إيران تستبعد حرباً مع أميركا وتبيع نفطها في "السوق الرمادية"

طهران، عواصم - وكالات: استبعد قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، شن واشنطن حربا على بلاده، قائلا في مقطع فيديو نشره في حسابه على "تويتر"، إن وكالة الاستخبارات الأمريكية (سي آي ايه) أبلغت الرئيس دونالد ترامب بضرورة عدم الاشتباك مع إيران حتى لو كان اشتباكا جزئيا.
وتابع قائلا: "لذا علينا أن لا نضخم قوة العدو دون معرفة حقيقة قدراته.. العدو يتحدث عن ضرورة عدم الدخول في اشتباك مع إيران في الظروف الراهنة".
وأضاف "يقولون إن أي اشتباك يمكن أن يتحول إلى حرب لا تعرف نهايتها، وستهدد مصالح الولايات المتحدة.. هذا ما يقوله العدو وهي معلومات مؤكدة وليست استنتاجات".
في غضون ذلك، أفادت وسائل إعلام إيرانية أن الريال الإيراني تراجع بشدة أمام الدولار الأميركي ليبلغ سعر العملة عتبة 150 ألف ريال إيراني لكل دولار أميركي، وذلك بعد يومين من
الأنباء التي تحدثت عن نية الإدارة الأميركية تشديد العقوبات على إيران لتشمل حظر التعامل بالدولار وحظر صادرات البتروكيماويات.
وذكرت وكالة " تسنيم" المقربة من "الحرس الثوري" أمس، أن الدولار تم تداوله في مكاتب الصرافة في البنوك بقيمة 140 ألفا و700 ريال، فيما ذكرت مواقع اقتصادية وحسابات عبر مواقع التواصل أن الدولار بلغ في سوق الصرافة 150 ألف ريال إيراني.
من جانبه، أعلن نائب الرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري، أن إيران تتجه نحو نظام الحصص بتوزيع الكوبونات الغذائية، وذلك جراء العقوبات وتدهور الوضع الاقتصادي.
وقال إنه "قد يتم تقنين بعض السلع وتوزيع بعضها الآخر من خلال قسائم أو كوبونات"، معتبرا أنه بموجب العقوبات الأميركية الجديدة يصبح دور الحكومة أكثر أهمية. وأضاف أن "بعض الخبراء الاقتصاديين والشركات يعارضون إصدار قسائم البضائع بحجة أنها ستؤدي إلى مزيد من التدخل الحكومي في أسواق البلاد"، موضحا أن "الخبراء يعتقدون أنه في وضعنا الصعب الحالي، فإن تقنين السلع ليس عقلانيا فحسب، بل من الضروري أن تكون المنافسة أكثر انفتاحًا"، ومشيرا إلى "أنهم يعتقدون أيضًا أنه بدلاً من تقنين السلع، يجب إلغاء الإعانات الحكومية غير المباشرة وإلغاء الدعم المباشر".
بدوره، أكد رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني إن "التصريحات المجاوزة للمنطق التي يطلقها المسؤولون الأميركيون ليس لها نهاية، ويبدو أنهم منهمكون في عمليات نفسية بدلا من ممارسة السياسة".
وأضاف أن "الكثير من الدول متورطة اليوم في قضايا كالاستقلال السياسي والاقتصادي، الأمر الذي جعل الولايات المتحدة تتجرأ أكثر من أي وقت مضى على هذه الدول".
من جهته، أعلن نائب وزير النفط أمير حسين زماني نيا، أن إيران تستخدم كل الإمكانيات الموجودة لبيع نفطها في "السوق الرمادية"، زاعما أن "هذا ليس تهريبا. إنما مواجهة للعقوبات التي نعتبرها غير شرعية".
إلى ذلك، أعربت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، ووزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا عن قلقهم إزاء قرار الولايات المتحدة تقييد الإعفاءات المتعلقة بالاتفاق النووي مع إيران، على الرغم من تمديد باقي الإعفاءات، قائلين في بيان مشترك "إنهم تلقوا القرار بقلق".
وكتبوا "رفع العقوبات المتعلقة بالبرنامج النووي هو جزء أساسي من الاتفاق الإيراني، ويهدف إلى إحداث تأثير إيجابي ليس فقط على العلاقات التجارية والاقتصادية مع إيران، ولكن الأهم من ذلك على حياة الشعب الإيراني".
من جانبه، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، أن أي تهديدات أميركية بفرض عقوبات، لن تؤدي إلى وقف التعاون الروسي مع إيران في مجال الطاقة النووية.