إيران تستعيد ديبلوماسيها الإرهابي أسدي مقابل إطلاق عامل إغاثة بلجيكي

طهران، بروكسل، عواصم - وكالات: بعد إطلاق سراحه من قبل بلجيكا في صفقة تبادل نفذت برعاية عمانية أول من أمس، حط الديبلوماسي الإيراني أسد الله أسدي في طهران، وبث التلفزيون الرسمي الصور الأولى لأسدي الذي حكم عليه في بروكسل بالسجن لمدة 20 سنة بتهمة الإرهاب، حيث ظهر الديبلوماسي مبتسماً وحاملاً باقة من الورود محاطاً بمجموعة من المسؤولين الإيرانيين، بينهم المتحدث باسم الحكومة علي بهادري جهرمي ورئيس لجنة حقوق الإنسان في السلطة القضائية كاظم غريب آبادي.
من جانبه، رحب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهان والمتحدث باسم الوزارة ناصر كنعاني بالعودة، معتبرين أن أسدي كان في الأسر لسنوات، وبينما أعرب عبداللهيان أعرب عن شكره لسلطنة عمان، اعتبر كنعاني أن أسدي كان رهينة منذ 2018، مضيفا أنه تم الكشف عن سيناريو الكذبة الكبيرة الأميركي الإسرائيلي بهدف تعكير العلاقات بين أوروبا وطهران.
في المقابل، أفرجت إيران عن عامل الإغاثة البلجيكي أوليفييه فانديكاستيل، الذي أمضى 455 يوماً في السجن، بعد حُكم عليه بالسجن 40 عاما بتهمة التجسّس، وظهر أوليفيه على درج الطائرة التي أقلته إلى بلجيكا هزيلا، أما أسدي فحُكم عليه في 2021 بالسجن 20 عاماً بعد إدانته بمحاولات اغتيال إرهابية، وبتهمة التخطيط لاستهداف اجتماع للمعارضة الإيرانية في فرنسا عام 2018.
وغرد رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو بصورة لفانديكاستيل داخل
طائرة وكتب "حر أخيرا، لقد أصبح معنا أخيرا"، وأكدت وزارة الخارجية البلجيكية رسميا العملية، إلا أنها لم تصفها علنا بعملية تبادل للسجناء، وأشارت بدلا
من ذلك إلى تطبيق مادة خاصة من الدستور، فيما وصف المعلقون العملية بأنها تبادل للسجناء، وكتبت وزيرة الخارجية البلجيكية حجة لحبيب على "تويتر"
قائلة إن الإفراج عن فانديكاستيل جاء بعد "15 شهرا من الديبلوماسية المكثفة والسرية".
من جانبه، وجَّه ملك بلجيكا لويس فيليب ليوبولد الشكر إلى سلطان عمان هيثم بن طارق، على جهود بلاده في التوصل إلى صفقة تبادل الرعايا البلجيكيين المحتجزين مع إيران، معربا في اتصال هاتفي مع السلطان هيثم بن طارق عن تقديره للجهود التي بذلتها السلطنة من أجل تسوية القضية.
وكانت وزارة الخارجية العمانية أعلنت نجاح وساطة قامت بها بين إيران وبلجيكا لتبادل رعايا متحفظ عليهم في البلدين، قائلة إنه تلبية لالتماس الحكومتين الإيرانية والبلجيكية للمساعدة في تسوية قضية الرعايا المتحفظ عليهم في البلدين، فقد أسفرت المساعي العُمانية عن اتفاق الجانبين على صفقة للإفراج المتبادل، مضيفة أنه تم نقل المفرج عنهم من طهران وبروكسل إلى مسقط، تمهيداً لعودتهم إلى بلدانهم. وأعربت الخارجية العمانية عن إشادة السلطنة بالروح الإيجابية العالية التي سادت المحادثات بمسقط بين الجانبين الإيراني والبلجيكي، وحرصهما على تسوية الملف الإنساني، دون أن تذكر أعداد الرعايا الذين شملتهم الصفقة أو أسماءهم.
من جانبه، أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي أن الدور الكبير الذي لعبته سلطنة عمان، امتثالا لأوامر السلطان هيثم بن طارق في تسوية قضية الرعايا المتحفظ عليهم في إيران وبلجيكا، يؤكد دور الديبلوماسية العمانية العريقة في حل القضايا الإقليمية والدولية العالقة، قائلا إن المساعي الحميدة التي بذلتها سلطنة عمان ساهمت في الإفراج المتبادل بين رعايا البلدين، مضيفا أن دول مجلس التعاون داعية للسلام والاستقرار بالمنطقة والعالم، وتسعى دائما للمساهمة في القضايا الإقليمية والدولية بالطرق السلمية ومن خلال القنوات الديبلوماسية بين جميع الأطراف.