الأربعاء 02 أكتوبر 2024
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة   /   كل الآراء

اتركها تفسـد ولاتشترِها...قصة من الأرجنتين

Time
الخميس 06 يوليو 2023
View
10
السياسة
أحمد الدواس

كلما كان هناك اقتراح بزيادة الرواتب نجد التجار ينتهزون الفرصة ويرفعون اسعار سلعهم بنسب متفاوتة، فما الحل؟
نذكر لكم قصة من الواقع بأسلوب مبسط، فكلنا عندما يدخل الجمعية التعاونية، ويرى سلعة مرتفعة الثمن يمتنع عن شرائها، وهذا ما حدث في الأرجنتين، حيث استيقظ الناس صباح أحد الأيام فوجدوا سعر البيض مرتفعاً في السوق، فلم يشتروه، كانت هذه حال جميع الأرجنتينيين، لذلك اتفقوا على فكرة "اتركوه يفسد"، فماذا حدث بعد ذلك؟
كانت تأتي سيارة شركة الدواجن لتنزيل كميات البيض، لكنها فوجئت بأن أصحاب المحال يرفضون تسلم أي كميات جديدة منه، فأعاد التجار الكميات إلى مستودعاتهم، وقالوا لنصبر أياماً قليلة لعل وعسى أن يعود المواطنون لشراء البيض.
انتظر التجار أياماً، وانتظر الشعب، ومرت الأيام، وتورط التجارالجشعون، فتكدس البيض في الثلاجات والمخازن والمستودعات والبقالات من دون وجود مشترٍ، فيما استمر الدجاج في المزارع بإنتاج البيض، وأصحاب محال التموين لم يطلبوا أي طبق بيض، فالموجود لديهم بالأسعار الجديدة مازال على الرفوف.
لم تنته القصة هنا، بعد أيام اتفق التجارعلى بيع البيض بسعره السابق قبل الارتفاع، لكن الشعب الأرجنتيني الأبيّ رفض شراء البيض، وذلك حتى يتأدب التجار
ولا يعودوا لمثل هذا الفعل، فعاد التجار وخفضوا سعر البيض مرة أخرى، لكن هل انتهت القصة هنا؟
كلا، لم يشتر الشعب البيض، فانزعج التجار كثيرا، لأن الخسائر تتراكم، وأخيراً اتفق التجارعلى أن يبيعوا البيض بربع سعره الأصلي.
هنا انتهت القصة، وأصبح الشعب الأرجنتيني فائزاً في معركته ضد التجار، وان يشتري البيض بخصم 75 في المئة من سعره الأصلي، وهنيئا للشعب الواعي، المتفق فكريا، فلقد فاز في المعركة على التجار الجشعين.
هذا الوضع مشابه الى حد ما لما حدث في السعودية عام 2013، فقد دعا بعض السعوديين الى حملة اسمها "خلوها تخيس"، وهم يقصدون ان يمتنع الجميع عن شراء الطماطم بعد زيادة سعرها، ويمكن لنا في الكويت تطبيق النهج نفسه على جميع السلع الاستهلاكية، مما يجبر البائع على تخفيض السعر.
ينبغي علينا جميعا كمستهلكين ان نمتنع عن شراء السلعة مرتفعة الثمن، فمثلا لنمتنع عن شراء سمك الزبيدي، لارتفاع ثمنه بشكل غير معقول، بينما البلد يطل على البحر، أي مادام البحر مليئا به كان من المفترض ان يباع بسعر منخفض، ولا يتعرض لاحتكار التجار وجشعهم، فكيف يكون ثمن الكيلوغرام الواحد منه مساويا لثمن 12 دجاجة؟
فلو امتنعنا عن شراء سمك الزبيدي لتدهور سعره.
لنفعل مثل الأرجنتينيين والسعوديين عند ارتفاع سعر سلعة ما، فما حدث أصلا هو نظرية في الاقتصاد تقول: "إذا ارتفع السعر قل الطلب، وإذا قل الطلب انخفض السعر".


[email protected]
آخر الأخبار