ابن عيسى لـ"السياسة": الملك محمد السادس حريص على الرقي بالعلاقات مع الكويت

حاوره ـ شوقي محمود:

خص سفير المغرب لدى الكويت علي ابن عيسى «السياسة» بأول حديث لوسيلة إعلامية، عقب ساعات من تقديم أوراق اعتماده إلى سمو نائب الأمير ولي العهد الشيخ مشعل الاحمد، ناقلا تحيات الملك محمد السادس الى سمو الامير الشيخ نواف الاحمد وسمو نائبه ولي العهد، وحرص جلالته الكبير على الرقي بعلاقات البلدين بما يستجيب لطموحاتهما وتطلعات شعبيهما.
وأكد أن خطة عمله في الكويت تنصب على المساهمة الفعالة في تعزيز وتطوير التعاون بين البلدين في مختلف الميادين التنموية والاستثمارية والتجارية والسياحية والثقافية والاجتماعية، والعمل على الاستفادة المتبادلة والمثلى من تجارب البلدين، وبما يزخران به من مقومات وامكانيات مادية وبشرية، مثمنا مواقف الكويت النبيلة والمبدئية الداعمة للوحدة الترابية للمملكة المغربية وسيادتها على أراضيها كافة.
وأشار إلى أن مباحثات وزير الخارجية الشيخ الدكتور أحمد الناصر في المغرب، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة تدفع بالعلاقات إلى مستويات أعلى تستجيب لما يتطلع اليه البلدان، متوقعا ان تلتئم اللجنة العليا المشتركة هذا العام لإضافة لبنات اخرى الى صرح التعاون.
وتطلع الى إطلاق حملة «المغرب.. أرض الأنوار» في الكويت للتعريف بالمؤهلات السياحية، لافتا الى ان تسيير طيران مباشر لـ «الكويتية « إلى الدار البيضاء في الأول من يونيو المقبل، يزيد من حركة السفر والسياحة.
وتطرق ابن عيسى الى موضوعات عدة تتعلق بعلاقة المغرب بدول القارتين الافريقية والاوروبية، ودور المملكة في مواجهة الارهاب.
و فيما يلي التفاصيل:

* سأعمل على تعزيز وتطوير العلاقات في مختلف المجالات
* مباحثات د. الناصر وبوريطة تناولت أفضل سبل التعاون
* "المغرب أرض الأنوار" حملة للتعريف بالمؤهلات السياحية
* ستراتيجية مغربية فعالة متعددة وشاملة لمكافحة الإرهاب



استهل ابن عيسى الحوار قائلا:
بداية، أشكركم على هذه المبادرة الكريمة بإجراء هذه المقابلة الصحافية معي على إثر تقديمي لأوراق اعتمادي كسفير فوق العادة ومفوض لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ملك المملكة المغربية لدى دولة الكويت الشقيقة، متمنيا لجريدتكم الغراء المزيد من النجاح والتوفيق. ثم جاء الحوار:
لنبدأ بلقاء سمو نائب الأمير ولي العهد، الشيخ مشعل الأحمد لتقديم أوراق الاعتماد، وكذلك توجيهات القيادة المغربية قبل سفركم إلى الكويت، فماذا تقول؟
سعدت وتشرفت بتقديم أوراق اعتمادي لسمو نائب الامير ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، حيث كانت فرصة طيبة لأنقل لسموه تحيات صاحب الجلالة الملك محمد السادس لأخيه سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد وكذلك لسموه، وحرص جلالته الكبير على الرقي بعلاقات البلدين بما يستجيب لطموحاتهما وتطلعات شعبيهما الشقيقين.
وفي هذا الصدد، أود الإشارة إلى أن المملكة المغربية ودولة الكويت تربطهما أواصر المحبة والاحترام المتبادل، وأيضا علاقات التعاون الوثيق في كافة المجالات. ودوري كسفير للمملكة المغربية في هذا البلد العزيز سينصب على المساهمة الفعالة في تعزيز وتطوير التعاون بين البلدين في مختلف الميادين التنموية والاستثمارية والتجارية والسياحية والثقافية والاجتماعية وغيرها، والعمل على الاستفادة المتبادلة والمثلى من تجارب البلدين وبما يزخران به من مقومات وإمكانيات مادية وبشرية.

