اتصالات مصرية مكثفة مع إسرائيل و"حماس" لكبح التصعيد

وساطة قطرية لتبادل الأسيرات الإسرائيليات بالفلسطينيات

القاهر، عواصم - وكالات: أكد مصدران أمنيان مصريان أمس، أن القاهرة تجري اتصالات مكثفة مع إسرائيل وحركة "حماس" لمحاولة منع المزيد من التصعيد في القتال بينهما وضمان حماية الأسرى الإسرائيليين، وقالا إن القاهرة حضت إسرائيل على ممارسة ضبط النفس كما حضت "حماس" على إبقاء الأسرى في حالة جيدة للحفاظ على احتمال التهدئة قريبا مفتوحا، على الرغم من أن الضربات الإسرائيلية المتعاقبة على قطاع غزة جعلت الوساطة مسألة صعبة.
على صعيد متصل، تلقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتصالا هاتفيا من رئيس الامارات الشيخ محمد بن زايد، ناقش فيه الرئيسان الجهود الجارية لوقف التصعيد العسكري واتفقا على أهمية تكثيف التنسيق والتشاور ودفع الجهود الديبلوماسية الرامية لخفض التصعيد والعنف، وفق بيان للرئاسة المصرية.
وفي لقاء مع رئيس الجمعية الوطنية بكوريا الجنوبية كيم بيو، أكد الرئيس المصري أن مسار التسوية الشاملة والعادلة للقضية الفلسطينية يجب أن يستند إلى حل الدولتين وبما يحقق الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة. وذكرت الرئاسة المصرية إنه تم التوافق بين الجانبين المصري والكوري على أهمية العمل لمنع التصعيد بين الفلسطينيين والاسرائيليين، لما له من تداعيات خطرة على الأوضاع الإنسانية وأمن واستقرار المنطقة بالكامل.
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أكد في اتصال مع وزير الخارجية المصري سامح شكري تقدير واشنطن للجهود التي تبذلها مصر، وقال بلينكن في تغريدة على "إكس" إنه تحدث لنظيره المصري عن الهجمات المروعة التي يشنها مقاتلو حماس ضد إسرائيل، مكررا التأكيد على الحاجة الملحة إلى وقف هجمات حماس.
في المقابل، أكد المتحدث باسم حركة "حماس" محمد حمادة أن الحركة لم تتلق أي اتصالات أو وساطات من أي جهة للوصول إلى اتفاق، قائلا لقناة  "المملكة" الأردنية إن "تلقي الاحتلال الإسرائيلي أي عتاد جديد من أي دولة لن يغير من خطة المواجهة"، معتبرا أن "الفشل الاستخباري لدى الاحتلال الإسرائيلي هو نتيجة خططت لها المقاومة"، مشددا على أنّ "نتائج عملية طوفان الأقصى ستكون لصالح المقاومة والشعب الفلسطيني".
وكان مصدر في "حماس" كشف عن وساطة متقدمة تقودها قطر لإجراء صفقة تبادل عاجلة مع إسرائيل، مشيرا إلى أن الدوحة تسعى بدعم أميركي إلى اتفاق يقضي بالإفراج عن النساء الإسرائيليات اللاتي تأسرهن "حماس" مقابل الأسيرات الفلسطينيات في سجون إسرائيل، مضيفا أن قياديا في "حماس" أبلغ قطر عدم ممانعة الحركة إجراء الصفقة على أن تضمن الإفراج عن جميع الأسيرات الفلسطينيات البالغ عددهن 36 أسيرة من سجون إسرائيل.
في السياق، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى ضرورة وضع حد سريع لانهاء القتال بين القوات الإسرائيلية وحركة "حماس"، مؤكدا خلال محادثات في موسكو مع الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، أن روسيا والجامعة العربية يمكنهما المساعدة في وقف إراقة الدماء في إسرائيل والأراضي الفلسطينية.
من جانبه، دعا أبو الغيط أيضا لإنهاء القتال، لكنه قال إن مثل هذا العنف سيستمر للأسف في ظل بقاء القضية الفلسطينية دون حل، مطالبا بحل عادل للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني ووقف الانتهاكات والاستفزازات الإسرائيلية.
بدورها، حذرت الرئاسة الروسية من اتساع رقعة النزاع في الشرق الاوسط، معربة عن قلقها ازاء تفاقم الاوضاع، ودعا الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بسكوف الى الاسراع بالانتقال بالنزاع الى الاطر السياسية، لأن من شأن حلقة التصعيد ان تؤدي الى اتساع رقعة النزاع على الصعيد الاقليمي.