إيران: عدوان إسرائيل على غزة جريمة حرب… وداعموها يتحمّلون جرائمها

ماكرون حذر طهران من إشعال حريق إقليمي كبير

طهران، عواصم - وكالات: حذرت إيران مجددا أمس، من أن استمرار السلوك الإسرائيلي ضد قطاع غزة سيجر المنطقة إلى أزمة ويهدد الأمن الإقليمي، وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية ناصر كنعاني إن ما يحدث في غزة جريمة حرب، وقطع الماء والكهرباء ومنع دخول الغذاء والدواء مخالف لمعايير حقوق الإنسان، لافتا إلى أن استمرار النهج الغاشم يمكن أن يؤجج أجواء المنطقة ويخرج الوضع عن السيطرة، معتبرا أن مسؤولية الدول الداعمة لإسرائيل لا تقل عن مسؤوليتها تجاه الجرائم التي تمارس ضد الفلسطينيين.
وأشار كنعاني إلى أن إيران تقوم بمساع ديبلوماسية حثيثة لإنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة وإيصال المساعدات، "وهي جدية في مساعيها"، معتبرا وقف الجرائم الصهيونية على غزة وإرسال المساعدات الإنسانية إلى القطاع ووقف قصف المناطق السكنية والبنى التحتية الحيوية أولوية قصوى.
من جانبه، حذر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان من أن الصراع المستمر بين إسرائيل و"حماس" قد يتوسع على جبهات أخرى، إذا لم تتوقف الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة، قائلا لقناة "الجزيرة" إنه إذا لم تنجح الجهود لوقف العدوان على غزة، فإن توسيع جبهات الحرب ليس مستبعدا ويزداد كل ساعة، مضيفا أنه إذا قرر الكيان الصهيوني دخول غزة، فإن قادة المقاومة سيحولونها إلى مقبرة لجنود الاحتلال، آملا أن "تمنع الجهود السياسية الحرب من التوسع. وإلا لا أحد يعرف ما سيحدث في الساعة القادمة. لا يمكن لإيران أن تبقى متفرجة على هذا الوضع".
بدوره، حذر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي من مغبة اتساع التطورات في المنطقة إذا استمر الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب جرائمه بحق أهالي قطاع غزة، قائلا لنظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون في اتصال هاتفي إنه "في حال استمرار الكيان الصهيوني بجرائمه للتعويض عن هزيمته، فإن ذلك سيؤدي إلى اتساع نطاق التطورات"، واصفا إجراءات الاحتلال بأنها تعيد إلى الأذهان "السلوك النازي"، متسائلا عن "المسوغ الذي يبرر قتل 700 طفل فلسطيني بريء"، معتبرا عملية "طوفان الأقصى" رد على الجرائم الصهيونية واحتجاج على القتل والظلم طيلة سبعة عقود ضد الشعب الفلسطيني.
في المقابل، حض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، رئيسي، على عدم العمل على توسيع نطاق أو تصعيد الأزمة، خاصة في لبنان، قائلا إنه في ظل روابط إيران الوثيقة مع حركة "حماس" في قطاع غزة و"حزب الله" في لبنان، فإن إيران تتحمل مسؤولية خاصة، وحض رئيسي على القيام بكل ما في وسعه لمنع اندلاع حريق إقليمي كبير.
وأكد ماكرون أنه من "المهم إدانة الهجمات الإرهابية التي شنتها حماس بشكل لا لبس فيه"، زاعما أن إسرائيل لديها الحق في الدفاع عن نفسها والقضاء على الجماعات الإرهابية التي هاجمت شعبها، داعيا إلى إطلاق المواطنين الفرنسيين الذين اختطفتهم "حماس"، قائلا إن هذا يحتل الأولوية القصوى، ووفقا لوزارة الخارجية الفرنسية، قتل 17 فرنسيا منذ بدء هجوم "حماس" الأسبوع الماضي بينما يوجد 15 فرنسيا في عداد المفقودين.
من جانبه، كشف مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان أن واشنطن حذرت إيران خلال محادثات عبر قنوات خلفية من تصعيد الصراع، قائلا لشبكة "سي بي إس نيوز": "لدينا وسائل للتواصل بشكل خاص مع إيران، واستفدنا من هذه الوسائل خلال الأيام القليلة الماضية لنوضح سرا ما قلناه علنا"، موضحا أن الولايات المتحدة لا يمكنها استبعاد أن تتدخل إيران في الصراع، وإنها تراقب كلا من إمكانية التدخل المباشر من قبل طهران والنشاط بالوكالة من قبل "حزب الله" عبر الحدود مع لبنان، مضيفا أن الولايات المتحدة ليس لديها معلومات استخباراتية جديدة محددة تشير إلى مخاطر تصعيد أكبر، لكن إيران حذرت من أنه إذا "لم تتوقف جرائم الحرب والإبادة الجماعية الإسرائيلية على الفور، فقد يخرج الوضع عن السيطرة".