محادثات وزارية
ماذا عن نتائج مباحثات وزير الخارجية الشيخ د. أحمد الناصر ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، وتأثيرها على العلاقات بين البلدين؟
فعلا، كان هناك لقاء بين وزيري خارجية البلدين على هامش الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لهزيمة "داعش"، تناولا فيه أوجه التعاون الثنائي وسبل تعزيزها وتطويرها للرقي بها إلى أعلى المستويات والمراتب. وبطبيعة الحال، تعتبر مثل هذه اللقاءات فرصة لتقييم مستوى العلاقات الثنائية والمراحل التي قطعها البلدان في تنفيذ مختلف الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بينهما وفرصة أيضا للتباحث بشأن السبل الفضلى الكفيلة بالدفع بعلاقاتهما إلى مستويات أعلى تستجيب لما يتطلع إليه البلدان.

علاقات أصيلة ومتجذرة
بالرغم من البعد الجغرافي بين الكويت والمغرب، فإنه يلاحظ التميز الواضح في العلاقة، قيادة وحكومة وشعبا، ما تعليقكم؟
علاقات البلدين أصيلة ومتجذرة، يتطلب استعراض محطاتها وقتا طويلا ومجالا أوسع، لكن يكفي استذكار بعض أوجه الدعم المتبادل بين البلدين منذ ستينيات القرن الماضي للوقوف على مدى عمق وعراقة الروابط التي تجمعهما. نتذكر هنا الزيارة التاريخية لجلالة المغفور له الملك محمد الخامس طيب الله ثراه للكويت في 30 يناير 1960، وهي الزيارة التي أكد فيها جلالته دعمه لاستقلال دولة الكويت. ونستحضر أيضا دعم المغرب لعضوية دولة الكويت في جامعة الدول العربية قبل نيل استقلالها، والموقف الحازم لجلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه عندما طالب من النظام العراقي بالانسحاب الفوري من الكويت وعودة الشرعية إثر الغزو الذي تعرضت له سنة 1990.
لحمة التآزر والتعاضد هذه تعكسها أيضا مواقف الكويت النبيلة والمبدئية الداعمة للوحدة الترابية للمملكة المغربية وسيادتها على كافة أراضيها، وهي المواقف التي تم التأكيد عليها في عدة مناسبات.
على مستوى آخر يعكس الطابع الاستثنائي للثقة والتفاهم بين قيادتي البلدين، كان المغرب من بين الدول الأوائل التي استفادت من تمويل الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية لفائدة مشاريعه المتنوعة ذات الطابع التنموي، إذ كان أول قرض منحه الصندوق للمملكة سنة 1966 لتمويل مشروعين زراعيين كبيرين بما يناهز 7 ملايين دينار كويتي، لتتوالى التمويلات إلى اليوم وتشمل مشاريع ضخمة في قطاعات الطاقة والبنية التحتية الطرقية والموانئ والسياحة وغيرها من المجالات الحيوية.

خطة عمل
بعد انقشاع تداعيات "كورونا"، هل من خطة لمزيد من التعاون الاستثماري وزيادة التبادل التجاري ؟
تعتبر اللجنة العليا المشتركة الكويتية المغربية التي أنشئت سنة 2001 وعقدت أول اجتماع لها سنة بعد ذلك، الإطار الأمثل للنهوض بالعلاقات الاقتصادية بين البلدين والدفع بها إلى آفاق أرحب، وقد كان آخر اجتماع للجنة في أبريل 2019، وتوج بالتوقيع على 6 اتفاقيات ومذكرات تفاهم وبرامج عمل شملت مجالات مختلفة. ورغم أن جائحة "كورونا" كانت لها آثار سلبية على مجمل دول العالم وعلى علاقاتها الاقتصادية، بما فيها علاقات المغرب مع الكويت، تبقى أسس التعاون بين المغرب والكويت قائمة والآليات مشتغلة، خاصة فرق العمل المكلفة بدراسة ووضع خطط العمل التنفيذية لمختلف الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين. ونأمل عقد الدورة القادمة للجنة في غضون السنة الجارية، وستكون مناسبة لإضافة لبنات أخرى إلى صرح التعاون بين البلدين.

