الثلاثاء 01 أكتوبر 2024
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

إنَّ الذَّلِيلَ مَنْ أذلَّ لِسَانَه

Time
السبت 29 يوليو 2023
View
9
السياسة
د. خالد عايد الجنفاوي

تقول العرب: "إنَّ الذَّلِيلَ مَنْ ذَلَّ في سُلْطانِهِ"، وهو مثل يضرب لمن ضعف في موضع قوته، عندما يفترض به ألاّ يكون ضعيفًا.
لكنني أعتقد أنّ الذلّ الحقيقي في عالم اليوم يتمثل في إذلال المرء لسانه، وجعله أداة تجلب له التحقير والنظرات الدونية، والذلّ على أيادي الآخرين.
ومن بعض مظاهر إذلال النفس عن طريق اللسان، نذكر ما يلي:
- التّطبيل: يشير التطبيل في سياق إذلال الانسان نفسه بلسانه الى المدح المفرط للآخرين، بهدف الحصول على رضاهم، أو قبولهم، سواءً كانوا أفرادًا عاديين أو متنفذين، وحيث لا يذلّ الانسان كريم النفس ذاته من أجل الحصول على رضا، أو قبول، أشخاص يتساوى معهم في الحقوق والواجبات والمسؤوليات.
- التَقْلِيل مِنْ شَأْن الذَّات بزعم التواضع: يوجد فرق بين التواضع الحقيقي وبين التقليل من شأن الذّات عبر النطق بكلمات تقلّل من قيمة الانسان لدى نفسه.
فالشخص المتواضع لا يتكبّر أو يتعاظم على الناس، لكنه في الوقت نفسه يرى نفسه مساويًا لهم في سماته الإنسانية الأساسية.
- مدح من تمقت بزعم اللباقة الاجتماعية: اللباقة الاجتماعية المعتدلة والايجابية لا يجب أن تتحوّل كذبا بواحا مستمرا بزعم الحفاظ على علاقات جيدة مع الآخرين، فلا يجب أن يشعر الفرد أنه مضطر لمدح من يمقت، فصمته في هذا السياق أفضل من قوله الكذب في حق نفسه!
- كلمـــــات إذلال النفس إذا خرجت من اللسان لا يمكن نسيانها: الأريب العاقـــل الحريص على عـــــــدم إذلال نفسه بلسانه يحذر كل الحذر تجاه ما يمكـــــن أن ينطق به عن نفسه، أثنــــــاء تعامله مع الآخرين، فيمتنـــــع في كل الأوقات عن إطلاق كلمات تمـــسّ كرامته، أو تقلّل من شأنه، أو تكشف ضعفه أمام الناس، فإذا خرجت الكلمة المذلّة من اللسان لا يمكن مسحها من أسماع وعقول الآخرين.
- الامتناع عن قول المجاملات الكاذبة: المرادفات الحقيقية لعبارة "المجاملات الكاذبة" هي التملّق، والكذب الاجتماعي، وعدم الصدق في القول، والتزلّف والرياء، وكثرة استعمال المجاملات المبالغة في بيئة اجتماعية معينة يدل على زيفها وكثرة التصنّع والنفاق فيها.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi
آخر الأخبار