الجمعة 27 سبتمبر 2024
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

ابنُ الكويت وليس ابنُ الْقَبِيلَة!

Time
الأحد 28 مايو 2023
View
11
السياسة
د. خالد عايد الجنفاوي

أعتبر نفسي شخصيًّا اِبنًا من أبناء الكويت، ولا يوجد في قاموسي اللغوي مفردات تشير الى وجود ترسّبات تعصّب قبلي، أو عرقي أو مذهبي، أو فئوي لدي.
ويشاركني في هذه السّجيّة مئات آلاف من المواطنين الكويتيين. ووفقًا لوجهة نظري الشخصية: العصبيّة القبلية وما يرتبط بها من ميول ونزعات، نفسية وسلوكية، سلبية، وما يتعلّق بها من تفاخر نرجسي جاهلي تمثل أحد أبرز الأخطار التي تهدد الوحدة الوطنية في مجتمعي الكويتي المترابط تاريخيًّا. ومن بعض الأسباب المنطقية التي تؤكد أخلاقية ومنطقية، وعدالة، وأحقيّة اِنتماء المواطن الكويتي، نفسيًّا وروحيًّا وجسديًّا الى هويته الوطنية ومجتمعه الكويتي، وتعارض العصبيّة القبلية مع قيم ومبادئ، وأخلاقيات ومسؤوليات المواطنة الكويتية الحقّة، نذكر ما يلي:
-العصبية القبلية موروث جاهلي: تفاخر وتعاظم الانسان وشعوره بالتكبّر على الآخرين بسبب انتسابه القبلي يتعارض مع قيم ومبادئ، وأخلاقيات الدين الإسلامي الحنيف، ويقول المولى عز وجلّ في كتابه الكريم: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير"(الحجرات 13 ).
وبالنسبة الى الإنسان المسلم العاقل كل ما يدعو الى العصبية الجاهلية يتناقض تمامًا مع ما أتى به الإسلام من الاستمساك بالعروة الوثقى.
-المواطنة الكويتية الحقّة (الأمثل): يدين المواطن الكويتي لبلده بالولاء الكامل، ويتحمّل مسؤولية الحفاظ على وحدتها الوطنية، ويحترم قوانينها، ويوفي بواجباته الوطنية، في السرّ والعلن، لأنه يدرك أن مواطنته ترتكز على المساواة والعدالة، وعلى مشاركة كل الكويتيين بالمسؤوليات والواجبات الوطنية نفسها.
-تجريم استعمال مصطلح أبناء القبائل: يتعارض استعمال مصطلح "أبناء القبائل" مع المادة الأولى من قانون حماية الوحدة الوطنية لسنة 2012، ويفترض على الجهات المسؤولة منع استعمال هذا المصطلح الإقصائي في مختلف وسائل الاعلام والصحف المرخّصة لما فيه من إنقاص لأهمية الوحدة الوطنية، وبسبب أنه أحد المصطلحات الرائجة في الخطابين الفئوي والطائفي.
-العصبية القبلية تمثل أداة استغلال يستعملها الأفّاكون، والوصوليون، والموتورون والمتخلّفون فكريًّا، والمتعصّبون و"الهتلية" (الحمقى)، وبعض الفاشلين حياتيًّا، والمراهقين السياسيين بهدف التسلّط ولتعويض شعورهم بالنقص.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi
آخر الأخبار