السياحة
المغرب بلد جاذب للكويتيين بهدف السياحة والإقامة، كيف يمكن تعزيز هذا المجال؟
في الوقت الذي كان قطاع السياحة في المغرب يتوقع استقبال رقم قياسي من السياح سنة 2020، بعد الأرقام المشجعة التي تم تحقيقها سنة 2019، حلت جائحة " كورونا" ضيفا غير مرغوب فيه، ليعصف بكل التوقعات المرتبطة بهذا القطاع الذي تأثر بشكل كبير، وكان أكبر القطاعات الاقتصادية تضررا.
وأطلق المكتب الوطني للسياحة بالمغرب مؤخرا آلية للتسويق الدولي والوطني لوجهة المغرب، بهدف تسريع وتيرة إعادة إطلاق أنشطة القطاع السياحي تحمل شعار "المغرب، أرض الأنوار".
وتستهدف هذه الحملة السياح الدوليين الذين لديهم اهتمامات بالفنون والتجارب الثقافية والطبيعية والتراث القروي والشواطئ والأنشطة الترفيهية.. ولهذه الغاية، تركز الحملة على التعريف بالثروات الطبيعية للمغرب والتنوع البيئي الذي تزخر به المملكة، إلى جانب ثقافتها الأصيلة وتراثها العريق.
وبالنظر إلى الاهتمام الذي يوليه المواطن الكويتي للسوق السياحي المغربي، تتطلع سفارة المملكة المغربية إلى إطلاق هذه الحملة في الكويت الشقيقة بالتعاون مع المكتب الوطني للسياحة بالمغرب والفاعلين السياحيين بالكويت، للتعريف أكثر بالمؤهلات السياحية التي يزخر بها المغرب وتحفيز مختلف الفئات العمرية لزيارة المغرب، وسيكون لإطلاق خط جوي مباشر للخطوط الجوية الكويتية بين الكويت والدار البيضاء ابتداء من أول يونيو المقبل، الأثر الكبير في تسهيل تنقل السياح.

مواجهة الارهاب
لأول مرة في إفريقيا، يلتئم في المغرب الاجتماع الوزاري للتحالف ضد ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" بمشاركة 84 دولة ومنظمة دولية، ماذا يعني ذلك للمملكة؟
حلت قبل أيام الذكرى الحزينة للهجمات الإرهابية بمدينة الدار البيضاء في 16 مايو 2003، وضعت على إثرها المملكة المغربية ستراتيجية فعالة، متعددة الأبعاد وشاملة لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، والتي مكنت المغرب من تفكيك أكثر من 210 خلايا إرهابية منذ سنة 2002.
وبالتالي فإن التئام الاجتماع الوزاري لهزيمة "داعش" في المغرب ولأول مرة في افريقيا، يعني أن المغرب يحظى بثقة وتقدير المجتمع الدولي بفضل الجهود التي يبذلها في محاربة الإرهاب سواء على المستوى الداخلي أو على مستوى التعاون الدولي.
وأمام تعاظم خطر الإرهاب والتعصب الديني، دعا المغرب دائما إلى رد متعدد الأطراف، يعزز التضامن والأخذ بزمام الأمور والإدماج، من خلال تقاسم المعلومات، وتعزيز القدرات وتكوين رجال الدين. وجاءت استضافة المملكة المغربية للاجتماع الأول في افريقيا للتحالف العالمي ضد "داعش" برئاسة مشتركة مع الولايات المتحدة الأميركية لإبراز التجارب المستخلصة من ستراتيجيتها الشاملة والمندمجة لمحاربة الإرهاب، والتي تمت بلورتها، تحت القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
كيف يمكن مواجهة التنظيمات الإرهابية التي تشكل بؤرة العنف في إفريقيا؟
دعني أجيب على هذا السؤال بما تناوله البيان الختامي للاجتماع الوزاري للتحالف ضد "داعش"، والذي أكد ضرورة استمرار العزم والالتزام بتأمين مكاسب التحالف ضد "داعش" في الشرق الأوسط، وتضافر الجهود لتحقيق الاستقرار، ومواجهة تهديد "داعش" للعالم من خلال تنسيق كلي وشامل للجهود كسمة مميزة للتحالف، فضلا عن أهمية الجهود التي يقودها المدنيون باعتبارها حجر الزاوية للموجة التالية من حملة إلحاق الهزيمة بداعش، والالتزام القوي بمراعاة تطور التهديد الذي يشكله تنظيم داعش في أجزاء أخرى من العالم، وخاصة في إفريقيا، والإقرار بأن أي حل دائم لوقف انتشار داعش في إفريقيا سيعتمد على السلطات الوطنية وكذلك الجهود والمبادرات دون الإقليمية والإقليمية في القارة.
وفي هذا الإطار، شدد المشاركون على أهمية مواجهة تطور تهديد تنظيم داعش في افريقيا من خلال تعزيز قدرات مكافحة الإرهاب للدول الافريقية الأعضاء، ومراعاة التحديات والتهديدات التي يطرحها تنامي الفاعلين الدوليين، ولاسيما الجماعات الانفصالية، التي تعد عاملا لزعزعة الاستقرار وتعميق الهشاشة في المنطقة.
فضلا عن ذلك، فإن التحالف سيظل مدفوعا بجهود المدنيين من خلال ومع أعضائه الأفارقة، وبما يتناسب والاحتياجات الخاصة للدول الإفريقية، إضافة إلى الالتزام على المستوى العالمي اتجاه الناجين وأسر ضحايا داعش من خلال محاسبة قادة ومرتكبي الجرائم من هذه المجموعة والجماعات التابعة لها.
وأود هنا الإشارة إلى أن مكتب برنامج محاربة الإرهاب والتكوين في إفريقيا التابع لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، الذي تم افتتاحه بالرباط في يونيو 2021، يمنح آفاقا يمكن أن تساهم أكثر في جهود تعزيز قدرات التحالف ويشكل صرحا جديدا لاحتواء الإرهاب في إفريقيا لكونه يقترح برامج لتقوية قدرات بلدان القارة في عدد من المجالات الأساسية.

