ابنة سليماني: قتل والدي سيجلب موتاً أسود لأميركا... و"الحرس": مقتل ترامب "ليس كافياً"طهران، واشنطن، عواصم - وكالات: خرج ملايين الإيرانيين إلى شوارع طهران أمس، للمشاركة في مراسم تشييع قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري قاسم سليماني ورفاقه، حيث ردد المشيّعون الشعارات المنددة بالضربة الأميركية التي قتلت سليماني على طريق مطار بغداد يوم الجمعة الماضي. وغصت شوارع العاصمة الإيرانية بحشود غفيرة، أثناء تشييع سليماني في مأتم رسمي وشعبي لم تشهد البلاد مثيلا له منذ تشييع قائد الثورة الإيرانية المرشد الخميني.ووصف تشييع سليماني بأنه أحد أكبر الجنائز في التاريخ، حيث قدرت وكالات أنباء إيرانية أعداد المشاركين في طهران بنحو خمسة ملايين مشارك.واحتشدت جموع غفيرة من المشيعين صباحا في جنازة كبيرة قرب جامعة طهران، بحضور المرشد علي خامنئي والرئيس حسن روحاني ورئيس البرلمان علي لاريجاني، وذلك بعد تشييع جثمان سليماني في كل من الأهواز ومشهد قبيل نقله إلى العاصمة.وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" الفلسطينية إسماعيل هنية ونائبه صالح العاروري وصلا إلى طهران للمشاركة في التشييع. وأمّ خامنئي صلاة الجنازة باكيا على جثمان سليماني ومرافقيه، في حين لوحت الحشود المحيطة بالجامعة والممتدة على مسافة كيلومترات بأعلام حمراء، وهتفت "الموت لأميركا" و"الموت لإسرائيل".وتمت إذاعة صلاة الجنازة مباشرة على معظم القنوات التليفزيونية الإيرانية.ووفقا لوكالة "تسنيم"، فإن الجثامين وصلت مساء أول من أمس إلى طهران على متن طائرة قادمة من مدينة مشهد.وأعلنت الحكومة أمس عطلة رسمية في طهران حتى يتمكن الجميع من المشاركة في المراسم.وتم إغلاق العديد من شوارع وسط العاصمة أمام حركة السيارات بسبب العدد الضخم للحشود. كما أغلقت المدارس والجامعات أبوابها.
وكانت الجثامين وصلت صباح أول من أمس إلى مدينة الأهواز غرب إيران قادمة من العراق، بعد أن جرت مراسم تشييع كبيرة لهم في عدد من المدن العراقية.وقبيل التشييع، جدد قائد "فيلق القدس" الجديد إسماعيل قاني التعهد بالثأر، قائلا "نتعهد مواصلة طريق ونهج الشهيد سليماني بنفس الحزم... وسنتخذ العديد من الخطوات لطرد أميركا من المنطقة".بدوره، اعتبر قائد القوات الجوية الفضائية التابعة للحرس الثوري، أن قتل الرئيس الأميركي دونالد ترامب "لن يكون كافيا للثأر" لسليماني.ورأى أن "الثأر لدماء سليماني هو إزالة وجود أميركا في المنطقة بالكامل"، مشددا على "ضرورة كف شر أميركا عن الشعوب المظلومة في المنطقة".من جانبها، هددت ابنة سليماني، زينب سليماني، بضربة قاسية توجه للولايات المتحدة وإسرائيل ثأراً لمقتله، قائلة إن "مقتله سيجلب يوما أسود على أميركا وإسرائيل".من جهته، أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني علي شمخاني، أن رد بلاده على اغتيال سليماني هو بالتأكيد عسكري، ولكنه لا يقتصر على العمل العسكري.وزعم "إن الاميركيين والاستكبار سيدركون قريبًا، أن شهادة قاسم سليماني ستكون أكثر خطورة عليهم من حياته".في غضون ذلك، أعلنت إيران رفع جميع القيود المنصوص عليها في الاتفاق النووي، في الخطوة الخامسة والأخيرة في تقليص التزاماتها تجاه الاتفاق النووي، والتي بموجبها لن تواجه طهران أي قيود تشغيلية بما في ذلك قدرة ونسبة التخصيب وكمية المواد المخصبة والبحث والتطوير. وقالت الحكومة الايرانية في بيان انها "لن تلتزم بأية قيود في مجال درجة نقاء تخصيب اليورانيوم وحجم إنتاجه وانشطة الابحاث والتطوير وعدد اجهزة الطرد المركزي".وزعمت استمرار التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشيرة الى أن طهران "ستعود الى التزاماتها كما كانت عليه في السابق، في حال رفع العقوبات كافة عنها وانتفاعها من الاتفاق النووي".في المقابل، دانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الدور السلبي الذي لعبته إيران في منطقة الشرق الأوسط.وأعربت الدول الثلاث في بيان مشترك عن "قلقها البالغ إزاء الدور السلبي الذي لعبته إيران في المنطقة"، بينما دعا الزعماء الأوروبيون إيران إلى التوقف عن القيام بالمزيد من أعمال العنف أو الانتشار النووي.وحضوا طهران على التراجع عن جميع التدابير التي لا تتفق مع الاتفاق المرتبط بالبرنامج النووي الإيراني، كما دعوا إلى ضبط النفس في الخليج، وتحدثوا عن "الحاجة الملحة إلى وقف التصعيد".من جانبه، أكد مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف، أن برنامج إيران النووي سيظل خاضعًا لرقابة دولية صارمة، قائلا "إن إيران أعلنت أن برنامجها النووي سيكون مبنيًا على احتياجاتها التقنية.. وهذا القرار لا يجيب عن كل الأسئلة حتى الآن، وسيستغرق الأمر وقتًا طويلًا لتوضيح الصورة العامة وفهم واقع جديد".