إيران تحيي ذكرى انتفاضة مهسا بقانون للحجاب "شديد القسوة"

إعدام 11 من البلوش في زاهدان وسيستان

طهران، عواصم - وكالات: تدرس السلطات الإيرانية فرض قانون جديد "شديد القسوة" ضد النساء اللواتي ينتهكن قواعد الحجاب الإلزامي، حسبما ذكرت شبكة "سي إن إن" الأميركية الإخبارية، موضحة أن مشروع القانون المكون من 70 مادة يركز على مجموعة من المقترحات، بما في ذلك عقوبات سجن أطول بكثير للنساء اللواتي يرفضن ارتداء الحجاب، بالإضافة إلى عقوبات جديدة صارمة للمشاهير والشركات التي تنتهك القواعد واستخدام الذكاء الاصطناعي لتحديد النساء المخالفات لقواعد اللباس.
ويأتي ذلك قبل أسابيع من الذكرى السنوية الأولى للانتفاضة الشعبية التي أشعلتها وفاة الشابة المنحدرة من أصول كردية مهسا أميني، 22 عاما، بعد أيام على احتجازها لدى شرطة الأخلاق بسبب انتهاكها لقواعد اللبس الصارمة، ويرى محللون أن مشروع القانون، الذي لم يتم إقراره بعد، كان بمثابة تحذير للإيرانيين من أن النظام لن يتراجع عن موقفه من الحجاب، على الرغم من التظاهرات الشعبية التي هزت البلاد العام الماضي.
وفيما ذكرت وكالة أنباء "مهر" شبه الرسمية أنه من المقرر تقديم القانون إلى مجلس المحافظين، الأحد، قبل التصويت عليه من البرلمان في الشهرين المقبلين، نقلت "سي إن إن" عن مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمركز أبحاث "تشاتام هاوس" في لندن سانام وكيل، إن القانون بمثابة رد واضح على الاحتجاجات التي حدثت في سبتمبر الخريف الماضي، مضيفة أن السلطات الإيرانية كانت تحاول إعادة تأكيد سلطة الحجاب والمتطلبات المتوقعة من المرأة.
ويعيد مشروع القانون الجديد تصنيف عدم ارتداء الحجاب كجريمة أشد، يعاقب عليها بالسجن من خمس إلى عشر سنوات، بالإضافة إلى غرامة تصل إلى 360 مليون ريال إيراني، بينما كانت إيران تعتبر في السابق المادة 368 من قانون العقوبات بمثابة قانون الحجاب، والتي تنص على أن من يخالف قواعد اللباس يواجهون عقوبة بالسجن تتراوح بين 10 أيام إلى شهرين أو غرامة تتراوح بين 50 ألفا إلى 500 ألف ريال إيراني.
في غضون ذلك، كشفت منظمة حقوق الإنسان في إيران أن طهران اعدمت 11 شخصا من أبناء أقلية البلوش بتهم المخدرات في غضون 48 ساعة، قائلة إن تسعة إيرانيين من البلوش واثنين من البلوش من أفغانستان المجاورة أُعدموا بين صباح الأحد وصباح الثلاثاء الماضيين، مضيفة أنها وثقت 61 عملية إعدام في أنحاء إيران في يوليو في وقت تكثف طهران إصدار هذه العقوبة مع تنفيذ 423 عملية إعدام هذا العام.
وقالت إنه بينما تمثل أقلية البلوش وأفرادها من المسلمين السنة، 2 إلى 6 بالمئة فقط من عدد السكان، فقد شملتهم ثلث عمليات الإعدام في 2022، موضحة أن ثمانية رجال من البلوش أُعدموا بتهم مرتبطة بالمخدرات في سجن زاهدان عاصمة محافظة سيستان بلوشستان بين 30 يوليو والأول من أغسطس الجاري، وأعدم رجل آخر من البلوش بتهم مماثلة في 31 يوليو في سجن في مدينة بيرجند بمحافظة خورسان، وأعدم محمد أرباب (30 عاما) وأسد الله أميني (32 عاما) من البلوش الأفغان، سرّا في سيستان بلوشستان في 30 و31 يوليو.