الأربعاء 09 يوليو 2025
39°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

اتفاق الدوحة

Time
الاثنين 16 أغسطس 2021
View
5
السياسة
طلال السعيد

مشكلتنا الكبيرة في ضعف ذاكرتنا السياسية، وما اسرع ما ينسى الشارع الكويتي، فالحديث الان عن انتصارات "طالبان" وسرعة تساقط المدن الافغانية، وسيطرة الحركة عليها، فتلك ليست بطولة، انما علينا ان نتذكر "اتفاق الدوحة" الذي وقعته الولايات المتحدة مع "طالبان" برعاية قطرية، ويقضي بانسحاب القوات الاميركية من افغانستان، وتسليم البلد لـ"طالبان" مقابل شروط معينة واهمها اخراج الحكومة الموالية والمتعاونين مع الاميركان، وبالتالي التوقيع على اتفاق تعاون خاص مع الاميركان، وهذا الذي حصل.
خرجت اميركا من الباب الافغاني لترجع فيما بعد من الشباك لتحكم القرار الافغاني بدلا من حكم أفغانستان، فهي تعلم علم اليقين ان هذا البلد بالذات لا يحكمه الا أهله، ولا يمكن لاي قوة خارجية السيطرة عليه الا اذا استلمت الامر الغالبية الباشتونية، والتي تحكم افغانستان منذ العهد الملكي الذي لم تستقر افغانستان بعده، ولن تستقر الان تحت حكم "طالبان" الاحادي، فهناك عرقيات اخرى ترى ان لها حقا في افغانستان، وسوف تهملها الحركة، وبالتالي سوف تشكل تجمع أقليات معارضا سوف يكون شوكة في خاصرة "طالبان"، ثم سوف تطلب "طالبان" نفسها العون الاميركي.
هذه القراءة الاولى للاوضاع في هذا البلد المنكوب، الذي لم تعد اميركا بحاجة اليه فغادرته غير آسفة، وسوف يكون الضحية لهذا كله من تعاون مع الاميركان من الشعب الافغاني، والذين أسموهم مترجمين، وهم ليسوا كذلك، وسوف تعدم "طالبان" من تبقى منهم ولم يغادر افغانستان، وذلك على مرأى ومسمع العالم.
للعلم هذه سياسة اميركا لمن لا يعرفها، ولا يمكن ان يعول عليها الحلفاء، فهم حلفاء أنفسهم ومصالحهم فقط، خصوصًا هذا الحزب الحاكم حاليا، الحزب الديموقراطي الذي لم يذكر بالوفاء طيلة سني حكمه لاميركا، وشواهد التاريخ كثيرة، إلا ان مشكلتنا في ضعف ذاكرتنا السياسية.
المهم ان نعرف ان هذه هي البداية في افغانستان، وعلينا ان نتوقع انسحابات اخرى من مناطق اخرى، او اتفاقات جديدة سوف توقع مع دول غير متوقعة، مثل إيران.
للعلم فقط ان حركة "طالبان" هي فقط التي شاركت في حرب تحرير الكويت مع قوات التحالف، وكان لها إسهام طيب لا تنسون... زين.

[email protected]
آخر الأخبار