أبوظبي- سوزان ناصر:لا شيء عادياً على امتداد المكان، ولا لحظة مألوفة في انسياب الزمان... كل شيء هنا لا يمت بصلة إلى ما اعتدناه في سوابق تغطياتنا الصحافية ومتابعاتنا الميدانية، نحن معشر الإعلاميين والصحافيين...إنها "خلطة" إبداعية لا نظير لها، ابتكرتها إمارة أبوظبي؛ جوهرة تاج الإمارات العربية المتحدة، وعاصمة الدولة، التي تقيم معرضاً، هو الأول من نوعه، احتفاءً بمرور 50 عاماً على تأسيس الدولة الخليجية، التي اختارت، مبكراً، الانعتاق من قيود الجغرافيا، حتى باتت رقماً صعباً على خارطة العالم المتحضِّر.المعرض، الذي انطلق في 20 يناير الماضي ويستمر إلى 16 إبريل المقبل، تنظمه "مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون" بقيادة هدى إبراهيم الخميس مؤسِّسة المجموعة والمديرة الفنية لـ"مهرجان أبوظبي"، وقد اختار له منظموه اسماً ذا أهداف متعددة: "إمارات الرؤى 2... سَردٌ وَوَعد"، واحتضنت فعالياته "منارة السعديات".ويسلط المعرض الضوء على مبادئ الابتكار والإبداع والتعاون، التي ميزت مسيرة نشوء مشهد الفنون التشكيلية وتطوره في الدولة منذ تأسيسها، وصولاً إلى الوقت الراهن، واستشرافاً للمستقبل، مُجسِّداً المعنى الحقيقي لعنوانه البليغ "إمارات الرؤى 2": سردٌ لمنجزات 50 مضت، ووعد بازدهار 50 آتية.وعبر مجموعة متميزة من الأعمال الفنية المعروضة للمرة الأولى معاً، يشكل المعرض منصةً ثقافية إبداعية ترصد تاريخ الفنون التشكيلية في الإمارات ونموها على مدى نصف قرن من التطور والتحوّل. وتضم المجموعة أعمالاً لستين من فناني دولة الإمارات، بدءاً من مؤسسي المشهد الفني، وصولاً إلى جيل الفنانين الناشئين. ويستكشف المعرض، من خلال 100 عمل فني رئيسي، بينها 15 عملاً بتكليف خاص من "مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون"، أعمال فنانين إماراتيين ومقيمين في مجالات: الرسم والتصوير الفوتوغرافي والأعمال التركيبية ثلاثية الأبعاد والأعمال السمعية والمرئية.وإضافة إلى هذه الأعمال، ترسم القطع الفنية، من منجز حياة الفنانين، صورة مؤثرة للمشهد الفني الإماراتي ضمن أرشيف مصمم بعناية من كلمات الفنانين والتذكارات والمقابلات المسجلة والصور الفوتوغرافية، ليشكِّل المعرض مزيجاً من أصوات القيّمين الفنيين والعاملين في المجال الثقافي وأصحاب صالات العرض والفنانين معاً، وليتخطَّى صيغة المعارض التقليدية، فيرسم مشهداً فنياً لا يُضاهى، ويجسِّد روحية ماضي الإمارات وحاضرها بالسرد، ويُشكِّل مستقبلها بوعد الازدهار الدائم والتطور المستمر.وعلى مدى ثلاثة أشهر، تُنظَّمُ سلسلة من الندوات الحوارية وورش العمل وعروض الأداء، وغيرها من الأنشطة، التي تركز على الفنون التشكيلية في دولة الإمارات، وتتمحور حول ثيمة "إمارات الرؤى 2".
واقع الفن التشكيلي والنقد "السياسة" جالت في المعرض برفقة القيّمة الفنية مايا خليل،والتقت ثلاثة من المشاركين في المعرض (الفنان الكويتي المقيم في الإمارات طارق الغصين والإماراتي خليل عبدالواحد، و الإماراتية سارة الوهيبي) سلطوا الضوء على واقع الفن التشكيلي وغياب النقد في دول التعاون.من جهته، قال الفنان طارق الغصين: "جئت إلى الإمارات عام 1997 مدرّسًا بالجامعة الأميركية بالشارقة، وفي ذلك الوقت كان للتوّ توجد مدرسة للتصميم المعماري، درست فيها لمدة 15 سنة حقيقة... وعطفًا على مسألة التطور، فقد شهد بينالي الشارقة عام 2003، وكما رأيته تطورًا مذهلًا، مؤكدا أن النقد أصبح أكثر نشاطًا من السابق، وهذا ما نلمسه في الساحة اليوم.اما الفنان خليل عبدالواحد: "فقال من يكتب في النقد التشكيلي قليلون جدًّا، والساحة في أمسّ الحاجة إليهم من أجل تقوية الحراك الفني ومد جسور العلاقة بين الفنان والمتلقي ، مشيرا إلى أن للنقد تأثيرا كبيرا على التذوق الفني وتقريب الجمهور من عملية خلق الفنان، لأن النقد بمثابة الوساطة بين الجمهور".
وتتطرق عبد الواحد إلى الحراك الفني قائلا :" كان الحراك الفني موجودًا قبل الاتحاد، عن طريق مشاركات بعض الفنانين في المعارض، تلا ذلك سفر عدد من الفنانين إلى الخارج للدراسة.بدورها، تمنت الفنانة سارة الوهيبي أن تواكب حركة النقد الحراك التشكيلي المزدهر في الإمارات وبقية دول الخليج، وأن تشاهد كتابات عن هذا المجال الفني الفني العريض.

مايا الخليل تشرح عمل سارة الحداد

طارق الغصين

من المعرض

خليل عبدالواحد

الفنانون: سارة الوهيبي وطارق الغصين وخليل عبدالواحد

من أعمال الفنان محمد أحمد إبراهيم