إلى معالي الوزراء المحترمين

محمد الفوزان

مطالبة الحكومة بتشريع يتعلق بإسقاط القروض عن المواطنين مخالفة دستورية، وأمر يخل بمبدأ العدالة والمساواة التي نص عليها الدستور.
كذلك لا شك أن زيادة رواتب الوزراء الأسبوع الماضي بهذه النسبة الكبيرة يخل كذلك بمبدأ العدالة والمساواة، وكان الأجدى أن تُقدم مصالح الشعب ومشاريع التنمية على أي شيء آخر.
عندما وصلتني هذه المعلومة استحضرت تاريخنا المضيء في سيرة ساداتنا قيادات الأمة العظام، والفرق الكبير بين سيرة الأولين والأخِرين، والفرق شاسع بين الماضي والحاضر.
لقد استحضرت سيرة  سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) عندما أراد تفقد الجيش في الشام، فركب راحلته متوجهاً إليها، وعندما وصل تخوم الشام، استراح في خيمة سيدنا أبوعبيدة قائد الجيش، ورحب به أجمل ترحيب، وكان وقت الغداء، فقيل له: "انأتي لك من طعام الجيش، أم من طعام قائد الجيش"؟
فقال: "هاتوا هذا وذاك".
فأتوا له بطعام الجيش فاذا هو لحم ومرق وثريد، فسأل: "أهذا طعام الجيش"؟
قالوا: "نعم يا أمير المؤمنين".
فقال: "هاتوا طعام قائد الجيش".
فجاؤوا له بكسرات من الخبز اليابس وقليل من اللبن.
هنا بكى سيدنا عمر وقال: "صدق من سماك أمين هذه الأمة".
كان سيدنا أبوعبيدة جنديّاً في جيش خالد بن الوليد، وهم يخوضون المعارك والفتوحات، فأرسل عمر بن الخطاب، وهو أمير المؤمنين، كتاباً يعزل فيه خالداً وعيّن أبا عبيدة قائداً للجيش ، فقال أبوعبيدة لخالد: "والله إنّي كرهت أن أكسر عليك حربك، وما سلطان الدنيا نريد، ولا للدنيا نعمل، وكلّنا في الله أخوة".
رضي الله عنهما وعن سائر الصحابة أجمعين.

إمام وخطيب
[email protected]