إيران أنفقت 50 مليار دولار على الحرب في سورية وتستعيدها كديون

قتلى وجرحى في اشتباكات مع خلايا "داعش" على حدود العراق... والنيران تشتعل في مخيم "الهول"

دمشق، طهران، عواصم - وكالات: كشفت وثيقة حكومية مصنفة "سرية" صادرة عن الرئاسة الإيرانية، أن طهران أنفقت 50 مليار دولار على الحرب في سورية، وتعتبرها ديونا تريد استعادتها على شكل استثمارات ونقل للفوسفات والنفط والموارد الأخرى من سورية إلى إيران.
وتفيد الوثيقة التي حصلت عليها مجموعة "ثورة لإسقاط النظام" المعارضة من خلال اختراق موقع الرئاسة الإيرانية، بأن الميزانية التي أنفقتها إيران خلال الحرب السورية على مدى 10 سنوات تجاوزت 50 مليار دولار، لكن الاتفاقيات التي تم إبرامها مع سورية لاستعادة هذه الأموال لا تتجاوز 18 مليار دولار.
وتحتوي الوثيقة على تقرير مجدول بعنوان "تحديد التزام إيران الاستثماري في سورية وسداد الديون"، أعده النائب الأول للرئيس الإيراني لشؤون التنسيق الاقتصادي والبنية التحتية في فبراير الماضي، وجاء فيه أن مطالبات إيران من سورية لاستحصال ديونها تنقسم إلى فئتين، مطالبات عسكرية ومطالبات مدنية.
وفي قسم المطالبات المدنية، جاء أنه خلال الحرب التي دامت 10 سنوات في سورية، بالإضافة إلى صادرات النفط، دفعت إيران خطوط ائتمان ومدفوعات أخرى لدمشق، كما جاء أنه إلى جانب النفط، دفعت طهران أموالاً نقدية لحكومة الرئيس بشار الأسد، وتذكر الوثيقة أنه نتيجة للاتفاقية التي وقعها وزير الاقتصاد والتجارة السوري مع وزير الطرق والتنمية العمرانية الإيراني السابق في سبتمبر 2022، فمن المفترض أنه خلال جدول زمني مدته 50 عاماً، ينبغي سداد نحو 18 مليار دولار لإيران، وتنص الوثيقة على أن قاعدة خاتم الأنبياء، الذراع الاقتصادية للحرس الثوري الايراني، من المفترض أن تستمر في استحصال المطالبات الاقتصادية من سورية.
وفيما يضيف التقرير أن المطالبات العسكرية، بالإضافة إلى العديد من التحفظات من جانب الحكومة السورية، لم تستكمل بعد من قبل المؤسسات الداخلية الإيرانية ولا يمكن ذكر رقم محدد، لم تعلق إيران على تسريب الوثيقة التي جاءت ضمن اختراقات متكررة من قبل مجموعات قرصنة للمواقع الحكومية، لكن معظم المشاريع والاتفاقيات المطروحة تم ذكرها في وسائل الإعلام الإيرانية خلال السنوات الماضية عند تغطية الاتفاقيات المبرمة بين الحكومتين الإيرانية السورية سواءً في دمشق أو طهران.
في غضون ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بسقوط قتلى وجرحى في اشتباكات مسلحة عنيفة بين قوات النظام وخلايا "داعش" في منطقة البوكمال الحدودية مع العراق، قائلا إن قوات النظام شنت حملة أمنية ضمن مناطق سيطرتها في بادية ريف دير الزور الشرقي، بعد ثلاثة أيام من مقتل 10 وجرح ستة من قوات النظام، بهجوم عنيف ومباغت لعناصر "داعش" على حواجز وآليات تابعة لقوات النظام ضمن بلدة معدان عتيق بريف محافظة الرقة الشرقي، مضيفا أن حصيلة القتلى خلال العمليات العسكرية ضمن البادية السورية بلغت 379 قتيلا منذ مطلع العام الجاري .
على صعيد آخر، اشتعلت نيران في مخيم "الهول" الذي يضم عائلات عناصر "داعش" في شمال شرق سورية، ما تسبب بأضرار مادية دون سقوط ضحايا، وقالت مديرة المخيم جيهان حنان إن النيران اشتعلت في مرافق المخيم متسببة بحرق عشر خيم وبلغت مركزا يتبع لمنظمة تشرف على رعاية الأطفال، مضيفة أن حاوية كانت تستخدمها المنظمة احترقت أيضا، مشيرة إلى أن سبب الحريق الذي اشتعل ليل أول من أمس لا يزال مجهولا، وذكرت أن فرقة الشرطة الكردية المحلية "الأسايش" جلبت شاحنات مياه من خارج المخيم لإطفاء الحريق.
من جهة أخرى، أعلنت الاستخبارات التركية القبض على ثلاثة عناصر من تنظيم "داعش" خلال تخطيطهم لتنفيذ عملية شمال سورية، وذكرت وكالة "الأناضول" التركية للأنباء أن قوات في الجيش الوطني السوري الموالي لأنقرة، قامت بالعملية ودعمتها الاستخبارات التركية ضد "داعش" في منطقة عملية نبع السلام.