طهران، واشنطن، عواصم - وكالات: ارتفعت حصيلة قتلى التظاهرات على رفع أسعار الوقود في إيران إلى 37 قتيلاً، بعد مقتل خمسة متظاهرين ليل أول من أمس، في محافظة كردستان الإيرانية برصاص الأمن، بحسب ناشطين.ونشر ناشطون مقاطع مصورة عديدة لإضرام المتظاهرين النيران، فضلاً عن اشتباكات اندلعت بينهم وبين رجال الأمن، فيما كان الحدث الأبرز للاحتجاجات، حرق صور المرشد علي خامنئي، في مدن إيرانية عدة.وفي تحول نوعي للاحتجاجات، انضم البازار الكبير في طهران أمس، إلى حركة الاحتجاجات الواسعة التي تعصف بالعاصمة وغالبية المدن الإيرانية، والتي تدخل اليوم يومها الرابع، احتجاجا على قرار رفع أسعار البنزين الذي أشعل ثورة غضب عارمة ضد نظام الملالي.وأفادت مصادر ببدء إضراب عام واحتجاجات في سوق طهران الكبير صباح أمس، حيث أغلقت العديد من المتاجر في سوق طهران أبوابها، وأغلق البازار الكبير- وهو السوق المركزي التاريخي في إيران، أبواب المحال التجارية- وأظهرت لقطات مصورة تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي العديد من المحال المغلقة، فيما تجمع عدد من المتظاهرين في جانب منه وقد أحاطت بهم قوات الأمن.ويكتسب البازار الكبير في إيران أهمية تجارية كبيرة، لكنه أيضا كان رمزا لاحتجاجات كبيرة اندلعت عام 2018 بسبب الغلاء، لكنها تطورت إلى هتافات تطالب برحيل النظام.كما أظهرت مقاطع المتظاهرين في شارع شريعتي وسط العاصمة طهران، يطالبون المواطنين بالانضمام إلى المسيرات، بينما قامت قوات الأمن والاستخبارات بإرسال رسائل نصية للمواطنين في مختلف المحافظات تحذرهم من الانضمام إلى الاحتجاجات.وانطلقت تظاهرات لطلاب جامعة "سنندج" بمحافظة كردستان غرب إيران، وتواترت الأنباء حول مقتل متظاهر في الأحواز، بعد إصابته بقنبلة غاز في رأسه.من جهتها، كشفت صورة نشرتها مواقع التواصل الاجتماعي لخدمة "غوغل" الخاصة بالطرق صباح أمس، عن قيام المتظاهرين بقطع عشرات الطرق الرئيسية والفرعية في جميع أنحاء العاصمة طهران. وأظهرت لقطات فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، شرطة مكافحة الشغب وهي تطلق الغاز المسيل للدموع وتستخدم العصي لتفريق المحتجين في مدن عدة، وأظهرت مقاطع مصورة محتجين يضرمون النار في بنك ومبان واشتباكهم مع قوات مكافحة الشغب. وفي مقاطع فيديو أخرى أغلق محتجون الطرق وأشعلوا حرائق في شوارع بطهران ومدن أخرى، وردد البعض هتافات ضد كبار المسؤولين.وأغلق سائقو دراجات بخارية طرقا سريعة في مدن رئيسية، مما أنتج زحمة سير خانقة، كما هاجم آخرون ممتلكات عامة.وذكرت وكالات أنباء إيرانية ومواقع للتواصل الاجتماعي، أن شرطة مكافحة الشغب وقوات الأمن اشتبكت مع المتظاهرين في طهران وعشرات المدن، وأشارت تقارير على وسائل التواصل الاجتماعي إلى وقوع وفيات عدة، حيث اتخذت الاحتجاجات منحى سياسيا. وبينما كشفت وسائل إعلام موالية للنظام عن مقتل ضابط في اشتباكات كرمانشاه، توعدت وزارة الأمن المحتجين، زاعمة أن "الأعداء الذين راهنوا كما في السابق على أعمال الشغب لن يحصدوا إلا الخيبة والفشل"، واعتبر وزير الداخلية عبدالرضا رحماني فضلي، أن استعادة الهدوء له الأولوية، قائلا إن قوات الأمن "تمارس ضبط النفس حتى الآن"، محذرا من أنها "ستتصدى بحزم للمخلين بأمن وراحة المواطنين".بينما نقلت وكالة "مهر" شبه الرسمية عن المتحدث باسم الشرطة أحمد نوريان، قوله إن "الشرطة لن تتهاون تجاه أولئك الذين يخلون بالنظام والامن، وسوف تحدد قادتهم على الارض وتتحرك ضدهم".من جانبها، قالت وزارة الاستخبارات إنها رصدت محركي الشغب واتهمتهم بالعمالة للخارج، زاعمة أنها حددت هوية قادة الاحتجاج، مضيفة في بيان "حددنا هوية العناصر الاساسية التي تقف وراء الاضطرابات في اليومين الماضيين، ونتخذ الاجراءات المناسبة".بدورها، أكدت المعارضة أن الاحتجاجات تتواصل في العشرات من المدن.ونقل الموقع الإلكتروني لمنظمة "مجاهدي خلق" المعارضة، أن الاحتجاجات تتواصل في نحو 75 مدينة، وأن المحتجين دمروا الكثير من المقار الأمنية والحكومية، كما أفادت ببدء إضراب عام واحتجاجات في سوق طهران الكبير صباح أمس.وبينما وصل عدد المعتقلين إلى نحو ألف معتقل في عموم البلاد، قال مدعي عام مدينة يزد إن "40 شخصا اعتقلوا خلال الاحتجاجات في المدينة، وأغلبهم ليسوا من سكان المنطقة"، بينما اعتقلت الشرطة نحو 40 آخرين من المشاركين في احتجاجات وسط طهران، وأفادت الأنباء باعتقال 15 متظاهرا في مدينة بم التابعة لمحافظة كرمان، ونقلت "إيران إنترناشيونال-عربي" على "تويتر" عن مصدر بمستشفى مدينة كرج، "وصول نحو 10 جثث و17 جريحاً للمستشفى".ونشر ناشطون مقاطع مصورة عديدة لإضرام المتظاهرين النيران، فضلاً عن اشتباكات اندلعت بينهم وبين رجال الأمن.وانقطعت خدمة الانترنت منذ الليلة قبل الماضية، وقالت وزارة الاتصالات إنه تم تعطيل الدخول على الانترنت لمدة 24 ساعة، بناء على أوامر المجلس الأعلى للأمن القومي.من جانبها، أكدت منظمة "نت بلوكس" للأمن السيبراني، أنه تم إغلاق شبكة الإنترنت بشكلٍ شبه كلي، فيما أظهرت بيانات الشبكة أن نسبة الاتصال الفعلي لم تتجاوز 7 في المئة، مقارنةً بحجم الاستخدام الطبيعي، وذلك بعد مرور 12 ساعة من انقطاع الشبكة التدريجي، تزامناً مع استمرار الاحتجاجات.وقال موقع "نتبلوكس" الذي يراقب حجب خدمات الانترنت على "تويتر": "تعيش ايران الان في ظل حجب شبه تام لخدمات الانترنت على المستوى الوطني، تُظهر بيانات الشبكة الفعلية أن نسبة الاتصال بالانترنت عند سبعة في المئة من المستويات العادية".

المحتجون الغاضبون واصلوا قطع الطرقات الرئيسية في طهران ومختلف أنحاء البلاد (أ ب)