السبت 20 سبتمبر 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

ابحث عن الواسطة!

Time
السبت 01 يونيو 2019
السياسة
طلال السعيد

أول ظاهرة من مظاهر الفساد حين يوسد الامر لغير أهله، وفي الحديث الشريف: سأل اعرابي الرسول (صلى الله عليه وسلم): متى الساعة؟ قال: اذا ضاعت الأمانة.
فقال: ومتى تضيع الأمانة؟ قال صلى الله عليه وسلم: إذا وسِّد الامر لغير أهله فانتظر قيام الساعة"، او كما قال الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وبعض المفسرين ذهب الى ان قيام الساعة هنا يعني نهاية الدولة، وليس ساعة يوم القيامة، فالامر اذا وسد لغير أهله اختل ميزان الحياة، ولن يخلصك من ذلك الا قيام الساعة، او أن عليك ان تنتظر زوال الدولة حتى تخلص من هذا كله!
نقول هذا الكلام بمناسبة "الفيديو" المتداول بشكل كبير بالامس بين الناس في الكويت، فلم يبق كويتي واحد لم يشاهده، والذي يحتوي على مشادة بين أفراد وضابط في المباحث في حفل عام، انتهى بأن بعضهم اطلق الرصاص على البعض الاخر، ونتج عن ذلك ترويع المحتفلين، ولم يتحدث "الفيديو" عن إصابات، مع العلم ان الواجب يحتم على هذه المجموعة من رجال المباحث، ان تعمل كفريق واحد يحمي بعضهم بعضا، وليس يرمي بعضهم بعضا!
ولكي تعرف السبب عليك ان تبحث في طريقة تعيين الأفراد او الضابط، لتجد ان الواسطة هي السبب، وسوف تتدخل الواسطة ايضا لطمطمة الموضوع، والتكتم عليه!
ابحث عن الواسطة تجد الاجابة الشافية الكافية لكل تساؤل يجول في ذهنك، فقد اختير الضابط من بين مئات المتقدمين، ليس لكفاءته وتميزه على اقرانه، لكن لان لديه واسطة قوية بقي متكئاً عليها طوال فترة خدمته، والواسطة نقلته الى المباحث، وكذلك الفرد الذي استعان بالواسطة حتى اصبح شرطي مباحث، وهذه هي النتيجة إطلاق رصاص في حفلة مدرسة، بين فصيل المباحث المعني بحفظ الامن، وهذا دليل واضح على ان الامر اوسد لغير أهله!
لا الضابط ولا الفرد يستحقان ان يكونا في هذا المكان الحساس الذي يحتاج رجالاً اقوياء بالحق، رحماء بالمواطن، لكنها الواسطة التي أبعدت اصحاب الكفاءات وقربت بدلا منهم أطفالا كبارا مدللين، وعلى اكتافهم رتب، وبيدهم سلاح، فيطلقون الرصاص على بعضهم بعضا!
هذا ما أوصلتنا اليه الواسطة، والا من يصدق ان الدفعة الحالية التي تتدرب في كلية ضباط الشرطة يكاد يصل عددها الى ثمانمئة طالب ضابط، اغلبهم اختير بالواسطة وليس بالكفاءة، وماذا نتوقع اذا تخرج اصحاب الواسطات؟
اما ظلم الناس او الخناق في ما بينهم على اتفه الأسباب، أو استخدام سلاح الحكومة لتصفية الحسابات! المؤسف انهم لا يفكرون بمصلحة البلد العليا، بقدر حرصهم على الترضيات السياسية، وتوزيع الهبات في دخول الكليات، اذ لكل عضو عدد معين حسب أهميته، المهم يبقى المجلس في جيب الحكومة، حتى وان اسند الامر لغير أهله، وضاع البلد... لا يهم المهم ان يبقى الوزير وزيرا والوكيل وكيلا، والمدير مديرا، فوجودهم اهم من وجود البلد نفسه، وحين يكون الهم هو الكرسي وليس المصلحة العامة يوسد الامر لغير اهله...زين.
آخر الأخبار