إن غداً لناظره قريب

محمد خلف

"نحمد الله، جت على ما تمنت أغلبية الشعب"، قالها المعاق، واضاف: "شي مفرح السقوط المدوي لمن يسمون الانبطاحيين في هذه الانتخابات، وهي رسالة من الناخبين تعبر عن الغضب الشعبي لأولئك غير الراضين عن اداء مجلس الأمة السابق؛ وان غدا لناظره قريب، وعقبال البكاري، قصدي المسؤولين اللي اكثر من الهم على القلب، ويارب تكون هذي فاتحة خير العهد الجديد؛ لان بصراحة كسر حاجز الخوف من المجهول لدى الناخبين، والله يوحد كلمة الشعب في ظل وجود "أبونا نواف العز" وولي عهده الأمين، اللهم آمين".
الرجل: "الله يا حلو الفرحة بعيون اهل الكويت بإنجازهم التاريخي، ويارب تكمل فرحتهم بتطهير البلد من كل مفسد وان غدا لناظره قريب".
الشاب: "الا ما تقولي وش سالفة ان غدا لناظره قريب"، اللي الربع ادوخونا فيها"؟
الخبير: "متهيألي يابو الشباب انها بتقرب من بعيد لغد ننسى فلا نأسى على ماض تولى"!
الشايب: "انت وش تقول أيها الخبير، لا تخربط معلومات ابو الشباب؟ ان غدا لناظره قريب يابوك خبرها عندي، وانا خال هندي، بس الاول خلني اقول منهو قائلها، ومعناها ومن ثم أقص لكم قصتها باختصار. المقولة يا محفوظين السلامة قالها النعمان بن المنذر، وهي تعني ان تحقيق الأماني ليس مستحيلا"!
واضاف: "اما القصة يقولون بيوم من الايام طلع النعمان للقنص وضيع دربه بعجه، ورماه الحظ على رجل فقير من قبيلة طَي ينقال له حنظلة اللي رحب فيه وقال: يا مرة سوي لنا عشاء، أبشر يابن العم، وماهي الا دقايق والا العشاء جاهز تعشى الضيف ونام... ويوم اصبح قال الضيف: ما عندك ثوب "دلالة تعريف" ألبسه؟ وعقب ما لبسه وركب حصانه قال: يا ابا طَي انا الملك النعمان، وأي شي تحتاجه انا بالخدمة!
مرت الايام وصاب حنظلة الفقر العرعري، فتذكرت حرمته عرض النعمان، ثم قالت: قم يا مال الغنيمة رح للملك النعمان.
ما كذب خبر وطار على جناح السرعة لمضارب بني النعمان، وعندما وصل كان النعمان حرارته فل من الزعل، وعقب ما عرفه قال النعمان: أفلا جئت في يوم غير هذا؟ هذا يوم بؤس لو جاء ولدي قطعت رأسه، ومدامك جيت اطلب ما تتمنى لأنك مقتول مقتول، فقال حنظلة: يا بعدي وانا وش عرفني بهذا اليوم الأغبر؟ تدري شلون خلني أروح لاهلي أودعهم وأعطيهم "يوزر الايباد"، لا عادت من جيه!
فقال النعمان: من يكفلك؟ فكفله واحد ينقال له قرد بن اجدع، وعندها امر له بخمسمئة ناقة، وبعد مرور عام أراد النعمان ان يقتص من الكفيل بعد ان كتفه! فقال له وزراؤه: حلمك يا طويل العمر، خلنا نشوف اللي جاي جنه زول حنظلة؟
فانتظر النعمان، وقال ان غدا لناظره قريب، واذ هو المقرود فاندهش الجميع، أيعود ليقتل؟
فقال له النعمان: وش اللي جابك لا هلا بك؟
فقال: ديني!
فقال النعمان: وما هو دينك؟
قال حنظلة: النصرانية "نحمد الله على نعمة الاسلام"، وعرضها على النعمان فلما استحسنها النعمان تنصر هو وجميع أهل الحيرة، وعفى عن أبي طي وقرد بن أجدع".
المتمولس: قال احد الحكماء لشاب طائش هل أدلك على طريق للخير؟ أجاب الشاب: يرحم أمك قول وخلصني! قال الحكيم: عطني خمسين دينارا سلف"! وفي هذه الاثناء رفع على مسامعنا الشيخ زغلول اذان الظهر.

كاتب كويتي
@Aloooyaomm
‏[email protected]