منوعات
"إمبراطورية في حالة تراجع"... يتناول هيمنة أميركا بين الماضي والحاضر
الخميس 31 مارس 2022
5
السياسة
صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ضمن "سلسلة ترجمان" إمبراطورية في حالة تراجع: الولايات المتحدة الأميركية بين الماضي والحاضر والمستقبل، لفيكتور بولمر توماس، ترجمه إلى العربية توفيق سخان. ويعد الكتاب مسحا كبيرا ودراسة رصينة، يؤكد المؤلف خلاله أن الولايات المتحدة كانت إمبراطورية منذ إرهاصاتها الأولى، فقد عمدت إلى تأمين مجالها الحيوي من خلال الاستيلاء على أراضي السكان الأصليين وارتكاب جرائم الإبادة في حقهم قبل توجهها شرقًا وغربًا وجنوبًا لتبسط نفوذها وتدعم حضورها. ويرى أن ما يميز هذه الإمبراطورية هو إنشاؤها منظمات دولية ومؤسسات متعددة الجنسيات اخترقت نسيج المجتمعات وجعلت من النموذج الأميركي النموذج السائد على مستوى العالم.يستشرف الكتاب نهاية هذه الإمبراطورية انطلاقًا من مؤشرات موضوعية تشمل السياسة والاقتصاد والثقافة، حيث يعزو عوامل هذا التراجع إلى أسباب داخلية، تكمن أساسًا في انكماش الاقتصاد الأميركي، وحالة الإحباط العام التي تسود المجتمع الأميركي من جرّاء سياسة اجتماعية مجحفة، وتداعي الأساطير أو العقائد التي قامت عليها الإمبراطورية الأميركية.يتألف الكتاب من 672 صفحة من القطع المتوسط،و ثلاثة أقسام، في القسم الأول، يتعرض المؤلف لبداية فكرة أميركا وتدرّجها من مستعمرات ثلاث عشرة إلى كيان توسعي ضم جميع الأراضي بعد أن اقتُلع أصحابها، لينتهي بهم المطاف في الأخير إما في محميات أو مستعمرات وإما في كيانات تحت الوصاية الأميركية. ويضع الحكاية في سياقها التاريخي، إذ يكشف تاليًا عن وجه الإمبراطورية البشع، وينبري عبر تقابلات بين الخطاب والممارسة إلى تفكيك مجموعة من الأساطير التي شكّلت الرواية الرسمية الأميركية.في القسم الثاني، يعرض المؤلف الوجهَ الآخر من الإمبراطورية الذي ميّزها من جميع الإمبراطوريات الحديثة؛ وهو إنشاء منظمات دولية ومؤسسات متعددة الجنسيات اخترقت نسيج المجتمعات وجعلت من النموذج الأميركي السائد على مستوى العالم. في القسم الثالث، يعرض المؤلف لأطروحته المركزية، وهي تراجع الإمبراطورية الأميركية.