبة الدولة.
الأمر الذي يلفت النظر أن كل عامل وافد يقرر وينفذ بنفسه ما يريد من دون حسيب ولا رقيب، مثل عامل المنزل الذي يهرب، او الآخرين الذين يعلنون عن انفسهم في المواقع الالكترونية يقومون بأعمال خاصة جدا، نترفع عن ذكرها، ولكنهم يعلنون عنها من دون خوف ولا حياء، واخيرا ممتهني التسول الذين انتشروا انتشار النار في الهشيم في كل مكان في الكويت، وليس هناك جهة تكافحهم فكل وافد يفعل ما يحلو له!
هذا طبعا خلاف معارك الشوارع بمخالفات قانون المرور، وركن السيارات في كل ما هو ممنوع، هذا ان لم يقفل الطريق على سيارتك، او بيتك، ويتركك تغلي من الغيظ ليأتيك بعد ساعة يبتسم بدم بارد!
نحن لا نطالب بالمستحيل، نطالب بتطبيق القانون وإعادة هيبة الدولة، فقد وصلنا إلى مرحلة الفلتان الأمني، فعلى سبيل المثال وافد يتسكع في المناطق بعد منتصف الليل، وهو يفترض فيه أن ينام باكرا ليصحو باكرا لممارسة مهنته إذا كانت لديه مهنة شريفة، فهذا الوافد لا يجد من يسأله أين وجهته؟
ومجموعة كبيرة من العمال تتجمع في أماكن أصبحت معروفة للجميع في كل المناطق بانتظار من يستعين بهم باليومية على عينك يا تاجر، ولا يجدون من يسألهم: أين الكفيل؟ هل يكفي أن نسمي هؤلاء عمالة سائبة...زين؟

[email protected]
آخر الأخبار