إلغاء زيارة نتانياهو إلى الإمارات وسط حديث عن "فتور" في العلاقات

أبوظبي، واشنطن، عواصم - وكالات: ألغيت زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو التي كانت مقررة إلى الإمارات في يناير الماضي، ولكن على ما يبدو ليس بسبب "استعدادات لوجستية"، مثلما أعلن مسؤولون حينها، بل بسبب الخشية من تصريحات تثير حفيظة إيران، على ما نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين، ولكن محللين تحدث إليهم موقع الحرة استبعدوا هذا السبب وتحدثوا عن عشرات غيره.
وقال ثلاثة مسؤولين إسرائيليين لموقع "أكسيوس" إنه تم تأجيل زيارة نتانياهو إلى الإمارات في أوائل يناير بسبب مخاوف إماراتية من أنها ستسبب توترات إقليمية مع إيران"، فيما لفت الموقع إلى أن "التفاصيل الجديدة حول إلغاء الرحلة تتعارض جزئيا مع ما قاله المسؤولون للصحافيين في ذلك الوقت، كما تسلط الضوء على الاختلاف بين البلدين فيما يتعلق بموقفهما تجاه إيران".
وتعليقا على إلغاء الزيارة، استبعد المحلل الإماراتي عبد الخالق عبد الله أن يكون القرار بسبب الخشية من إيران أو من تصريحات كان يمكن أن يدلي بها نتانياهو خلال زيارته، موضحا لموقع "الحرة" الأميركي أن هناك عشرات الأسباب تؤشر إلى أن الإمارات لا تود استقبال نتانياهو حاليا، تتعلق بطبيعة الحكومة الإسرائيلية الحالية الغارقة في عنصريتها وفي يمينيتها، وانتهاء بأخبار تفيد أن إسرائيل ربما ستقدم على هجوم عسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية"، وقال إن "هناك أسبابا أخرى ربما من بينها أن حكومة نتانياهو قد لا تستمر طويلا بحكم الخلافات والتوترات بين أعضائها، وفي تقديري الإمارات ودول أخرى لا تود أن تستقبل نتانياهو حاليا".
من جانبهم، قال المسؤولون الثلاثة الذين شاركوا بشكل مباشر في التخطيط للرحلة لـ"أكسيوس"، إن "الإماراتيين أرادوا أن تركز الزيارة على الاحتفال باتفاقات إبراهيم والعلاقات الثنائية، ونتانياهو أراد استخدام الزيارة لتوجيه رسالة علنية لإيران"، مضيفين أن الإماراتيين كانوا قلقين من أن يدلي نتانياهو بتصريحات علنية ضد إيران أثناء تواجده على أراضيهم، وهم لا يريدون أن تزيد الزيارة من التوترات مع إيران وقرروا تأجيلها.
وفي رأي مغاير لعبد الله، رجح المحلل الإسرائيلي إيلي نيسان أن يكون سبب إلغاء الزيارة الخشية من توتير العلاقات مع إيران، قائلا لموقع "الحرة" إنه "تم تأجيل زيارة كانت مقررة في الماضي (لنتانياهو)، بسبب التوتر الذي حصل حينها في المنطقة، ولذلك الإمارات لم ترغب بزيارة رئيس الوزراء وتم تأجيلها إلى أجل غير مسمى".
وأضاف "اليوم بعد أن خطط رئيس الوزراء مرة ثانية للزيارة، ظهرت شائعات بأن الإمارات طلبت من نتانياهو إرجاءها لموعد آخر، خشية أن يؤدي الأمر إلى المزيد من التوترات بين الإمارات وإيران، ولذلك في الوقت الحاضر تم إرجاء الزيارة، ولم يتم تحديد موعد آخر"، مشيرا لوجود "قضايا أخرى، مثل القضية الفلسطينية وما حدث في الضفة الغربية في الآونة الأخيرة، ومن تقديم الإمارات شكوى إلى مجلس الأمن، وهناك أسباب أخرى لعدم زيارة رئيس الوزراء".
وعن خشية الإمارات من تصريحات ضد إيران قد يدلي بها نتانياهو، قال عبد الله إن "نتانياهو لا يحتاج أن يأتي إلى الإمارات لكي يوجه رسالة علنية أو تصريح لإيران، فهو يتوعد ليلا ونهارا ويهدد إيران والعكس صحيح (...) وبالتالي أعتقد أن هذا ليس بالضرورة السبب الذي دفع الإمارات إلى اتخاذ قرار مرتين، وليس مرة واحدة، بعدم استقبال نتانياهو".
ويشير أكسيوس إلى أن "هذه المرة الخامسة التي يتم فيها إلغاء أو تأجيل رحلة رسمية لنتانياهو إلى الإمارات. وكان من المقرر أن يسافر إليها في المرة الأخيرة التي كان فيها رئيسا للوزراء (2020) للاحتفال باتفاقات إبراهيم، لكن تم إلغاء تلك الرحلات أيضا".
وعن انعكاسات إلغاء الزيارة على العلاقات الوليدة بين الدولتين، قال عبد الله إن "الإمارات مستمرة في قرارها الستراتيجي للتطبيع مع إسرائيل، كائنا من كان رئيس الوزراء".