إيقاف عرض "أميرة"... وأسرة الفيلم تقترح لجنة لمشاهدته ومناقشته

استهجن مئات المغردين، محتوى الفيلم الأردني "أميرة"، ورأوا أنه طعنة في خاصرة أسرى فلسطين في السجون الإسرائيلية، والذين تمكنوا من تهريب "النطف" التي أنبتت أطفالا بلغ عمر أكبرهم سبع سنوات، كأداة جديدة لمقاومة الاحتلال، وطالبوا الهيئة الملكية للأفلام في الأردن بسحب ترشيحه لجوائز الأوسكار، وقد استجابت الأردن وأعلنت سحب الفيلم من سباق الجوائز.
وأثير جدلاً حول "أميرة"، الذي تناول قصة تهريب "نطفة" لمعتقل فلسطيني تبين لاحقاً أنها لضابط إسرائيلي. وبعدما رفضت وزارات ومؤسسات مجتمع مدني فلسطينية الفيلم بوصفه "مسيئا"، ودعوا الأردن إلى الاعتذار رسميا ووقف عرضه، أعلن المخرج المصري محمد دياب، وقف عرضه، واقترح تشكيل لجنة من قبل الأسرى وعائلاتهم لمشاهدته ومناقشته.
وقال دياب، في بيان، أنه ومنذ بداية عرض الفيلم في سبتمبر الماضي بمهرجان فينيسيا ثم مهرجاني الجونة وقرطاج وشاهده آلاف من الجمهور، كان الإجماع أنه يصور قضية الأسرى بشكل إيجابي وإنساني وينتقد سياسة الاحتلال.
كما أكد أن القائمين على العمل راعوا تماماً حساسية قضية تهريب النطف، وقدسية أطفال الحرية، ولهذا كان التأكيد بأن قصة الفيلم خيالية. وأشار إلى عبارة ظهرت في نهاية الفيلم: "منذ 2012، ولد أكثر من 100 طفل بطريقة تهريب النطف، وتأكد نسب الجميع فيما ظلّت طرق التهريب غامضة".
وأشار إلى أن أسرة الفيلم لم تترك الأمر للتأويل، بل أكدت بهذه العبارة أن الفيلم خيالي وأن طريقة التهريب غير معروفة، كما أن عمر البطلة في الفيلم 18 عاماً وهذا يتنافى منطقيا مع بداية تهريب النطف والتي عرفت في 2012. وأردف دياب، أن اختيار الحبكة الدرامية الخاصة بتغيير النطف جاء ليطرح سؤالاً حول جوهر الإنسان، وما إذا كان سيظل على اختياراته ذاتها لو ولد كشخص آخر.
إلى ذلك أكد أن الفيلم ينحاز لفلسطين، فالبطلة أميرة اختارت أن تكون فلسطينية وأن تنحاز للقضية، كما أن الأحداث تشجب تماماً ممارسات الاحتلال.
واعتبر أن الحديث عن حبكة خيالية خارج سياق الفيلم الذي ينحاز للسردية الوطنية الفلسطينية، هو اقتطاع منقوص يرسم صورة عكسية غير معبرة عن الفيلم، موضحا أن العمل من بطولة كوكبة من الفنانين الفلسطينيين والأردنيين المشهود لهم بالوطنية والدفاع عن القضية ونقلها للعالم.
واختتم: "الهدف الذي صنع من أجله الفيلم لا يمكن أن يتأتى على حساب مشاعر الأسرى وذويهم والذين تأذوا بسبب الصورة الضبابية التي نسجت حول الفيلم، نحن نعتبر أن الأسرى الفلسطينيين ومشاعرهم هم الأولوية لنا وقضيتنا الرئيسية، لذلك سيتم وقف أي عروض للفيلم، ونطالب بتأسيس لجنة من قبل الأسرى وعائلاتهم لمشاهدته ومناقشته".
يذكر أن فيلم "أميرة" حول تهريب نطفة من معتقل فلسطيني خارج السجن، وبعد ولادة الطفلة اكتشفت أنها ابنة ضابط إسرائيلي قام بتغيير العينة أثناء تهريبها. والفيلم من تأليف وإخراج محمد دياب، وإنتاج مشترك بين فلسطين والأردن ومصر. وقد دعا مغردون إلى إيقاف عرضه وسحبه من تمثيل الأردن في جائزة الأوسكار، وسط دعوات عبر "الميديا" لوقف عرض الفيلم تحت هاشتاغ "اسحبوا فيلم أميرة".
وبينما طالبت "اللجنة الوطنية للأسرى والمفقودين الأردنيين" بوقف عرض الفيلم، وانتقده "مكتب إعلام الأسرى" الفلسطيني، شددت وزارة الثقافة الأردنية أنها ليست جهة اختصاص بالتصريح أو منع الفيلم من العرض.