المغرب و الدول المجاورة
ماذا عن علاقة المغرب بدول الجوار الإفريقية والأوروبية؟
من منطلق موقعه الجغرافي المتميز كجسر يربط إفريقيا بأوروبا، فإن للمغرب علاقات خاصة مع هاتين القارتين في الماضي والحاضر، انطلاقا من مبادئ سياسته الخارجية القائمة على حسن الجوار والتضامن والشراكة.
فبالنسبة لإفريقيا، يعتبر المغرب جزءا منها وجذوره تضرب في أعماق القارة، وقد بنى المغرب، عبر القرون، علاقات تعاون وطيدة مع الشعوب الإفريقية، وتواصل مستمر على المستوى الروحي من خلال نشر المذهب المالكي وأيضا على مستوى المبادلات التجارية.
وقد استمر هذا التعاون إلى وقتنا الحاضر ليصبح أكثر قوة ومتانة، حيث كان المغرب سباقا إلى نسج علاقات تعاون مثمرة مع مختلف الدول الإفريقية جنوب الصحراء الكبرى، في إطار شراكات تروم تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتوفير البنيات التحتية الضرورية وتأهيل العنصر البشري، علما بأن فرص التعاون في إفريقيا تعتبر واعدة جدا، بالنظر إلى الإمكانيات الكبيرة التي تتوفر عليها في المجالات الفلاحية والطاقية والتعدينية وغيرها.
فالمغرب يحتل حاليا المركز الثاني كأكبر مستثمر افريقي في القارة، وارتفعت القيمة الإجمالية للمبادلات التجارية للمغرب مع الدول الإفريقية بنسبة 9.5 في المئة كمتوسط سنوي، لتبلغ قرابة 39.6 مليار درهم في 2019، وهو ما يمثل نحو 6.9 في المئة من القيمة الإجمالية للمبادلات الخارجية للمغرب مقابل 4.3 في المئة في عام 2000.
أما أوروبا، فتعد أيضا شريكا تقليديا للمغرب، بحكم العلاقات التاريخية التي كانت تجمع وما تزال بين المغرب وباقي الدول الأوروبية. ويعتبر المغرب حاليا شريكا اقتصاديا مهما لأوروبا، سواء على مستوى الاتحاد الأوربي أو على المستوى الثنائي.


العميد الجارالله يقود "السياسة" بتألق

أشاد السفير ابن عيسى في ختام الحوار الصحافي بـ"قيمة ومستوى وتميز جريدة "السياسة" كمنبر إعلامي رائد تحت الإشراف الموفق لرئيس التحرير العميد الأستاذ أحمد عبدالعزيز الجار الله، متمنيا له، بهذه المناسبة، على المستوى الشخصي، موفور الصحة والعافية والهناء، وعلى المستوى المهني اضطراد التوفيق والنجاح والتألق".


