بيروت ـ "السياسة":لم تتوقف الاتصالات في الأيام الماضية بين القيادات السياسية، رغم عطلة أعياد الفصح بهدف توفير المناخات الملائمة التي تسمح لمجلس الوزراء، بدءاً من غد، بمناقشة مشروع الموازنة في ظل أجواء توافقية، سعياً لإقراره في وقت قصير، ومن ثم إحالته إلى البرلمان للتصديق عليه. وإن كانت المعطيات المتوافرة لا تستبعد اللجوء إلى وصفات علاجية موجعة، ستجد الحكومة نفسها مرغمة باعتمادها لخفض العجز في الموازنة، بناء على توصيات مؤتمر "سيدر" والدول المانحة، الأمر الذي يزيد قلق اللبنانيين من فرض ضرائب جديدة لا قدرة لهم على تحملها في ظروفهم الصعبة . وكشف وزير في الحكومة لـ"السياسة"، طلب عدم ذكر اسمه، أنه "إذا أردنا التقشف الفعلي وليس الوهمي، فعلينا اتخاذ إجراءات نوعية وجريئة تخفض عجز الموازنة كما نريد، بما يعني أن تكون لدى الحكومة الجرأة المطلوبة لأن تضرب بيد من حديد نحو المحرمات التي تهيمن عليها ميليشيات الطوائف التي تستبيح المال العام، وتوقف جدياً مزاريب الهدر عبر المرافق الشرعية وغير الشرعية"، مشددة على أن "الفرصة مواتية للحكومة لكي تفرض هيبة الدولة والقانون، ولا تدع مجالاً للفاسدين للاستمرار في جني الثروات على حساب الدولة ومؤسساتها" . ودعا البطريرك بشارة الراعي في عظة الأحد، أمس، الحكومة والمجلس النيابي إلى الإسراع في إقرار الموازنة مع ضبط أبواب الهدر ولملمة أموال الدولة من المرافق والأملاك البحرية والتقشف في الإنفاق والاسفار .
وقال: "على الحكومة تخفيض عجز الموازنة وعلى المجلس النيابي تحديث القوانين للحث على الاستثمار".أما متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة فأكد أن "اللبنانيين يرزحون تحت أثقال ما عادوا قادرين على احتمالها لأنهم باتوا مهددين بلقمة عيشهم وقد استنزف جيوبهم التراجع الاقتصادي والضرائب وغلاء المعيشة وحالياً يخيفونهم من تقليص رواتبهم وانهيار دولتهم".وقال في عظته، خلال قداس عيد الفصح، "يحصل كل هذا لأننا نفتقد العدل ولا نعمل بهدي النور والصدق والشفافية ولأن المحبة غابت والايمان تقلص والأخلاق انحطت وصارت الأنانية تحكم والمصلحة تغلب وغابت مفاهيم الدولة والسلطة والقانون وصار الفساد قاعدة والهدر مسموحاً ومن يعقد الصفقات ممدوحاً ولم يعد الضمير صاحياً عند بعض من ارتكبوا المحرمات".وشدد على أن "المطلوب القليل من الكلام والكثير من الجدية والعمل والانصراف إلى العمل الجدي في إطار المؤسسات والعمل على وقف استباحة الدولة وقوانينها وانتفاضة حقيقية والوصول الى اصلاح سياسي وإداري"، داعياً إلى "إعلان حال طوارئ اقتصادية وليتعهد الجميع جعل الأخلاق والنزاهة ثقافة وأمانة وليعلنوا الولاء للبنان وحده لا لسواه".