إلى متى وأنت خائنة يا "حماس"؟

حمد سالم المري

عندما كنت انتقد جماعة الإخوان المفلسين، ومنهم حزب "حماس"، وأعريهم كونهم جماعة تتخذ الدين عباءة، كان هناك من يتهمني بتفرقة المسلمين، بل وصل الأمر ببعضهم إلى شتمي رغم أنهم يشاهدون ويسمعون ما تفعله جماعة الإخوان ومنهم حماس من أمور جلبت الدمار للدول العربية وشعوبها.
ها هي "حماس" أحد أجنحة جماعة الإخوان، تعلن بكل وقاحة خيانتها لأهل السنة وللعرب، بنشر بيان تنعى فيه قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني وأبو مهدي المهندس نائب قائد الحشد الشعبي العراقي اللذين لقيا حتفهما في غارة جوية أميركية، نفذتها طائرة من غير طيار، وهما يهمان بالخروج من مطار بغداد فجر يوم الجمعة 3 يناير 2020.
ولم تكتف "حماس" بنشر بيان النعي بل أقامت خيمة عزاء في غزة بحضور قادتها الذين أخذوا يتباكون على موت سليماني والمهندس مصرحين بأن مقتلهما خسارة للمقاومة الفلسطينية، هذا الأمر ليس بغريب على "حماس" فقد نشرت في تاريخ 13 فبراير 2008 بيانا نعت فيه عماد مغنية الذي اغتيل في عملية تفجير وهو خارج من أحد مقارحزب الله في سورية.
وكما نعلم فإن عماد مغنية، هو أحد قادة حزب الله اللبناني الذراع العسكرية الإيرانية في المنطقة، متورط في عمليات خطف الطائرات الكويتية وتفجيرات المقاهي في دولتنا الحبيبة الكويت في ثمانينات القرن الماضي كما أنه متورط في قتل الكثير من أبناء الشعب السوري من أهل السنة بهدف تثبيت وترسيخ النفوذ الإيراني بطلب من حزب الله.
أما المسمى بـ"أبو مهدي المهندس" واسمه الحقيقي، جمال جعفر محمد آل إبراهيم نائب ميليشيا الحشد الشعبي الذراع العسكرية الإيرانية في العراق، فهو متورط في محاولة اغتيال الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، رحمه الله، واستهداف السفارتين الفرنسية والأميركية في الكويت وخطف طائرة كاظمة، وحكم عليه بالإعدام في المحاكم الكويتية في منتصف الثمانينات من القرن الماضي، ولكنه هرب إلى طهران،كما أنه متورط في قتل الكثير من أبناء الشعب السوري من الطائفة السنية وله فيديو مع بعض عناصر الحشد الشعبي الذي سأله عن استمرار العمليات العسكرية للحشد فرد عليه وسط ضحكات عناصر الحشد بقوله "والله مستمرين حتى الرياض" ويستكمل بقوله " نروح للقمة لأننا ما اشتركنا فيها " ويقصد بذلك القمة الخليجية، ومن ثم يكمل كلامه بقوله " نروح للرياض أو جدة ومعنا إن شاء الله أنصار الله الحوثي".
لكن حماس ترى أن هذين المجرمين أبطال يستحقان النعي في خيانة مفضوحة لكل شبر من الأراضي العربية التي دمراها، ولكل نقطة دم عربية ومسلمة سفكاها، لأن حماس خارجة من رحم جماعة الخيانة، معجونة في لحمهم ومتمركزة في عقولهم، ومتشربة في قلوبهم، ولا ننسى خيانتهم لنا في الكويت ودول الخليج العربية، عندما وقفوا مع صدام حسين أثناء احتلاله لدولة الكويت، وتيسير المظاهرات المؤيدة للاحتلال العراقي، كما لا ننسى المظاهرات التي سيروها ضد المملكة العربية السعودية، وشتمها في وسائل الإعلام المختلفة إبان ما يسمى بالربيع العربي.
فهل سيستيقظ المغفلون المتعاطفون مع جماعة الإخوان المفلسين ومع "حماس" بعد هذا البيان المشؤوم؟! اعتقد أنهم لن يصحوا وبخاصة اتباع هذه الجماعة في دول الخليج العربية؛ لأن عقولهم مقفلة بقفل الحزبية البغيضة، وسيحاولون تبرير ما تقوم به "حماس" من ارتماء فاضح في أحضان الفرس المجوس.