المغرب يمول بيت مال القدس بنسبة %100 مقارنة بالبلدان الأخرى

عن المشهد الفلسطيني عامة، والقدس خاصة، تحدث السفير ابن عيسى عن دور المغرب كرئيس للجنة القدس في مواجهة تحديات السلام في ظل تطبيع بعض الدول مع إسرائيل قائلا:
يترأس الملك محمد السادس لجنة القدس، وهي مسؤولية كبيرة و"أمانة عظمى"، كما أكد على ذلك جلالته بمناسبة افتتاح الدورة العشرين للجنة القدس بمراكش سنة 2014. والعناية التي يوليها جلالة الملك للقدس نابعة من مكانة هذه المدينة في قلوب المسلمين والمسيحيين واليهود، والعالم أجمع، باعتبارها مدينة جامعة منفتحة على أتباع الديانات السماوية الثلاث.
وبهذه الصفة، وفي إطار دعم المملكة الثابت للقضية الفلسطينية، يبذل جلالة الملك جهودا متواصلة وعملا دؤوبا لخدمة القضية الفلسطينية والقدس الشريف للمحافظة على هذه المدينة وعلى طابعها التاريخي والحضاري والديني، وتقديم كافة أنواع الدعم لأهلها المرابطين.
فمنذ تأسيس وكالة بيت مال القدس، توالت المبادرات المبتكرة والقابلة للتنفيذ لدعم المقدسيين من خلال برامج متواصلة تقوم الوكالة بتنفيذها على مدار السنة، منها تقديم المساعدات الإنسانية والاجتماعية لساكنة القدس، وأيضا تنفيذ برامج ميدانية لحماية التراث الديني والثقافي والتاريخي للمدينة المقدسة، علاوة على تنفيذ برامج التنشيط الثقافي، وأخرى في مجالات التكوين والصحة والرياضة.
وأود الإشارة هنا إلى أن المغرب يمول اليوم وكالة بيت مال القدس بنسبة 100% في صنف تبرعات البلدان، وهذه إشارة واضحة على التزام المملكة المستمر بدعم الأشقاء الفلسطينيين.
على المستوى الدولي، يبذل المغرب جهودا متواصلة، في إطار التحرك العربي والإسلامي، لنصرة الشعب الفلسطيني والدفاع عن حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وتضامن الشعب المغربي مع القضية الفلسطينية تضامن راسخ ومتواصل، لا يندرج في إطار سجالات أو مزايدات سياسية عقيمة، وإنما ينبع من قناعة وإيمان راسخين في وجدان كل المغاربة.


... وبات ورشاً مفتوحة للإصلاحات على مختلف الأصعدة

قلت للسفير ابن عيسى، لا يمكن إنهاء هذا الحوار قبل الحديث عن الإصلاحات في المغرب، هل من تفاصيل؟ فأجاب: يمكن القول، حينما نتكلم عن الإصلاحات في المغرب، إن المغرب بات ورشا مفتوحة للإصلاحات منذ عدة سنوات على مختلف الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية وعلى مستوى الحقوق المدنية والسياسية، وذلك من أجل مواجهة مختلف التحديات المتمثلة في إدماج الشباب في الحياة العملية وخلق فرص شغل جديدة وتعزيز التنمية المستدامة وتحقيق العدالة الاجتماعية، وغيرها.
ولرفع هذه التحديات، انتهج المغرب توجها يتمثل في تطوير النسيج الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة من خلال دعم التحول الهيكلي للاقتصاد المغربي، وتحفيز الاستثمار والنهوض بقطاعات حيوية مثل الصناعة والفلاحة والطاقات المتجددة والسياحة والصناعة التقليدية إضافة إلى المحافظة على البيئة. ورافق هذا التوجه تعزيز التنمية البشرية والتماسك الاجتماعي والمجالي، وقد شكل إطلاق ورش النموذج التنموي الجديد، من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، في ديسمبر 2019، لبنة جديدة في المشروع المجتمعي التنموي للمغرب شاركت فيه كل الكفاءات الوطنية والفعاليات الجادة وجميع القوى الحية بالمغرب.


تعزية لأسرة "السياسة"

على صعيد آخر، وبعد سماعه بخبر وفاة مدير التحرير شوكت الحكيم، اتصل السفير ابن عيسى معزيا أسرة " السياسة"، مع الدعوات للفقيد بالرحمة والمغفرة.