ابْتَسِمْ رَغْماً عن الْآلَاَم النَّفسيّة الْعَمِيقَة

د. خالد عايد الجنفاوي

يشير الألم النفسي العميق في هذه المقالة الى أي شعور داخلي سلبي، وكئيب، وغائر في الصدر كالخنجر، يتسبب به أي موقف حياتي مؤلم، أو علاقة معينة، يشعر بسببها الانسان بالضيق او الحزن المزمن، أو الحسرة أو الندم أو التأنيب المفرط للضمير.
وربـما يتحـول الألـم النفـسي العـمـيـق أحيـانًــا الـى ألم جسـدي، ومـن بعض أسبـاب شعــور بعـض الناس بآلام نفسية عميقة تكاد تقضي عليهم، نفسيًّا وجسديًّا وروحيًّا، وكيفية كون الاِبْتِسام علاجًا شافيًا لبعض الحالات النفسية السوداوية، نذكر التالي:
-أسباب الشعور بالألم النفسي العميق: الشعور بِالْخِذْلاَن بسبب تخليّ من هم أهل، أو أصدقاء، عن الانسان في وقت حاجته الماسّة إليهم,
وبسبب التناقض الصادم بين ما كان يتوقّعه الانسان من أحدهم تجاهه، وبين ما تبيّن له لاحقًا من كذبه، أو نفاقه، أو غدره، أو استغلاله له، وبسبب إفراط بعض الناس في انطباعاتهم "الإيجابية" المبالغة تجاه البيئة التي يعيشون فيها، أو تجاه الآخرين الذين بالكاد يعرفونهم جيدًا.
فالإفراط سلبيا أو إيجابيا أمر خطير للغاية، وربما بسبب ضعف تقدير الانسان لذاته، وبخاصة ربط تقديره لذاته بآراء الآخرين تجاهه في رفضهم، أو قبولهم له، وبسبب انغماس بعض الأفراد في حروب بالوكالة لا علاقة لهم بها أساسًا.
وربما بسبب الرهافة الزائدة عن الحد لمشاعر البعض، أو النعومة المفرطة لجلودهم، لا سيما إذا كانوا رجالاً.
وربما بسبب عدم سعي أحدهم الى عيش حياته بشكل جريء، او غلُوّ أحدهم في التفكير السلبي الزائد عن الحد، وخصوصًا اجتراره لأفكار ولتخيّلات لا يسندها المنطق، ولا الواقع الحياتي الطبيعي، والأهم هو سبب إصابة الانسان بمرض الافتقار النفسي للآخرين.
-الابتسامة تخفف من شدّة الآلام النفسية العميقة: يندر ألاّ يتحوّل التبسّم الاختياري الى شعور إيجابي ملموس، فانفراج الشفتين تبسّمًا، ولو تكلّفًا في بداية الأمر، لا بد أن يحدِث تغيّرًا كيماويًّا في الدماغ يؤدي الى إعادة التوازن الى المزاج الشخصي، وأفضل أنواع الابتسامات في هذا السياق هي أي ابتسامة بشوشة في وجوه من تعرف أنه، أو أنها، يفضّلان رؤيتك عبوسًا وكارهًا نفسك!

كاتب كويتي

@DrAljenfawi